أكد مفتى لبنان الدكتور عبد اللطيف دريان أن الإسلام رسالة محبة وإقرار بالخلاف والانفتاح على الآخرين، وأنه لا يمكن للمسلمين عرض سماحة إسلامهم على الآخرين إلا بالتقارب والتعايش والتعارف معهم وإظهار سماحة الإسلام وترحيبه بالأخر، للوصول إلى الاستقرار والسلام فى المجتمعات المختلفة.
جاء ذلك خلال مشاركته فى المؤتمر العالمى للمجتمعات المسلمة بعنوان (مستقبل الوجود الإسلامى فى المجتمعات غير المسلمة.. الفرص والتحديات) والذى انطلق أمس الثلاثاء، فى أبو ظبى، بمشاركة وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية والمفتين من مصر وعدة دول إسلامية وعربية وممثلى الجاليات والتجمعات الإسلامية فى العالم.
وقال دريان - فى كلمته اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر - "إنه لم يعد فى العالم الآن دولة أحادية من حيث السكان بل هناك تعدد وتنوع للثقافات، وعلى المسلمين إعطاء نموذج لفقه العيش ينطلق من قيم التعرف والسلام ليعيش الجميع بأمان وتفاهم"، مشيرا إلى أن أول اجتماع حوارى بين الإسلام والمسيحية فى التاريخ كان فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل إلى الحبشة مضطهدون فأمنهم الملك النجاشى ملك الحبشة وأجرى حوارا بين الجانبين، وقال بعدها أن ما يتحدث عنه الإسلام وما جاء به عيسى عليه السلام واحدا.
وأضاف: "أن الأنبياء والرسل جاؤوا لهداية البشر ودعوة التوحيد والخير والصلاح والإصلاح للناس"، مشيرا إلى تجربة بلاده لبنان فى التعايش، حيث يوجد اختلاف دينى بين المسلمين واتباع الرسالات الأخرى من خلال 18 طائفة دينية إسلامية وغيرها فى البلاد، ولكن لا يمنع ذلك من التفاهم بينهم على صيغة للعيش الواحد كمواطنين لبنانيين فى دولة وطنية تعطى الحقوق لكل الطوائف التى تعمل لحماية التعدد فى صيغة العيش الواحد المشترك فى لبنان كنموذج فريد.
وطالب دريان بضرورة تحقيق الأمن فى دول المشرق وبإيقاف ظواهر العنف ومعالجة الانشقاقات الكارثية فى الدين والتى وجهت العالم ضدنا بدعوى محاربة الإرهاب، كما وجه بضرورة الحوار بين العرب والمسلمين من جهة وبين السلطات فى الدول التى يعيشون بها؛ من أجل مواجهة الظواهر السلبية عن الإسلام والمسلمين وتفعيل الحوار بين أتباع الأديان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة