قبل ساعات من قرار ترامب.. هل تفرض البراجماتية نفسها على موقف إيران فى الملف النووى؟ الإصلاحيون يتمسكون بالاتفاق بأى ثمن ويميلون لنموذج كوريا الشمالية.. والمتشددون يرفضون التفاوض مجددا.. ويؤكدون: مسألة سيادة

الثلاثاء، 08 مايو 2018 04:00 م
قبل ساعات من قرار ترامب.. هل تفرض البراجماتية نفسها على موقف إيران فى الملف النووى؟ الإصلاحيون يتمسكون بالاتفاق بأى ثمن ويميلون لنموذج كوريا الشمالية.. والمتشددون يرفضون التفاوض مجددا.. ويؤكدون: مسألة سيادة الرئيس الإيرانى حسن روحانى
تحليل تكتبه: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر الساعات الأخيرة على عمر الاتفاقية النووية التى توصلت إليها إيران والقوى الدولية فى عام 2015، وكلما تقترب ساعة الصفر التى حددها الرئيس الأمريكى اليوم الساعة الثانية بوقت واشنطن (الساعة الثامنة مساءً بتوقيت القاهرة)، ترتفع التكهنات حول احتمالية أن يفاجئنا فى الدقيقة 90 أى الطرفين الإيرانية أو الأمريكية بقرارات تقلب الموازين وتغير المعادلات.

 

حتى كتابة هذه السطور لا تزال إيران الرسمية تتمسك بالاتفاق النووى وتلتزم بتطبيقه وفقا لقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وترفض الطلب الأمريكى بإدخال تعديلات على بنوده، هذه التعديلات تقتضى إنهاء المدة الزمنية التى تطلق العنان لطهران فى البرنامج النووى فى عام 2025، إضافة إلى  تقويض برنامجها الصاروخى الذى تراه واشنطن يهدد حلفاءها الإقليميين، وتفتيش منشآتها العسكرية، فضلا عن تقويض سلوكها فى المنطقة.

 

 

حسن روحانى وفريقه
حسن روحانى وفريقه

 

فى الداخل الإيرانى يرتفع حدة الجدل حول مسار الاتفاق وتأثير القرار الأمريكى المرتقب خلال الساعات المقبلة، والأمر الذى أفرز رؤيتين، الأولى هى رؤية بعض كوادر التيار الإصلاحى الذين يرون أنه من الممكن أن تواصل الجمهورية الإسلامية تمسكها ظاهريا بأهداف الثورة الإسلامية وسلوكها الأصولى، لكن فى الباطن يمكن أعمال البراجماتية، أى أن تنظم سياساتها وفقا لمنافع النظام، وقبل أن يفوت الأوان وتدخل البلاد فى نفق العقوبات المظلم مجددا وتواجه سيناريوهات خطيرة، عليها أن تبادر بقبول الدخول فى مفاوضات مع الولايات المتحدة، سواء فى مجال البرنامج الصاروخى، أو القضايا الإقليمية، لطالما تمتلك طهران نفوذا إقليميا وتمتلك فى يدها كروتا وأدوات ضغط، ومن يتبنون هذا التوجه هم الإصلاحيين الذين يرون أن فشل الاتفاق سيضر بمكانة روحانى وما سيترتب عليه الإضرار بمكانتهم السياسية فى الداخل وانهزامهم أمام خصومهم السياسيين من التيار المتشدد بل وفقدان الإصلاحيين رصيدهم السياسى، لذا سارعوا الفترة الأخيرة بتقديم حزمة مقترحات للخروج من المأزق، وأبرز من كشفوا عن هذا التوجه علنا كان منظر التيار الإصلاحى، مصطفى تاج زادة، الذى كتب تغريدة يوم الرابع من مايو تؤكد فيها إعجابه بالنموذج الكورى الشماليى الذى اختار التنمية الاقتصادية على النووى.

 

فى المقابل، رفض التيار المحافظ فكرة الدخول فى مفاوضات مجددا مع واشنطن، لأنهم رأوا أن تجربة التفاوض فى الملف النووى فشلت، لذا لن يفتحوا الباب مجددا لتكرارها لاسيما وأن المرشد الأعلى رفض نهائيا التفاوض فى القضايا الداخلية التى تمس السيادة الإيرانية فى القضايا الدفاعية وصناعة الأسلحة، وحتى فى السنوات التى جرت فيها المفاوضات النووية (3013- 2015)، كان يبعث مسئولين إيرانيين هذه الرسالة فى تصريحاتهم ومقابلاتهم الصحفية مع وسائل الإعلام الأجنبية، مفادها أن طهران تراقب بدقة ما ستؤول إليه المفاوضات والتزام واشنطن بتعهداتها، ولو نجح نموذج الاتفاق النووى، عندها ستفكر طهران فى تكرار التجربة وتدخل فى مفاوضات أخرى من بينها القضايا الإقليمية.

 

قادة الحرس الثورى
قادة الحرس الثورى

 

 

والسؤال الذى يطرح نفسه هنا، هل ستتغلب العقلية البراجماتية الإيرانية وأصحاب الرؤية الأولى على المتشددين الرافضين للعودة إلى طاولة المفاوضات؟..

بعض التحليلات تذهب إلى أن ضغوط الإدارة الأمريكية والعقوبات القاسية قد تأتى ثمارها على طهران وتجعلها تذهب نحو طاولة المفاوضات مجددا، لكن المشهد فى الساعات الأخيرة قبل إعلان  قرار ترامب الآن يشير إلى تصاعد لهجة المسئولين وبات الحديث عن خطوات انتقامية، لذا هذا المناخ لا ينذر بتراجع أو تنازل إيرانى محتمل، وهذا المعنى جاء صريحا فى خطبة المرشد الأعلى 1 مايو الجارى والتى رفض فيها للتفاوض حول دور طهران الإقليمى وبرنامج الصواريخ الباليستية، عندما قال: «تأتى الدول الأوروبية وتقول: نريد أن نتفاوض مع إيران فى شأن وجودها فى المنطقة... هذا ليس شأنكم. هذه منطقتنا. لماذا أنتم هنا»؟ مشدد على إلى أن طهران ستتفاوض فى هذا الصدد مع دول المنطقة".

 

فى النهاية لا تبدو العقلية البراجماتية التى تتمتع بها إيران ستفرض نفسها فى الساعات الأخيرة من عمر الاتفاقية النووية على قرارات طهران حيال الملف النووى من أجل الاحتفاظ بالصفقة النووية، وتفادى عقوبات قد تشل الاقتصاد الإيرانى المتعثر بالفعل، وسيكون لها واقع سئ على تقويض سياسات الرئيس المعتدل حسن روحانى والتيار الإصلاحى، لكنها فى المقابل بحسب -أوساط سياسية إيرانية- ستؤدى إلى إجماع بين التيارات السياسية المختلفة على عداء الولايات المتحدة، وهو ما يصب فى مصلحة الدولة الإيرانية وسوف تستغله لشحن الجماهير وإعادة الخطابات التعبوية ضد سياسات الولايات المتحدة.

 

 

 

324d604b-aa34-4893-8aaa-f4562340f6a1
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة