"قم فى فم الدنيا قم فى فم الدنيا وحى الأزهرا.. وانثر على سمع الزمان الجوهرا".. هكذا قال الشاعر الكبير أحمد شوقى، فالأزهر الشريف الذى يمتد عمره لأكثر من ألف عام حتى صار كعبة المسلمين العلمية لثقتهم فى علومه ووسطيته، فالأزهر الشريف هو أحد أدوات وقوى مصر الناعمة، تلك المؤسسة العالمية التى ينظر لها العالم بعين الاحترام والتقدير، وهو ما يتضح جليا فى الاستقبالات الرئاسية التى يحظى بها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.
"العالم بيبصو على الأزهر يافضيلة الإمام".. "أنا حريص على دور الأزهر قوى" عبارات تحدث بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، متحدثا عن الأزهر الشريف ليبرز تقدير القيادة السياسة لتلك المؤسسة العالمية، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، اتخذ على عاتقه نشر ثقافة السلام فى العالم من خلال قيامه بجولات لم يسبق لشيخ للأزهر القيام بها فقد زار تقريبا معظم قارات العالم، وحرص أن ينتشر علماء ورجال الأزهر فى جميع أرجاء المعمورة مبلغين وناشرين للسلام بين بنو البشر جميعا.
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بدأ يوم الأحد الماضى زيارة إلى إندونيسيا حتى يوم الخميس حيث غادرها متوجها لسنغافورا، حيث تعتبر اندونيسيا هى الثانية له إلى أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان، وكذلك الدولة الأكبر من حيث عدد الطلاب الوافدين الذين يدرسون فى الأزهر الشريف، وقد اشتغل متابعوا مواقع التواصل الاجتماعى بمتابعة زيارة شيخ الأزهر لإندونيسيا معربين عن فخرهم واعتزازهم بما لاقاه شيخ الأزهر من استقبال يؤكد على مكانة وتقدير العالم للأزهر وشيخه وبالطبع مصر.
الرئيس الاندونيسى وحديث ودى مع شيخ الأزهر بقصر الرئاسة
مأدبة غذاء رئيس اندونيسيا تكريما لشيخ الازهر
الرئيس الاندونيسيى يقود السيارة وبجانبه شيخ الازهر
استقبال طلاب الجامعة المحمدية بإندونيسيا لشيخ الازهر
طالبات كلية "دار السلام كونتور للبنات" خلال استماعهن لشيخ الازهر
اصطفاف الاندونيسيين على جانبى الطريق احتفاء بشيخ الازهر
احتشاد المئات من مسلمي سنغافورة حول الإمام الأكبرعقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد السلطان
جانب من استقبال شيخ الازهر
وتعود العلاقات بين إندونيسيا والأزهر إلى عدة قرون، فحتى قبل أن يفد أبناء إندونيسيا إلى الأزهر للدراسة فى أروقته، فإنهم كانوا يستغلون مواسم الحج للقاء علماء الأزهر وسؤالهم عما يشغل بالهم من مسائل الفقه والشريعة، ثم بدأ الإندونيسيون قبل أكثر من قرن ونصف فى القدوم إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه الأجلاء.
وقد سكن طلاب إندونيسيا فى أحد أروقة الأزهر، وهو "الرواق الجاوى"، نسبة إلى جزيرة جاوة، أكبر جزر الأرخبيل الإندونيسى وموطن معظم سكان البلاد، وما زال هذا الرواق متواجدا حتى اليوم فى حرم الجامع الأزهر.
وثمة رواق آخر للإندونيسيين، يسمى "رواق إندونيسيا" أسسه الطلاب الإندونيسيون منذ قرابة أربع أعوام، يقوم بعدد من الأنشطة منها: إصدار مجلة تسمى "أزهرى" باللغة الإندونيسية لتغطية أنشطة الأزهر، بالإضافة إلى إصدار كتيبات عن المنهج الأزهرى، كما دشن طلاب إندونيسيا فى الأزهر موقعين إلكترونيين للدفاع عن الفكر الوسطى.
وقد تأثر الإندونيسيون عبر أبنائهم الدارسين فى الأزهر بحركات تجديد الفكر الإسلامى وتعرفوا على أفكار الإمام محمد عبده وتلاميذه من بعده، كما كان الأزهر الشريف أيقونة لانطلاق حركة التحرر الوطنى فى إندونيسيا، إذا شارك فى إشعالها كثير من الطلاب الإندونيسيين الذين درسوا بالأزهر.
ومن أروقة الأزهر وكلياته تخرج العديد من رجالات إندونيسيا البارزين، حيث وفدوا إليه طلابا وباحثون سعيا للتزود بعلوم الدين والدنيا، قبل أن يعودوا إلى بلادهم سفراء لرسالة الإسلام، ويتقلدوا أعلى المناصب الدينية والسياسية فى بلادهم.
جانب من استقبال الإمام الأكبر
وبناء على اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الشئون الدينية الإندونيسية تم إنشاء العديد من المعاهد الابتدائية والإعدادية والثانوية، التى تقوم بتدريس مناهج الأزهر، كما ارتبطت جامعة الأزهر بموجب تلك الاتفاقية بعلاقات تعاون مشترك مع الجامعات الإندونيسية فى كافة المجالات العلمية والأكاديمية من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس لإلقاء المحاضرات الثقافية وإجراء البحوث العلمية، كما تم إنشاء كلية الدراسات الإسلامية لتدريس المناهج الأزهرية بجامعة "شريف هداية الله الإسلامية" الحكومية فى جاكرتا.
وفى مايو 2010 تم تأسيس فرع للرابطة العالمية لخريجى الأزهر فى إندونيسيا، ويقوم الفرع منذ إنشائه بالعديد من الأنشطة مثل ترجمة الكتب الخاصة بموقف الأزهر من بعض القضايا الشائكة مثل كتاب "بيان للناس"، كما قام الفرع بعقد العديد من الدورات التدريبية والندوات الثقافية والعلمية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الطلابية والملتقيات العلمية.
وشهد عام 2016م زيارة تاريخية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، دولة إندونيسيا، حيث لقى استقبالًا حافلًا، من حيث البروتوكولات والتشريفات الرئاسية بما يعكس عُلُو مكانة وقيمة وقامة الأزهر الشريف وشيخه فى قلوب الإندونيسيين، حكومةً وشعبًا، وقد توجت تلك الزيارة بمنحه الدكتوراه الفخرية من جامعة مولانا مالك إبراهيم الحكومية، تقديرا واعتزازا بإسهاماته وجهوده العلمية والدينية فى نشر قيم الوسطية والسلم والتعايش ونبذ العنف والإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة