إن حسن اختيار الزوج لزوجته من الواجبات التى أمر بها الإسلام؛ وذلك لإمداد الأمة بأجيال مسلمة تحمل الأمانة، وتصون الدين، وترتقى بالمجتمع، ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجةٍ صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته فى نفسها وماله» وقال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مِنْ أُعْطِيَهُنَّ فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: قَلْبٌ شَاكِرٌ، وَلِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَبَدَنٌ عَلَى الْبَلاءِ صَابِرٌ، وَزَوْجَةٌ لا تَبْغِيهِ خَوْنًا فِى نَفْسِهِ وَلا مَالِهِ».
فالرجل يتزوج المرأة الصالحة، التى تتحلى بالأمانة، والخلق الحسن، والأدب الرفيع، وتتزين بحسن الخطاب ولطف المعاملة، والتى تتقبل النصيحة وتستمع إليها بقلبها وعقلها، ولا تكون من اللواتى اعتدن الجدال والمراء، يتزوج المرأة التى قال عنها سبحانه وتعالى: «فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّه» والتى وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل: أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ فقال: «التِى تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر، وَلا تُخَالِفُهُ فِى نَفسِهَا وَلا فِى مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ»، والتى وصفتها عائشة رضى الله عنها عندما سئلت: أى النساء أفضل؟ فقالت: التى لا تعرف عيب المقال، ولا تهتدى لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، والإبقاء فى الصيانة على أهلها.
والعرب تقول: اختر من النساء: الجامعة المجمع، وتخلى عن: القرقع، الغل، الوعوع.
والجامعة المجمع: هى التى تجمع لم الشمل، القرقع: الثرثارة السمجة، الغل: المرأة السوء.
الوعوع: فهى الصخابة التى تصيح وتشتم.
الرجل يتزوج المرأة الصالحة المتدينة التى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم «فاظفر بذات الدين تربت يداك» والتى تكون مربية صادقةً لأبنائه، تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن، وتغرس فيهم حب الله وحب رسوله وحب الخير للناس، ولا يكون همُّها من دنياهم فقط أن يبلغوا مراتب الجاه والمال والشهادات، بل مراتب التقوى والديانة والخلق والعلم.
الرجل يتزوج المرأة الصالحة التى لا تنام إلا وزوجها راضٍ عنها، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير نسائكم فى الجنة، قلنا بلى يا رسول الله، قال: «كل ودود ولود، إذا غضب عليها زوجها قالت، هذى يدى فى يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى».
الرجل يتزوج المرأة الصالحة صاحبة الحياء فهو زينة المرأة، وبدونه تصبح قبيحة مهما كان جمال شكلها، يتزوج المرأة الأنيقة الذكية المتجددة والنشيطة والحيوية
يقول الأصبهانى:
«خير النساء التى إذا خلعت ثوبها خلعت معه الحياء، وإذا لبسته لبست معه الحياء».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة