فى منطقة سموحة وسط الإسكندرية، يتجمع عدد من الشباب أمام أحد المحلات الصغيرة، والتى يديرها أحد الشباب، الذى يقدم لهم وجبة جديدة قد اخترعها فى غربته وهى "البطاطا الساخنة" المطبوخة بجميع أنواع الفواكه المختلفة، مثل المانجو والبلح والفراولة وغيرها، بأسعار زهيدة، ويطالبونه، بالمزيد بمختلف النكهات.
أحمد جابر أحمد الشاب الذى يبلغ من العمر 29 سنة حاصل على بكالوريوس تجارة سنة 2014 ، ورفض أن يقف فى طابور سيب "سيفيهك" وعدى علينا بكرة يامحترم، فقد تعود أحمد منذ نعومة أظافره العمل، فى مختلف المجالات فقد عمل بائعا فى محل، ومترا فى مطعم، وتاجر فى الملابس والاكسسوارات، وحتى وهو فى الثانوية العامة، كان يصر على العمل، حتى استطاع فتح " كافيه نت" وجاءت ثماره سريعا بالربح الوفير، استطاع به فتح فرع آخر فى شرم الشيخ، ولكن بعد أحداث ثورة 2011، انهار كل شىء أمامه مع انهيار السياحة، فعاد إلى الإسكندرية خالى الأيدى، وتسببت خسارته فى غلق محله الآخر فى الإسكندرية، مع زيادة الإيجارات وارتفاع الأسعار، وتم غلق كل الفروع بعد الثورة بـ6 أشهر، سعى بعدها جابر للعمل بأكثر من مكان وأكثر من مشروع ففتح محل ملابس، وأغلقه، وآخر للإكسسوارات، وفشل، وحصلت على كورسات فى مجالات متعددة منها التسويق.
ويضيف جابر، حاولت كثيرا ولا أنكر ذلك أن التحق بالعمل فى الوظيفة الحكومى، من أجل أسباب كثيرة يقولها الأهل، وهى الاستقرار والتأمين وغيره، ولكن دون جدوى، فهى تحتاج لأشياء أخرى كثيرة لا علاقة لها بالشهادة، وهى المحسوبية أو الرشوة، فقررت العمل مرة أخرى بمشروع خاص، يؤمنى الاستقرار الذى ترغب فيه أسرتى.
ويكمل جابر، كل المشروعات التى كنت أقوم بها كان يأتى عليها وقت وتنتهى، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم وجود استقرار سياسر، أو أمن فى الوقت الذى أعقب ثوبة يناير، وحتى بدأت الدنيا تهدأ قليلا، كنت قد اشتركت فى حزب سياسى كأمين للشباب به.
ويتحدث جابر عن فكرة مشروعه "بطاطايا" قائلا: غربتى علمتنى أن أطبخ لنفسى، وكنت أجرب الكثير من الأشياء، ولأنى أحب البطاطا الساخنة، كنت دائم تناولها، وكنت أجرب إضافة الفواكه والحلويات إليها، حتى احتفلت بعيد مولدى يوما مع أصدقائى، وقدمت البطاطا وبداخلها بعض الفواكه، ومن هنا أعجب بها أصدقائى وشجعونى على صنعها وبيعها.
يقول، جابر أنهيت جميع أوراقى وحصلت على محل صغير، وقمت بصنع البطاطا به وعرضها، فأقبل عليها الشباب، وطلبوا نكهات مختلفة كنت أصنعها لهم، حتى اصبح لدى زبونى الخاص، والذى يعرفنى ويأتى إلى من مسافات طويلة.
ويكمل جابر: ما نعانيه الآن، هو ما يعانيه كثير من الشباب الذين لا يجد من يقف بجواره ويسنده، حيث نعانى كثيرا من فكرة الإزالة والمعاملة السيئة من بعض الجهات على الرغم من أوراقنا جميعها سليمة، بالإضافة إلى الإيجارات الغالية والتى لا يتحمل المشروع قيمتها.
ويقول جابر، جائتنى فرصة السفر أكثر من مرة فى الخارج، حيث أصحابى بكندا وايطاليا، ولكنى رفضت لأسباب كثيرة، أهمها عدم قدرتى على ترك والدى ووالدتى وحدهما، بالإضافة إلى حبى لمصر ، لدرجة لا أستطيع أن اسافر وأتركها ومن يبنيها اذا كلنا هاجرنا وسافرنا.
وطالب جابر الرئيس السيسى بمزيد من دعم الشباب، ومساندة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الدعم من المحافظة والحى، والضرائب والكهرباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة