لم تنفعهم الذكرى، ولم يلتفتوا للتحذيرات، وغادروا بلد الأزهر ليحضروا حفلات الملالى فى ضيافة خامنئ، ليواجهوا بعد ذلك مصير محتوم بالمعاقبة والإحالة للنائب العام، هكذا تجاوز 5 قراء مصريين القانون بالسفر إلى دولة إيران للتلاوة والتكريم فى محفل شيعى وهم يرتدون العامامة السنية، عمامة الأزهر الشريف.
استيقظ المصريون صباح أمس على أخبار تداولتها الصحف الإيرانية لـ5 قراء مصريين غادروا بلدهم دون إذن من شيوخهم أو من شيخ الأزهر، أو وزير الأوقاف، أو نقابة القراء، وتعاموا كأن القرآن بضاعتهم التى يبتاعونها فى أى مكان دون تقييد، أو بحث موقفهم بعد المثول لدى شيعة يسبون أمهات المؤمنين لتقع الصدمة التى جاءت بعد تحذيرات رسمية من السفر لإيران دون إذن مسبق.
احد القراء الذى سافر لايران
وبعد التحذيرات التى أطلقتها وزارة الأوقاف المصرية كمشرفة على القراء ونقابتهم بشكل متكرر ورسمى لإخلاء المسئولية ووضع كل شخص فى موضع المسئولية، وكان آخر هذه التحذيرات فى مطلع فبراير الماضى، جاء أول اختراق لنظام عمل الجهة المعنية فى الدولة وهى الأوقاف، ويستتبع ذلك إجراءات متوقع صدورها قبل المخالفين.
وتخطت وزارة الأوقاف ومؤسسات التلاوة (نقابة القراء - عموم المقارئ المصرية) التنبيه إلى التحذير - فى بيانات فبراير الماضى - من توظيف العمامة الأزهرية مذهبيا وسياسيا بالسفر خارج البلاد دون إذن مسبق منها أو من نقابة القراء وعموم المقارئ المصرية التابعان لها، مع منع المخالف من الظهور فى الإعلام المصرى بتوصية منها، ووقفه عن العمل والمنع من التلاوة، وإحالة المخالف إلى النيابة.
من جانبه أكد محمد الساعاتى، المتحدث الرسمى باسم نقابة القراء، أن النقابة سوف تستدعى القراء الذين سافروا إلى إيران وتم تكريمهم هناك، وهم: أحمد محمود محمد قريوط، ومحمد رشاد عبد السميع، وأحمد يسرى محمد، وأحمد الشحات لاشين، ومحمد السعيد عبد الغنى القميرى.
وأضاف الساعاتى، لـ"اليوم السابع"، أن الاستدعاء سيتم لسؤالهم عن حصولهم على تصريح بالسفر من النقابة ووزير الأوقاف من عدمه والتحقيق معهم يوم 2 يوليو المقبل لدى أول جلسة انعقاد.
وأشار الساعاتى إلى أن الاستدعاء سيكون ضمن اختصاص نقابة القراء لمن هم أعضاء من عدمه كون النقابة مسئولة عن كتاب الله تجاه أى مصرى سواء كان عضوا من عدمه وأى تجاوزات لابد أن تتدخل النقابة حيالها.
وأوضح الساعاتى أن دولة إيران لا يمكن السفر إليها للقراء دون الحصول على موافقة النقابة ووزير الأوقاف بموجب 90 لسنة 82 الذى يجعل وزير الأوقاف سلطة أعلى للنقابة.
ولفت الساعاتى إلى أن النقابة علمت بسفر هؤلاء من خبر نشر فى "اليوم السابع" ومن حقها أن تتثبت أولا من الأمر باستدعائهم ثم التحقيق معهم، ومعاقبة المخالف وإحالة من لم يحضر إلى مقر النقابة بعد 3 إنزارات بالحضور إلى النائب العام حتى لو لم يكن عضوا وإذا كان عضوا يتم فصله وإحالته إلى النائب العام.
وشدد الساعاتى على أن النقابة لن تقف صامتة أمام أى مخالفة فى حق كتاب الله، حيث إن عضوية النقابة من عدمه ليست شرطا فى اتخاذ الإجراءات، والأمر سيبدأ بالاستدعاء، وقد يشهد الأمر تصعيدا قانونيا.
من جانبها احتفت صحف إيرانية بمشاركة 5 قراء مصريين فى مسابقة "خامنئى للقرآن" بطهران، فيما انتقدت مؤسسة محبى آل البيت لمناهضة الفكر الشيعى سفر قراء مصريين لطهران، مشيرًة إلى أن هؤلاء القراء خالفوا القانون بالسفر لإيران، كما انتقد بشدة الدكتور عمر حمروش، عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، سفر قراء مصريين لإيران، مؤكدًا أن تصرفهم مرفوض.
ورغم صدور قرارات رسمية من المؤسسة الدينية بمصر، وتحذيرات من نقابة القراء المصرية بمنع سفر أى قارئ مصرى إلى إيران، سافر مجموعة من القراء المصريين للمشاركة فى مسابقة خامنئى للقرآن، وهما وفقا لأسمائهم المنشورة فى الصحف الإيرانية "أحمد محمود محمد قريوط، ومحمد رشاد عبد السميع، وأحمد يسرى محمد، وأحمد الشحات لاشين، ومحمد السعيد عبد الغنى القميرى".
يشار إلى أن التحذيرات المتكررة للأوقاف، ومؤسسات التلاوة، لم تصدر للمرة الأولى لكنها الأكثر صرامة وحدة ودقة، لتصل إلى محاسبة الدعاة، والباحثين، والقراء، والمحفظين، وأعضاء لجانها، إذا ما غادروا البلاد دون إذن مسبق من جهات الاختصاص بالوزارة، أو الجهات التابعة لها، والحصول على موافقة مرفق بها إقرار من مقدم الطلب بألا يخالف منهج أهل السنة والجماعة الذى يتبناه الأزهر، وتلتزم به الوزارة، وألا يظهر فى عمل سياسى خاصة المناوئ للدولة المصرية، أو أى دولة، وأن لا يرتدى ملابس تخالف الفكر الأزهرى، أو يؤدى عمل دينى مذهبى.
وشملت التحذيرات المتكررة لوزير الأوقاف، تهديد من يخالف الوسطية ويخالف منهج الوزارة، أو يغادر البلاد دون إذن مسبق بالوقف عن إمامة الناس بالمساجد بالنسبة للأئمة، وعن القراءة بها بالنسبة للقراء لحين انتهاء التحقيقات معهم، واعتبار تمثيل الجهة التي يعمل بها بدون إذن تدليسًا، وتجاوزًا يستحق الإحالة للمحاكمة التأديبية.
وصرح وزير الأوقاف، فى بياناته السابقة باعتزامه مخاطبة المجلس الأعلى للإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون باسم كل من يخالف التعليمات لاتخاذ اللازم تجاهه، وبخاصة القراء الذين يسافرون دون تنسيق مع الوزارة، كما ستقوم نقابة القراء أيضًا بدورها فى ذلك.
وكلف رئيس القطاع الدينى بإعداد مذكرة بكل من يثبت سفره للخارج دون إذن لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
صحف ايرانية تنشر أسماء المصريين المشاركين فى المسابقة
احد القراء الذى سافر لايران
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة