«شهوانى.. متهور.. زير نساء»، صفات وأكثر تجمعت فى شخص المخرج والمنتج السينمائى الأمريكى، هارفى واينستين، عقب الفضيحة المدوية التى تعرض لها، والخاصة بتحرشه الجنسى بجميلات ونجمات العالم، أبرزهن سلمى حايك، التى وصفته فى مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز بأنه "وحش".
هارفى واينستين
فبعد ما يقرب من 8 أشهر من انهيار عمله المهنى، فى فضيحة مدوية فى الوسط الهيوليودى لاتهامه بالاغتصاب والتحرش الجنسى بعشرات النجمات الأمريكيات، استسلم المنتج والمخرج الأمريكى الشهير هارفى واينستين، ووافق على دفع مليون دولار، نقدا كفالة وتسليم جواز سفره وارتداء جهاز مراقبة مزود بنظام تحديد المواقع "جى بى إس" لرصد تحركاته.
وسلم هارفى واينستين نفسه للسلطات الأمريكية الجمعة الماضية، بعد شهور من رفع دعاوى لمقاضاته، وتم الإفراج عنه مؤقتًا بكفالة بلغت مليون دولار مع إلزامه بارتداء جهاز تتبع لتحديد مكانه مع إلزامه بعدم السفر دون إذن السلطات الأمريكية لحين انتهاء التحقيقات فى الاتهامات الموجهة إليه من قبل أكثر من 70 امرأة.
هارفى واينستين وسلمى حايك
إذا كنت تقرأ هذه السطور دون معرفة تفاصيل القضية، فستجد الجريمة التى ارتكبها هارفى عادية من وجهه نظرك، تحدث يوميا وتنقلها وسائل الإعلام دون شغف لمتابعتها، لكن المتابع لرجال الفن والسياسة فى أمريكا، يجدها قضية مثيرة، فمثل هذه القضايا التى تسلط الضوء دائما على ممارسات شاذة ، تبدو فى أحيان كثيرة شائعة ومتداولة فى أوساط هوليوود، وتذكرنا بالعديد من القصص التى نشرت فيما قبل عن محاولات لمخرجيين ومنتجيين سينمائيين نافذين فى هذا المجال، للتحرش بممثلات طامحات للمضى قدما نحو الشهرة فى مسيرتهن السينمائية.
وهو ما أكدته شهادة النجمة المكسسكية سلمى حايك ، حين قالت عن هارفى: "ظل لسنوات وحشا يرعبنى"، كما وصفت سلمى بالتفصيل تعرضها للتحرش الجنسى والتهديدات، وقالت حايك فى مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز ، إن كشف أخريات عن تجاربهن مع واينستين ألهمها للحديث عما مرت به وتركز حديثها كثيرا على الوقت الذى أدت خلاله بطولة فيلم (فريدا) عام 2002 عندما قدمت دور الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو، وقالت سلمى إنها كانت سعيدة لحصولها على فرصة العمل مع واينستين وشركة ميراماكس التى كان يملكها حينئذ، لكن الأمر انتهى بصدها لتقرب واينستين جنسيا إليها أكثر من مرة.
سلمى حايك لم تكن الضحية الأولى والأخيرة لهارفى، حيث انضم إلى سلسلة الاتهامات التى فجرتها معظم نجمات الصف الأول فى الولايات المتحدة، اتهامات الممثلتان جوينيث بالترو وأنجلينا جولى للمنتج الأمريكى الشهير، بالتحرش الجنسى.
انجلينا جولى
وقالت بالترو، أن المنتج الشهير دعاها إلى غرفته فى الفندق خلال مشاركتها فى فيلم "إيما"، وذلك حين كانت تبلغ من العمر 22 عاما فقط، مضيفة أنها ابتزها لتمارس معه علاقة، وهددها بفسخ تعاقدها فى حال رفضت، مشيرة إلى أنها لجأت إلى الممثل براد بيت، صديقها فى ذلك الوقت، والذى هدد واينستين من محاولة التقرب منها مرة أخرى.
فيما أكدت أنجلينا جولى، أن واينستين حاول التحرش بها فى أحد الفنادق مطلع عام 1990، لكنها صدته، وحذرت العديد من صديقاتها الممثلات منه بعد هذه التجربة، كما لم تسلم عدد من الفنانات الأوروبيات من "واينستين"، ومنهن الممثلة الفرنسية إيما دى كونز، و18 غيرها.
قضية "عنتيل هوليوود" أثارت جدل كبير وأبعاد كثيرة ما بين فنية واجتماعية وسياسية اتخدتها تلك الفضيحة التى هزت عالم هوليوود وبطلها المنتج الشهير ، والذى دافع عنه الممثل البريطانى مارتن كلونز وأطلق تصريحات تشكك فى فضيحة التحرش التى ألصقت بهارفى واينستين.
وفى حديث إلى صحيفة "صن" البريطانية، اتهم كلونز ممثلات بمغازلة واينستين، وبمحاولة إغوائه فى بعض الأحيان، على عكس مزاعم التحرش التى كشفت عنها مؤخرا العشرات من نجمات الفن، وقال كلونز الذى اشتهر بدوره فى سلسلة "دوك مارتن": "بعض هؤلاء الممثلات كانوا يغوونه، بالتأكيد هذا مروع، إنه نوع من الدعارة، أقدم مهنة فى التاريخ".
هارفى الذى قفز إلى الأضواء هذه المرة ليس من خلال فيلم كبير ولكن من خلال فضيحة أخلاقية، ازدادت اتساعا بعد أن اتهمته الممثلة الأمريكية روز مكجوان بالاغتصاب، عبر سلسلة من التغريدات على "تويتر"، وحصلت ماكجوان على تعويض يصل إلى 100 ألف دولار، ولكن واينستين قال أن التعويض ليس اعترافا بالذنب.
القضية التى اطلقت شرارها "نيويورك تايمز" منذ 8 شهور، وأثارت جدلا كبيرا فى الشارع الأمريكى، خاصة بعد تعرض واينستين لإدانات كثيرة من شخصيات كبيرة فى صناعة السينما، تشهد فصولا جديدة الأن، بعد اعترافات هارفى، وإصراره على أن هذه الوقائع كانت تتم دائما بترحيب من النجمات وبمعرفتهم مسبقا.
الغريب فى هذه القضية المتداولة منذ 8 اشهر، هى اعترافات هارفى فى التحقيقات، حيث اعترف بممارسته الجنس ، لكنه أكد أن هذا لم يتم دون موافقة الطرف الأخر، فى إشارة إلى أن هذا حدث بالتراضى، الغريب ايضا هو إعلان العشرات من النجمات السينمائيين تعرضهم للتحرش من قبل هارفى، لكنهم التزمن الصمت لسنوات كثيرة خوفا من أن يدمر المنتج حياتهن.
هارفى تم الافراج عنه بعد دفع الكفالة وسيقوم بالتحرش من جديد، مستغلا نفوذه وماله للوصول لضحاياه، لكن المشهد لن يختلف كثيرا طالما ضحاياه يصمتن خوفا من فقد الشهرة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة