إسلام الغزولى

مودة ورحمة

الجمعة، 25 مايو 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ننتظر شهر رمضان المبارك من العام للعام بكثير من الاشتياق، ليس فقط للروحانيات والشعائر الدينية التى يتمتع بها الشهر الفضيل، ولكن لأنه يعد أيضا بمثابة الفرصة للمودة والتراحم وصلة الرحم، والتواصل مع الاصدقاء والعائلة ممن لا نستطيع التواصل معهم بشكل أفضل طوال العام للعديد من الأسباب .

 ونجد أن بعض الأصدقاء وأحيانا بعض أفراد العائلة الواحدة لا يلتقون إلا خلال الشهر الكريم ، ومن العام للعام يكون لدينا قائمة من الزيارات العائلية على الإفطار والسحور، تبدأ من أول يوم بالشهر الكريم.

 وقد لا تكون كل الزيارات فى منازل الأسرة والأصدقاء بعضها يكون فرصة للتنزه والاستمتاع بالأجواء الرمضانية فى الأماكن التى تظل ساهرة حتى موعد السحور، وبغض النظر عن مكان التجمع واللقاء، فهى فرصة لتصفية كثير من الخلافات، وتذويب الكثير من الجليد الذى يصيب علاقتنا ببعض منهم تحمل كثير من الحب والمودة، ولا تمنحنا مشاغل الحياة فرصة للتواصل معهم  

شهر رمضان المبارك فى الدولة المصرية تحديدا هو فرصة لبدايات جديدة، ولقاءات متبادلة سواء في السحور أو الإفطار، المودة والرحمة هى مفتاح شهر رمضان المبارك لقلوب كل المصريين فقراء أو أغنياء، التواصل بين افراد المجتمع هو أحد أهم مؤشرات صحته وقدرته على تجاوز المحن والأزمات

يأتي شهر رمضان المبارك هذا العام وهو يحمل كثير من الإشارات الهامة فى حياتنا، فالمجتمع المصرى استطاع أن يتجاوز مرحلة الفتن التي زرعها حكم الجماعة الإرهابية بين أبناء الوطن الواحد، استطعنا أن نمر بأصعب مراحل التحول الاقتصادي ، ولم يستطع أحد أن يفتت هذا الشعب أو أن يوقعه فى الفخ الذى ضرب أبناء الشعوب العربية المجاورة تقاتلوا بينهم البعض بأيديهم وليس بأيدى المستعمر .

شهر رمضان المبارك هو فرصة للتأكيد على هذا التراحم والتواصل بين المصريين بجميع طبقاتهم وفئاتهم ، فرصة لتقوية النسيج المصرى الذى يمثل بوتقة انصهرت فيها كل ثقافات العالم التى مرت على الدولة المصرية، ذلك المجتمع الذى يحتفل فيه المسيحى والمسلم بنفس الطقوس والعادات والتقاليد ، دون أن يستطيع أحد أن يحدد من منهم مسلم ومن مسيحي.

 أتمنى أن ننطلق جميعا مستغلين فرصة الشهر الكريم لنبدأ ونبادر ونتواصل مع كل من بينه وبيننا خلاف أو جفاء أن ندعوهم للقاء أن نحتضن همه بعضنا البعض، وأن نساند بعضنا البعض فى كافة الأصعدة العمل والأسرة والأصدقاء .

لنكن مصدر الطاقة الإيجابية لمجتمعنا الصغير ولأسرنا، لنكن وسطاء فى الخير بين كل من وقعوا فى خلاف أو سوء تفاهم ونقرب وجهات النظر بينهم ولننشر الإيجابيات، والتى من المؤكد أنها ستعود علينا جميعا وعلى صالح المجتمع بأثره ، فلن تستطيع الاحتفاظ بحزن أو اكتئاب أو ضيق إذا كنت فى مجتمع متصالح متحاب ينشر السعادة وينبذ الخلاف، ويسعى لكل فرد فيه لدعم الأخر ولو معنويا .

نشر الإيجابية قد يكون بكلمة بسيطة، كلمتة شكر أو تشجيع أو استحسان، قد يكون بيننا من ينتظر هذا الدعم النفسى والمعنوى أكثر من أى شئ آخر ليستطيع الاستمرار فى مشروعه الخاصة أو حياته العائلية.. كونوا قدوة للآخير طوال الشهر الكريم










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة