هل يوجد المتسولون فى كل مكان هذه الأيام؟!.. سؤال قد يشغل بالك فى ظل التزايد الملحوظ لأعداد الشحاذين خلال شهر رمضان الكريم، الذين يستغلون الحالة العامة للمواطنين والروحانيات ومحاولات الإكثار من أعمال الخير لذا تجدهم منتشرين فى المواصلات العامة وفى مترو الأنفاق وأمام المحلات وبكل تأكيد على أبواب المساجد خصوصًا مع موعد صلاة التراويح.
حيل المتسولين
عندما تقرأ خبرًا عن قيام أجهزة الأمن بضبط 609 قضايا تسول خلال شهر واحد، تتأكد أنك أمام جريمة منظمة يعرف صاحبها ماذا يفعل ويختار الأسلوب والوقت المناسب سواء استغلال الأطفال الصغار فى أعمال التسول عبر تعليمهم طرق استعطاف المارة فى الشوارع بكل الأساليب من أجل الحصول على أكبر قدر من الأموال، وأحيانًا تحمل ما يفترض أنهم أمهات للأطفال الصغار والادعاء بأنها تربى أيتام، بينما يلجأ آخرون إلى حيلة ادعاء المرض والقول إنهم يريدون شراء أدوية أو إجراء عمليات جراحية لكن لا يقدرون على دفع الأموال.
طفل يتسول داخل المترو
ولا تقتصر أساليب المتسولين على استخدام الأطفال الصغار وادعاء المرض فقط بل إن بعضهم يلجأ أحيانًا إلى ارتداء ملابس عمال النظافة وفى شهر رمضان يجوبون الشوارع فى الفترة ما قبل ساعة الإفطار من أجل انتزاع التعاطف من المارين فى الشارع فى هذا التوقيت، ولمنع تلك الحلية تحديدًا اللواء محسن مأمون، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة أكد فى تصريحات صحفية أنه سيتم تعقب كل من يتسول مرتديًا ملابس عمال هيئة النظافة خلال شهر رمضان، والهيئة ستمنع التسول بزى هيئة النظافة طوال شهر رمضان، وسيتم عقوبة كل من يقوم بذلك.
رأى الدين
وبعيدًا عن الدور الأمنى فى ملاحقة المتسولين وكذلك الأجهزة الأخرى فإن المجتمع عليه مسئولية كبيرة تجاه تلك الظاهرة فى التصدى لها، خصوصًا أن الكثيرين يتعاملون مع موضوع إعطاء الأموال للمتسولين من منظور دينى وبشكل أبسط فى محاولة الحصول على حسنات، والسؤال ماذا يقول الدين فى هذه الحالة؟، الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، قال إن ارتفاع معدلات التسول خلال شهر رمضان الكريم ظاهرة مؤسفة ومخزية ولا تعبر عن صحيح الدين الإسلامى.
وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قائلاً: "حتى لو كان الإنسان محتاجًا فإن الدين الإسلامى أوصانا بطلب حوائج الدنيا بعزة الأنفس والأمور تجرى بالمقادير"، مضيفًا: "هذا المشهد الذى نراه فى الطرقات والموصلات العامة ومترو الأنفاق مشهد مزرٍ في الحقيقة ويبعث على الأذى ولا يعبر عن صحيح الإسلام لأن ديننا يطالب بالكرامة الإنسانية وأن يكون الإنسان لديه كرامة وألا يتعرض للناس بصورة تجعلهم ينفضون من حوله أو يتعاملون معه بطريقة غير مناسبة".
وأضاف الشحات الجندى، قائلاً: "حتى القرآن الكريم يقول يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا"، مضيفًا: "سأفترض أن هؤلاء المتسولين هم محتاجون لكن لا ينبغى ظهورهم بهذا الشكل السيئ من اعتراض الناس فى الطريق، وزيادة هذا السلوك خلال شهر رمضان أمر مؤسف لأنهم يعلمون أن الكثيرين يتصدقون خلال هذا الشهر الكريم".
واستكمل عضو مجمع البحوث الإسلامية حديثه، قائلاً: "الاتجار بالحاجة ليس أمرًا جيدًا بالمرة وليس مطلوبًا وليس من الشرع فى شيء خصوصًا أن الرزق سيأتى للجميع كما قدره الله فهذا التعجل المهين للكرامة الإنسانية أمر مخزٍ".
وتعليقًا عن أفضل الطرق للتصدى مع ظاهرة التسول وتأكيد المواطنين من توجيه أموالهم لمستحقيها، يقول عضو مجمع البحوث الإسلامية: "هناك أمران فى هذا الصدد يمكن اللجوء لهما الأول إذا كنت تعرف بعض الأشخاص المحتاجين فى المنطقة التى تسكن بها أو الأقارب المحتاجين يمكنك أن تعطيهم زكاتك، وهناك طريقة أخرى بالتبرع للمؤسسات والمنافذ الرسمية الموثوق منها"، مضيفًا: "وبالنسبة للمحتاجين أو الملحين فى طلب الأموال أنصحهم بالتوجه إلى تلك الأماكن من أجل الحصول على ما يسد حاجتهم وهذا أولى وأهم لهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة