نموذج كمال الهلباوى ليس الأول ولا الأخير، بل هو نموذج متكرر وموجود فى مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة، وموجود أيضًا فى عدة أحزاب سياسية تعبر عن تلون الجماعة الإرهابية.. هو الإخوانجى الذى قضى معظم سنوات عمره متدرجًا فى مستويات القيادة بالجماعة، ثم ينشق ظاهريًا هو وفصيل من الأعضاء عند تعرض الجماعة لهزيمة، أو تلقيها ضربة، ليمارسوا العمل السياسى فى مؤسسات الدولة، ويعلنون مواقف ضد جماعتهم السرية، بينما هم كالسوس أو فئران السفينة ينخرون فى بنيان الدولة، ويعملون على الترويج للشائعات والأخبار السلبية، كما يوالون كل من يعادى المشروع الوطنى للحفاظ على السيادة والتنمية.
لا أخشى على هذا البلد من الإرهابيين المسلحين فى شمال سيناء، فآجلًا أم عاجلًا سيتم القضاء عليهم وإبادتهم، ولا أخشى عليه من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية ولا قيادات الأحزاب والجماعات السلفية المتطرفة، فهؤلاء أصبحوا كروتًا محروقة لا يصدقهم الناس ولا يطيقونهم، ويتمنون أن يخرسوا ويزولوا، كما أنهم أمعنوا فى كشف ولائهم للخارج ولكل من يعادينا ويعمل ضدنا، لدرجة جعلت منهم أعداء وخصومًا صرحاء للمصريين.
ولكنى أخشى على البلد من السوس الذى ينخر فى بنيانه فى الخفاء ومن فئران السفينة، فهم رغم حقارتهم وهوان شأنهم قد يعرضونها للغرق لا قدر الله، ومن الطابور الخامس والسادس والسابع الذين يعيشون معنا ويظهرون المساندة، لكنهم يعملون كل ما يسىء للبلد، ولدينا نموذج كمال الهلباوى الذى انشق وناصب جماعته العداء حتى دخل فى زوارق دولة 30 يونيو، وملأ وسائل الإعلام باتهاماته للجماعة الإرهابية المحظورة، ودخل عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان، ثم سافر لندن بحجة العلاج بعد فشل محاولات أبوالفتوح ومن بعده جنينة لإثارة الرأى العام بموجات من الشائعات والحملات السياسية المغرضة، ليخلع فى لندن قناعه المناوئ لجماعته، ويطرح مشروع أجهزة الاستخبارات الغربية المتكرر لإعادة الإخوان إلى الحياة السياسية المصرية.
وهنا لابد أن نعرف: كم كمال هلباوى فى مؤسسات الدولة؟ وكم كمال هلباوى فى الأحزاب السياسية التافهة والكرتونية يعملون ضد الدولة، ويقودون حربًا خبيثة ضدها؟ وكم كمال هلباوى فى وسائل الإعلام يطنطن بضرورة المصالحة مع الجماعة أوالمتعاطفين معها؟، فالجماعة وأجهزة الاستخبارات التى تحميها وتمولها وتدعمها لن تيأس من العودة إلى الشأن العام المصرى، ومحاولة التغلغل مجددًا داخل المجتمع، بعد أن انكشف وجهها القبيح خلال السنوات الخمس الماضية، وهزمها المصريون سياسيًا وفى المواجهات الأمنية عندما أفشلوا محاولتها لبناء طابور خامس داعم للفكر الإرهابى وتنظيماته المسلحة من خارج الجماعة.
الآن، الجماعة الإرهابية مرتمية فى أحضان المخابرات التركية والبريطانية، وكذا أجهزة مخابرات عربية تعمل بالوكالة والتنسيق مع المخابرات التركية، كما يجرى توجيهها لتدير منصات إعلامية موجهة ضد الدولة المصرية، وكذا منصات ترويج للشائعات والأخبار التحريضية الكاذبة، وحملات التشويه على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلًا عن محاولات الانتشار داخل أوساط المصريين فى الخارج، لبناء المظلومية المدمرة مرة أخرى، هذا هو ما بقى من الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى، وجه استخباراتى عميل، وجماعات مسلحة تتعرض للحظر الدولى والإدراج على قوائم الإرهاب.
ووسط موجات اليأس والضعف والهزيمة الذى يترافق مع تراجع المشروع الصهيو - أمريكى لتفتيت المنطقة العربية، واستعادة مصر لهيبتها وأمنها ومكانتها العربية والإقليمية والدولية، تبحث الجماعة الإرهابية عن طوق النجاة للبقاء على قيد الحياة، خاصة مع التقارير المتواترة عن اقتراب وضعها على قوائم الإرهاب من قبل بعض الدول الغربية الكبرى، ولا شىء أفضل للجماعة الإرهابية تحتمى به ويمنحها قبلة الحياة السياسية أكثر من أشباه كمال الهلباوى، ودعاة المصالحة الذين يجمعون فلولها المبعثرين فى المحافظات وخلاياها النائمة ويمنحونها قدرًا من المشروعية التى أسقطها عنها الشعب المصرى بعد انكشاف وجهها الإرهابى خلف المظلومية الخادعة، والاستضعاف الكاذب، والسلمية المرحلية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة