أعلنت المفوضية العليا للانتخابات فى العراق نتائج الانتخابات البرلمانية، بعد تأخير دام لأيام، وذلك فى ظل رفض من قبل بعض المرشحين والسياسيين للنتائج الأولية التى تم تسريبها للإعلام نهاية الأسبوع الماضى.
وقالت مفوضية الانتخابات، إن قائمة سائرون التى يقودها الزعيم الشيعى مقتدى الصدر فازت بأكبر عدد من المقاعد داخل البرلمان العراقى، حيث حصل على 54 مقعدا من أصل 329.
وأوضحت مفوضية الانتخابات العراقية، أنه حل فى المركز الثانى ائتلاف الفتح الذى يتكون من 18 فصيلا سياسيا ويتزعمها هادى العامرى بـ47 مقعدا، كما حصلت قائمة النصر بقيادة حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى، على المركز الثالث بـ42 مقعدا.
وحل ائتلاف القانون الذى يقوده نورى المالكى فى المركز الرابع بـ 26 مقعدا، يليه الحزب الديمقراطى الكردستانى بـ 25 مقعدا، وحصل ائتلاف الوطنية بقيادة إياد علاوى على 21 مقعدا، وتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم فاز بـ 19 مقعدا، والاتحاد الوطنى الكردستانى حصل على 18 مقعدا، وحصل تحالف القرار العراقى السنى بقيادة أسامة النجيفى على 14 مقعدا.
ويترقب أبناء الشعب العراقى عقد أول جلسة لمجلس النواب لانتخاب رئيس جمهورية جديد للعراق، وهى المرحلة الأهم التى تستوجب تصويت الثلثين للمرشح لرئاسة الجمهورية العراقية.
وعقب انتخاب رئيس جمهورية العراق كلف الأخير الكتلة الأكبر والتى حصدت 50+1 من مقاعد البرلمان لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بمعنى أن تحصد هذه الكتلة 165+1 وهى نصف مقاعد البرلمان العراقى الذى يبلغ عدده 329 مقعدا.
وشكل تصدر قائمتى "الفتح" و"سائرون" مفاجأة بعد تصدرهما نتائج الانتخابات فى غالبية المحافظات العراقية، فيما حل ائتلاف "النصر" بقيادة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى المركز الثالث فى جميع المحافظات ما عدا نينوى، وكبرى مدنها الموصل، التى أعلن العبادى "تحريرها" فى يوليو الماضى.
وفى وقت سابق لفت العديد من المسئولين السياسيين إلى أن العبادى سيحتل المرتبة الأولى بنحو 60 مقعدا فى البرلمان، وانضم عدد كبير من الكتل والقوى السياسية العراقية إلى قائمة العبادى التى توقع عدد كبير من المراقبين أن تحصد مقاعد كبيرة فى البرلمان.
والملاحظ فى الانتخابات البرلمانية العراقية هى نسبة الاحجام عن المشاركة فى الانتخابات عكس الانتخابات السابقة، وامتنع السنة عن المشاركة بسبب إحساسهم بالتهميش، إضافة إلى تهديدهم من قبل تنظيمات إرهابية.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات، أن نسبة المشاركة فى الاقتراع بلغت 44.52%، وهى الأدنى منذ بدء الانتخابات متعددة الأحزاب فى عام 2005.
وقبيل الإعلان النهائى لنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، أعلن زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر عقب لقائه زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم أن كتلتى سائرون والحكمة كتلتان أساسيتان يمكن من خلالهما الانطلاق للتشاور مع الكتل الفائزة فى الانتخابات النيابية بالعراق.
وأوضح بيان مشترك أن اللقاء الذى يعد الأول بينهما عقب إعلان النتائج الجزئية بحث الإطار العام للتحالفات المطلوبة لتشكيل الحكومة القادمة، كما دعا الصدر والحكيم مفوضية الانتخابات إلى التعامل بجدية مع الشكاوى والطعون المقدمة وصولا إلى انتخابات يشعر فيها الجميع بفرص ملائمة ومناسبة.
فيما أكد مراقبون أن تصدر تحالف "سائرون" الحائز على أغلبية الأصوات فى الانتخابات العراقية بمثابة لطمة على وجه إيران، موضحين أن تحالف سائرون مدعوم من المملكة العربية السعودية التى نجحت فى التنسيق والتشاور مع مقتدى الصدر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وشكل الدعم السعودى لائتلاف "سائرون" تحدى كبير لرغبة المملكة فى احتواء القيادات الشيعية فى العراق وإبعادها عن إيران، والعمل على تحييد الدولة العراقية عن الصراع الإقليمى الذى تقوده طهران عبر التدخل فى شئون الدول العربية.
وعقد زعيم التيار الصدرى رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر، لقاءات مع عدد من سفراء الدول العربية وتحديدا دول الجوار العراقى، متجاهلا عقد أى لقاء مع السفير الإيرانى فى العراق أو أى مسئول إيرانى، وهو ما يؤكد فشل الائتلافات التى تدعمها طهران فى الانتخابات العراقية الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة