نهلة الصعيدى

البناء الفكرى للمرأة

السبت، 19 مايو 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الاهتمام بإعادة تشكيل وبناء المنظومة الفكرية للمرأة، أصبح اليوم ضرورة ملحة، فالمرأة اليوم تتعرض لهجمات شرسة، ومؤامرات حاقدة ومخططات آثمة تستهدف تغيبها عن دورها الحقيقى تجاه أسرتها وتجاه مجتمعها، وتستهدف الإطاحة بعفتها وشرفها، وتضييع كرامتها، ووأد فضيلتها، وخلخلة دينها، وزعزعة إيمانها، وتغريبها عن عادات وتقاليد مجتمعها، وذلك من خلال قنوات فضائية مدمرة، وإعلام هابط، وفكر لا علاقة له بالدين.
 
وهذا التغريب الذى تعيشه المرأة اليوم لا يمكن أن يتوقف أو ينتهى إلا بعد أن يتم تقديم البديل الفكرى والثقافى الذى يتناسب مع عقيدتنا وشريعتنا، وتبدأ الأجيال تتربى على هذا الفكر، وتصاغ عقليتها وفقا لهذه الثقافة، وإن لم تستعِدْ المرأة المسلمة شخصيتها المميزة، وعقليتها ونفسيتها فلا أمل فى نهضة أو تنمية، أو بناء حضارى أو أمن فكرى.
 
فالاهتمام بالمرأة تكليف يضطلع بمسؤولية تحقيقه العملية التربوية التى تكون قادرة على إنتاج نماذج متميزة فى كل زمان ومكان، وأن تترجم الاهتمام إلى واقع ملموس، وأن تتضمن المناهج الأكاديمية فى المدارس والجامعات مكانة المرأة وتكريم الإسلام لها ودورها الوظيفى فى بناء المجتمع.
 
وأن تساعدها المؤسسات المتنوعة فى المجتمع على أداء دورها بالإعداد العلمى السليم لها فى النواحى الثقافية والصحية والبيئية، وتتولى هذه المؤسسات تنمية مهارات المرأة على استخدام هذه المعلومات، إيمانا من هذه المؤسسات بأهمية دور المرأة فى تنمية المجتمع والنهوض به.
 
فليس الاهتمام بالمرأة شعارًا يرفع فى المناسبات السياسية ويعلق بالمحافل الاجتماعية، ويعلو المنابر الدينية، ثم بعد ذلك نكون عاجزين عن ترجمته إلى واقع يجسد هذه الحقيقة، ويثبت صحتها فى الميدان.
 
إن إعادة تشكيل البناء الفكرى والمعرفى للمرأة أمر فى غاية الأهمية لبناء أى حضارة أو تقدمها، وتحقيق نهضة شاملة كاملة لكافة أبناء المجتمع، أما إهمال ذلك فإنه لن يعود على الإنسانية والمجتمع إلا بالخسران والضياع، وذلك يكون بتغذية النخب منهن بالإنتاج الفكرى المأمول الذى يمكننا من وضع الأوعية الفكرية لحركة الأمة، وبعثها من مرقدها الحضارى وموتها الفكرى.
 
كما ينبغى تشجيع المرأة على حضور مجالس العلم وحفظ القرآن الكريم وتدبر آياته والالتزام بقيم وتعاليم الإسلام، وتعلم أركان الإسلام من صيام وصلاة أولًا وزكاة وحج، وأن تتعلم الأخلاق الكريمة والعمل على توعيتها بحقوقها وتوعيتها بأساليب المطالبة بحقوقها.
 
وأن تتعاون المؤسسات المختلفة مع المؤسسات الدينية فى ترسيخ الثقافة الدينية للمرأة لتصبح قادرة على التواصل الفعال مع كافة فئات المجتمع، وتكون هناك قيادات نسائية قادرة على المشاركة فى تنمية الوعى الفكرى والدينى والثقافى، وترسيخ القيم والمبادئ والمثل والفضائل فى المجتمع.
 
وينبغى العمل على ابتكار أساليب ووسائل جديدة تساعد على تطوير البناء الفكرى للمرأة وتقريب الفهم وجذب الانتباه ومحاولة التأثير والتأثر.
 
وأن يعمل الإعلام على تعريف المرأة بقضاياها التى تدور حولها فى العالم المحلى والدولى، ويعمل كذلك على تعزيز مكانتها ورفع مستواها الثقافى والفكرى من خلال برامج إعلامية خاصة بالمرأة وشاملة لكل قضاياها وشؤونها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة