لم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة لتشتعل مشاعر المصريين غضبا وانزعاجا من نشر موقع "روسيا اليوم" لاستطلاع رأى، طلب فيه المشاركة من القراء حول تبعية مدينة حلايب وشلاتين هل هى مصرية أم سودانية، وسارع المصريون كرد فعل أولى إلى نشر رابط الاستطلاع فى محاولة شعبية للتأكيد على سيادة مصر وتقديس ترابها وأرضها ورفض ذلك الاستطلاع غير المهنى.
- الهيئة العامة للاستعلامات ترفض مساس "روسيا اليوم" بوحدة الأراضى المصرية
من جانبها، سارعت الهيئة العامة للاستعلامات إلى إصدار بيان رسمى شديد اللهجة تعلن فيه عن أسفها وإدانتها الشديدين لقيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأى لمتصفحيه حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أم للسودان، متابعة: "تعلم الهيئة الرأى العام المصرى أنه فور نشر هذا الاستطلاع المسىء والمستفز للحقائق الثابتة وللعلاقات الراسخة بين الدول الشقيقة والصديقة، بدأ التشاور بينها وبين الجهات المصرية المختصة وعلى رأسها وزارة الخارجية، للاتفاق على الخطوات والإجراءات التى سيتم اتخاذها فى مواجهة هذا الخروج عن التقاليد الإعلامية المهنية واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها".
وأضافت الهيئة فى بيانها، أنه حتى يتم إعلان هذه الخطوات والإجراءات، فقد قررت هيئة الاستعلامات استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب "روسيا اليوم" فى مصر صباح اليوم السبت، لإبلاغهم برفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره تمهيداً لاتخاذ الخطوات والإجراءات المشار إليها سابقاً.
- الخارجية تستنكر استطلاع "روسيا اليوم" حول حلايب.. وشكرى يلغى حواره مع القناة
أما وزارة الخارجية المصرية فقد أوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسمها، أن الوزارة تواصلت صباح السبت، مع الجانب الروسى للإعراب عن استنكارها الشديد للاستطلاع الذى قامت به القناة التابعة للحكومة الروسية حول حلايب، وطلبت تفسير عاجل لهذا الإجراء المرفوض.
جاء ذلك رداً على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسين عن موقف مصر من استطلاع الرأى الذى أجرته قناة روسيا اليوم على موقعها الإلكترونى أمس الجمعة بشأن حلايب.
وكشف المتحدث باسم الخارجية، أن سامح شكرى قرر إلغاء حوار كان مقررا أن يجريه مع قناة روسيا اليوم صباح السبت بمناسبة انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع بين مصر وروسيا (صيغة 2+2) فى موسكو يوم الاثنين المقبل، وذلك على خلفية الاستطلاع المشار إليه.
فيما أدان الكاتب الصحفى عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، قيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأى، حول تبعية مثلث حلايب وشلاتين لمصر أم للسودان، مشيراً إلى أن هذا الاستطلاع "سقطة" مهنية جسيمة تعبر عن عدم وضوح الرؤية للقائمين على هذا العمل، وخلط فاضح بين العمل المهنى، والتدخل فى شئون الدول الأخرى.
- نقيب الصحفيين: استطلاع "روسيا اليوم" بشأن حلايب وشلاتين سقطة مهنية جسيمة
وأكد نقيب الصحفيين فى بيان له، أن هذا العمل ليس له علاقة بحرية الرأى أو التعبير أو العمل المهنى، وإنما يمثل تدخل سافر فى الشئون الداخلية المصرية، ويساهم فى زعزعة العلاقات المتينة والمستقرة مع دولة السودان الشقيقة، التى يكن لها الشعب المصرى كل التقدير والاحترام.
وطالب عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين موقع "روسيا اليوم" بسحب هذا الإستطلاع والإعتذار عنه ،متسائلاً هل يجوز أن تقوم وسيلة إعلامية أو صحفية مصرية بعمل استفتاء حول تبعية "القرم" أو"الشيشان" لروسيا؟! وانطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل فإننا نرفض هذا العبث المهنى الذى يسير عكس اتجاه تنامى العلاقات المصرية الروسية فى مختلف المجالات.
- إعلام البرلمان: الهزل فى أمور السيادة لن يمر دون محاسبة
ومن جانبه، أعلن النائب نادر مصطفى أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب أن البرلمان ونوابه لن يقبلوا الاستخفاف والهزل فى امور السيادة المصرية، متسائلا: "هل تقبل روسيا أن يجرى موقع الأهرام فى مصر استفتاءا حول تبعية مدينة موسكو أو أى مدينة روسية حدودية".
وأكد النائب ان البرلمان سيكون له موقف قوى إذا استدعى الأمر، مشيدا بتحرك مؤسسات الدولة المصرية السريع لإعلان الرفض، وطالب النائب المواطنين بعد التعامل بجدية مع ذلك الأمر، وألا يعطوا لها اهتمام، محذرا من الدوافع والأسباب التى قد تكون واقفة خلف ذلك الإجراء من الموقع الروسى.
فيما أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية أنه غير مقبول على الإطلاق أن يتم التعامل مع ذلك الموقف باستطلاع رأى على موقع الكترونى، معلنا رفضه التام لما قام به موقع روسيا اليوم، وحذر من النية الخبيثة من ذلك الأمر والتى قد يكون هدفها الوقيعة بين مصر وروسيا وإشعال الفتنة بين الشعبين المصرى والسودانى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة