الدولة البيزنطية، كانت القوى العظمى طوال قرون طويلة فى العصور الوسطى، والتى كانت تتحكم وتسيطر على أجزاء واسعة من العالم من مشارق الأرض إلى مغاربها، ولكن كان قلب هذه الدولة وعاصمتها ومركز الإمبرطورية هى مدينة قسطنطينية.
وتمر اليوم الذكرى الـ 1688، على تأسيس عاصمة الدولة البيزنطية مدينة "القسطنطينية" عام 330 ميلادية عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) وأصبح يطلق عليها القسطنطينية نسبة للإمبراطور قسطنطين مؤسس الإمبراطورية وكان بها مقر بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وهى كاتدرائية آيا صوفيا.
وبحسب كتاب "أطلس الأديان" للكاتب سامى بن عبد الله المغلوث، إن المدينة التى تقع الآن على مضيق البوسفور، وتحمل اسم "أسطنبول"، تم إنشاؤها من قبل المستعمرين اليونانيين وسميت بيزنطيوم، وبعد تحالف الإمبرطور سيبتيموس، تمت محاصرة المدينة وتدميرها بشكل كبير عام 196م، حتى تمت إعادة بنائها واستعادة حيويتها السابقة كموقع استراتيجى.
ومنذ عام 324م، اتخذت المدينة عاصمة شرقية للإمبرطورية، وأعيد تسميتها روما الجديدة "نوفا روم" لكن الاسم فشل فى الحصول على الشعبية، وسرعان ما أصبحت قسطنطين أو بالعربية القسطنيطية نسبة إلى مؤسسها.
الاسم ظل هكذا لفترات طويلة، إلى أن جاء الدخول العثمانى على يد السلطان محمد الثانى، فبحسب موقع الموسوعة الحرة "ويكيبيديا"، أنه فى عام 1453، انهارت دولة الإمبراطورية البيزنطية وفتح العثمانيون المدينة وأصبحت عاصمة للدولة وغيّر اسمها إلى "إسلامبول"، أى "مدينة الإسلام"، وبحلول القرن التاسع عشر كانت المدينة قد حصدت عددًا من الأسماء التى عُرفت بها لدى الأجانب والأتراك، فكان الأوروبيون يستعملون لفظ "ستامبول" إلى جانب "القسطنطينية" للإشارة إلى المدينة ككل.
ومع مرور الزمن وسقوط الدولة العثمانية، فإن المدينة تغيرت وطرأ عليها تغييرات عديدة، بحيث أصبحت أسوار المدينة القديمة وبواباتها من ضمن الآثار التى تضمها مدينة أسطنبول، بسبب التوسعات التى شهدتها المدينة.
وفى عام 1923، خسرت القسطنطينيّة موقعها كعاصمة للمرة الأولى من أكثر من 1500 سنة، بعد إعلان الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
والمدينة الآن منقسمة إلى قسمين بسبب وقوع مضيق البسفور فى وسطها، وقد جعل هذا المدينة تأخذ مكاناً فى قارتى آسيا وأوروبا فى آن واحد، وهى المدينة الأكبر فى دولة تركيا، إذ تبلغُ مساحة البلدة القديمة فيها وحدها حوالى 23 كيلومتراً مُربّعاً، وأما المدينةُ الحديثة فتتَّسعُ لأكثر من ذلك بكثير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة