رغم الخلافات والمعارك الأدبية التى كانت بين عمالقة الأدب والإبداع، إلا أنه إذا دققنا فى حياتهم الشخصية نجد بينهم شيئا مشتركا، فخلافات الكاتب والشاعر مصطفى صادق الرافعى التى تحل ذكرى رحيله اليوم حيث رحل عن عالمنا فى 10 مايو 1937، مع عباس محمود العقاد وطه حسين، بالطبع استفاد منها القارئ لأنها معارك أدبية تصب جميعها فى مصلحة الوسط الثقافى.
مصطفى صادق الرافعى الذى ولد فى يناير 1880، بقرية بهتيم، تلقى تعليمه الابتدائى فى دمنهور، وحصل على شهادة التعليم الأساسى بتفوق، لكنه لم يكمل تعليمه، وظل حاملا للشاهدة الابتدائية، مثل الكتاب الكبير عباس محمود العقاد، فكلاهما لم يحصل على شهادة سواء التعليم الأساسى فقط.
بعد حصول الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعى على الابتدائية، سرعان ما أصيب بمرض "التيفود" ما جعله قعيد السرير عدة أشهر، وعندما تعافى منه، أراد المرض أن يترك ذكرى تمنعنه من السمع عندما يبلغ سن الثلاثين من عمره، حتى يكون بينه وبين طه حسين سمة مشتركة، وهى عاهة دائمة فطه حسين فقد بصره وهو فى سن صغيرة، والرافعى فقد السمع، لكن كلاهما لم ينل المرض من عزيمتهمن، لكن أصبحوا أعلام الأدب العربى فى مصر والوطن العربى.
ينتمى مصطفى صادق الرافعى إلى مدرسة المحافظين وهى مدرسة شعرية تابعة للشعر الكلاسيكى لقب بمعجزة الأدب العربى، وعلى الرغم من عدم استمرار الرافعى فى ميدان الشعر طويلا، حيث إنه انصرف إلى الكتابة النثرية، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا فى الكتابة الشعرية، واستطاع أن يلفت الأنظار، لكنه أدرك أنه قد لا يستطيع الاستمرار فى كتابة الشعر فى وجود شعراء عصره أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، حيث عبر الشاعران عن هموم الناس ومشاعرهم بشكل كامل.
ويقول مصطفى صادق الرفعى "إن فى الشعر العربى قيودًا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه، وهذه القيود هى الوزن والقافية"، وكانت هذه الصرخة الأولى من الرافعى اعتراضًا على الشعر التقليدى فى الأدب العربى، وكانت عام 1910، أى قبل ظهور العديد من الدعوات لتحرير الشعر العربى من الوزن والقافية.
دخل مصطفى صادق الرافعى ميدان الدارسات الأدبية، كتب كتابًا مهمًا عن تاريخ آداب العرب، وهو أول كتاب يظهر فى العصر الحديث، حيث إنه صدر فى أوائل القرن العشرين، وبعد ذلك كتب الرافعى كتابه المعروف "تحت راية القرآن" والذى يتكلم عن إعجاز القرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة