تنضم الممثلة الأمريكية ميجان ماركل إلى العائلة المالكة فى بريطانيا عندما تتزوج الأمير هارى هذا الشهر، ولكى تحصل على الجنسية لابد أن على دراية بالعديد من المعلومات العامة فى بريطانيا مثل مساحة محمية ليك ديستريكت الوطنية أو عمر ساعة بيج بن الشهيرة.
ومن التقاليد المعروفة فى بريطانيا أن كل المتقدمين للحصول على الجنسية عليهم اجتياز اختبار "الحياة فى بريطانيا" بالإجابة عن 18 سؤالا من بين 24 سؤالا يتم اختيارها من بين حوالى 3000 معلومة مثل ارتفاع العجلة الدوارة "لندن آى" وعدد النواب فى البرلمان الاسكتلندى.
ويحتار كثيرون من البريطانيين فى هذه الأسئلة، وفى استطلاع عشوائى أجرته رويترز لم يتمكن سوى 23 فردا من بين 41 بريطانيا الرد بالإجابات الصحيحة على ما طرح عليهم من أسئلة واعترف عدد كبير منهم بأن إجاباتهم كانت قائمة على التخمين.
وقال توم بوستون (46 عاما) الذى يعمل طاهيا بعد فشله فى حل عينة من الاختبار طرحتها عليه رويترز "درست التاريخ فى المدرسة لكن بعض هذه الأسئلة عقيمة بكل معنى الكلمة".
وأضاف بوستون الذى يعيش فى لندن "لو خضعت لهذا الاختبار لطردونى. شىء مذهل، أظن أن عليها ماركل استذكار الكثير لأننى فى حالة صدمة".
وفى السنوات الأخيرة جعلت السلطات البريطانية الحصول على الجنسية عملية أكثر صعوبة فى إطار مساعيها لتقليص صافى العدد السنوى للمهاجرين إليها لأقل من 100 ألف شخص. ومما يؤكد حساسية هذه القضية أن وزيرة الداخلية آمبر راد قدمت استقالتها من منصبها يوم الأحد بسبب فضيحة تتعلق بالهجرة.
ومن شروط الحصول على الجنسية البريطانية أن يقيم المتقدم لها فى بريطانيا لمدة 3 سنوات وأن يكون ملما إلماما جيدا باللغة الإنجليزية وسليم العقل وأن يجتاز الاختبار الذى تبلغ تكلفته 50 جنيها استرلينيا (69 دولارا).
غير أن الشرط الإضافى المتمثل فى حصول الزوجين على دخل مشترك لا يقل عن 18600 جنيه استرلينى لن يمثل عبئا على الأمير هارى أو زوجته.
لكن عددا كبيرا من المتقدمين للحصول على الجنسية يرون فى الاختبار عقبة كبرى. فقد أظهرت أحدث الاحصاءات الرسمية أن عدد من خضعوا للاختبار فى العام 2016 بلغ 133490 فردا لم ينجح منهم 47312 فردا.
وقال الأكاديمى توم بروكس، وهو من أشد معارضى الاختبار، لرويترز إن هذا الاختبار "منفصل تماما عن خبرات الناس العادية. هذا هو اختبار الجنسية البريطانية الذى يمكن لعدد قليل جدا من البريطانيين أن يجتازوه".
وكان بروكس الأمريكى الأصل قد خضع للاختبار فى 2009 قبل أن يصبح مواطنا بريطانيا بعد ذلك بعامين.
وأضاف بروكس "الرأى الشائع أنه خدعة تدر المال على وزارة الداخلية" مشيرا إلى أن أحد المتقدمين فشل 60 مرة فى اجتياز الاختبار.
وقال "لم أجد أحدا فى الواقع يرى أن الاختبار أفاده فى الاستقرار فى البلاد".
وفى الشهر الماضى اتفق تقرير من اللجنة المختصة بالجنسية فى مجلس اللوردات البريطانى فى الرأى مع بروكس وطلب دراسة الأمر.
وقال التقرير "يبدو أن الاختبار الحالى فى حقيقته وفى رأى الناس حائل أمام الحصول على الجنسية وليس وسيلة لإيجاد مواطنين أفضل".
ومن الأسئلة المحتملة فى الاختبار من هو أول من فتح مطعما هنديا فى بريطانيا (والإجابة سيك دين محمد) وما هى مساحة محمية ليك ديستريكت الوطنية (885 ميلا مربعا أى 2292 كيلومترا مربعا) وما هو عمر ساعة بيج بن الشهيرة فى مبنى البرلمان البريطانى (بدأ تشغيلها عام 1859).
وأبدى البعض ممن اختبرتهم رويترز اعتقاده أن ماركل قد تحقق نتيجة أفضل منهم فى الاختبار.
وقال المهندس المتقاعد ديفيد آرمسترونج (58 عاما) "كان أدائى مريعا، أما هى فبنت ذكية وربما تجيب على نصف الأسئلة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة