فى منطقة الحدادين بدسوق منشية العبد داير الناحية شارع الشبراخيتى بكفر الشيخ تقف الطفلة ميرنا أيمن الجمال الشهيرة بـ"الأسطى منة كمال الجمال" فى ورشة والدها تعمل بجد، فى مهنة قلما يمتهنها الرجال لصعوبتها وحاجتها لقوة بدنية وعضلية عالية.
تقول منة البالغة من العمر 16 عاما والطالبة فى الصف الأول بمدرسة دسوق الصناعية بنات: "والدى حداد كنت بروح معاه الورشة وأنا صغيرة كنت لسة فى الابتدائية كنت بناوله حاجة يبعتنى مشوار مش أكتر من كده، وعندما بلغت سن التاسعة من عمرى بدأت أتعلم الصنعة وبابا هو اللى علمنى، اتعلمتها فى شهر واحد بس بقيت أعرف أقطع والحم وأعمل كل حاجة وبعد كده بدأت أعرف أميز بين أنواع الحديد وأنزل اشتريه بنفسى ودلوقتى بقيت أنا اللى قايمة بشغل الورشة كله".
وعن متاعب المهنة قالت الأسطى منة: "أنا فى أول ما ابتديت أشتغل ما كنتش بعرف أشيل الصاروخ اللى بقطع بيه الحديد وكنت فاكرة إن المهنة محتاجة قوة عضلية لكن لما بدأت أشتغل عرفت إنها بتعتمد فى المقام الأول على الحرفة فى استخدام الآلات، وكمان بتحتاج لقوة لأن أنا بشتغل فى الحديد بس القوة مش كل حاجة الصنعة والحرفة والذكاء ليهم دور أكبر من القوة العضلية".
الأسطى ميرنا
أما عن الدراسة فتقول الأسطى منة: "أنا كنت دائما متفوقة فى دراستى مثلا فى الشهادة الإعدادية حصدت المركز السادس على المدرسة ومجموعى كان يدخلنى الثانوية العامة مرتاحة بس أنا عارفة إن الثانوية العامة محتاجة وقت للمذاكرة وأنا أغلب وقتى بديه للورشة، أنا بقوم من النوم الساعة 8 أروح على الورشة أفتح وأشوف ايه الحاجات اللى ناقصة واشتريها، وبعد كده بروح المدرسة اللى برجع منها بعد العصر، برجع على الورشة أفتح وأشتغل لحد بعد المغرب وساعات لما بيبقى فى ضغط شغل بقعد لحد الساعة 10 أو 11، وبروح أذاكر لحد الساعة واحدة، أنا كمان الترم الأول طالعة الثالثة على المدرسة بس ما بفكرش إنى أشتغل بشهادتى أنا نفسى أكبر الورشة".
أما عن نظرة الناس للأسطى منة وطريقة تعاملهم معها فتقول: "فى الأول الناس كانت بتشوفنى بنت متعلقة بأبوها وقاعدة معاه فى الورشة ده قبل ما اشتغل، لكن لما بدأت أشتغل الناس بقيت بتستجدعنى وبيشجعونى وفرحانين بيا وبيقولولى يا أسطى زيى زى أى صنايعى راجل، بتعامل مع ناس كتير زى زبائن الورشة والتجار اللى بشترى منهم البضاعة هنا فى دسوق وميت غمر وكفر الشيخ والقاهرة كمان وعملت شغل عند ناس كتير مش فى دسوق بس فى القاهرة كمان".
أما والد ميرنا أيمن محمد الجمال الشهير بالأسطى كمال الجمال البالغ من العمر 49 عاما ولديه ابنة أخرى أكبر من منة فيقول: "منة كانت بتروح معايا الدكان زى أى بنت متعلقة بأبوها وعندما وصلت سن التاسعة تعرضت لمشكلة احتجزت على إثرها بالحجز لمدة أسبوع وأنا "أرزقى" يعنى رزقى يوم بيوم ولما خرجت لقيت ولادى مش لاقيين ياكلوا، فقررت أعلم منة الصنعة وهى زكية جدا وما تعبتنيش خالص اتعلمت بسرعة كبيرة جدا فى خلال شهرين كانت بتعمل كل حاجة، طبعا فى الأول كانت بتطير عليها النار من الصاروخ أو تتعور من سن قطعة حديد مقصوصة، لكنها ما كانتش بتبين وحبت المهنة جدا وأتقنتها، ومع ذلك ما كانتش بتهمل دراستها أبدا كانت بتجيب كتبها هنا الورشة ووقت الفراغ كانت تقعد تذاكر، شوية شوية بدأت منة تشرب أصول الصنعة وهى دلوقتى من أفضل الصنايعية فى منطقة الحدادين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة