شهدت أسواق الأسماك المملحة بالبحيرة، إقبالا شديدا من قبل الأهالى لشراء احتياجاتهم من الفسيخ والرنجة والسردين بالتزامن مع الاحتفال بعيد شم النسيم.
وتوافد المئات من المواطنين على محلات الفسيخ بكافة المراكز خاصة مدينة دمنهور التى تضم عدد كبير من "الفسخانية" اللذين ورثوا هذه المهنة عبر الأجيال.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الفسيخ بشكل كبير ليصل إلى حوالى 150 جنيه للكيلو إلا إن اقبال الاهالى على شراء الفسيخ والرنجه المدخنه يزداد بصورة غير مسبوقه.
"اليوم السابع" حاول الإقتراب من هذا المشهد الاحتفالى لرصد أبرز ملامحه بسوق الفسيخ بوسط مدينة دمنهور.
البداية مع الحاج مصطفى الصعيدى و يعد من أقدم الفسخانية" بالبحيرة الذى أكد أن عيد شم النسيم لا يكون له اى بهجة بدون وجبة الفسيخ والبصل الأخضر مضيفا أن الفسيخ أصبح طقسا مهما لا ينتهى ابدا لملايين المصريين عبر التاريخ رغم ارتفاع أسعاره بالمقارنة بالسنوات الماضية.
وأوضح الصعيدى أنه رغم انتشار وصفات تجهيز الفسيخ عبر القنوات الفضائية بصورة كبيرة إلا ان صناعة الفسيخ لها أصول يمكن تسميتها بسر الصنعة لا يعرفها إلا المتخصصين ولهذا نجد الإقبال متزايدا للغاية على شراء الفسيخ من المحلات الشهيرة لأن لكل شيخ صنعه الذى رزقه الله بها.
واوضح محمد الحلوانى - فسخانى - أن سبب ارتفاع أسعار الفسيخ يرجع الى زيادة سعر أسماك البورى الطازجه التى يصنع منها الفسيخ خاصة الأسماك الواردة من المزارع السمكية بكفر الشيخ وغيرها من المناطق بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمال ونفقات النقل وغيرها من المقومات .
وقال أن صناعة الفسيخ اختلفت من عصر لآخر ففى الماضى كانت الأسماك تملح وتنشر فى الشمس بطريقة بدائية ليصفى الماء منها ولكن ثبت ضرر هذا الأسلوب على الصحة فتم الاعتماد على التمليح فقط مع "كمر"الاسماك بطريقه معينه داخل براميل مغلقه حتى لا تفسد وفتحها بعد مدة 20 يوم ليتم بيعها.
وقال أشرف الصعيدى ويعمل مع والدة فسخانى أن مدينة دمنهور أصبحت من أشهر مناطق صناعة الفسيخ والرنجه بأنواعها المختلفه فى مصر بالإضافة إلى نبروه بمحافظة الدقهلية وفوة التابعة لمحافظة كفر الشيخ وذلك لتجويد الصناعة ومهارة العاملين فيها.
وأضاف أنه تم مواكبة عصر الانترنت فى عملية تسويق الفسيخ وانشأت عدد من المحلات الشهيرة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة فيس بوك لتسويق منتجاتها بدلا من الارتكاز على الطرق التقليدية فى البيع المباشرللمواطنين واعتمد الكثير من التجار على خدمات "الدليفرى" لتوصيل الفسيخ إلى زبائنهم بشكل مجانى.
ولفت إلى وجود تطور آخر فى تعبئة الفسيخ وحفظه بطرق حديثه واضافة النعناع والفانيليا الى منتجاته وذلك لتلبية احتياجات العاملين فى الخارج اللذين يطلبون كميات هائلة من الفسيخ لتوزيعها كهدايا للاقارب والأصدقاء خاصة فى دول الخليج و أوروبا .
وطالب حمادة المسلمانى - فسخانى- من الجهات التنفيذية بالدولة بتكثيف حملاتها لمواجهة أدعياء المهنه وضبط أصحاب محلات الفسيخ غير المرخصة التى لا تلزم بالشروط الصحية مما يؤدى الى ارتفاع حالات التسمم
اكد ماهر حسونة صاحب مصنع رنجة بدمنهور على ارتفاع حركة البيع مع أعياد شم نسيم نظرا لانخفاض أسعار الرنجة بالمقارنه بالفسيخ بحيث لا يتعدى سعره 40 جنيها للاصناف الفاخره مضيفا أن أفضل انواع الرنجة هى" الهارنج " التى يتم استيرادها من هولندا ويتم تمليحها وتسويتها داخل أفران خاصه بطريقة التدخين حتى يتم نضجها بشكل كامل.
فيما أكد صبرى حسونة أكبر موزعى الرنجة بالبحيرة أن دمنهور أصبحت مركزا مهما على مستوى الجمهورية لبيع الرنجة المدخنة وذلك لجودة منتجاتها وانخفاض أسعارها مما أتاح لها فرص التصدير إلى الخارج
وفى هذا السياق أكد الدكتور علاء عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة على إتمام الاستعدادات الخاصة بإستقبال عيد شم النسيم بجميع مراكز البحيرة المختلفه.
وقال أنه تم رفع حالة الطوارئ القصوى بكافة وتخصيص الرقم 114 للابلاغ عن أى حالة تسمم غذائي وكذلك رفع حالة الاستعدادات القصوى بالمستشفيات والمراكز الصحية لمواجهة أى حالات طارئة وكذلك توفير الأدوية والامصال الطبية خاصة أمصال التسمم الغذائي.
وأوضح وكيل وزارة الصحة بالبحيرة فى تصريحات خاصة ل" اليوم السابع " إنه توجيه الإدارات الصحية بشن حملات مكثفة على الأسواق ومحلات الأسماك المملحة والمدخنه مثل الفسيخ والرنجة لمنع تداول أى منتجات فاسدة .
وأشار عثمان إلى تشكيل غرفة عمليات رئيسية بديوان مديرية الصحة بمدينة دمنهور على مدار الساعة لمتابعة أى بلاغات مرضية أو حالات تسمم غذائي وكذلك منع الإجازات والراحات للأطباء وأطقم التمريض خلال عيد شم النسيم .
فيما اكد العقيد وجدى الصيرفى مدير مباحث التموين بالبحيرة على تكثيف الحملات الرقابية على مصانع ومحلات الأسماك المملحة والمدخنة لمواجهة أى منتجات فاسدة فى عيد شم النسيم.
وأشار إلى ضبط أكثر من 3 آلاف كيلو فسيخ ورنجة غير صالحة للاستهلاك الآدمى خلال الحملات التفتيشية الاخيرة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أصحاب المتاجر المخالفه والتحفظ علي تلك المنتجات الفاسدة تمهيدًا لإعدامها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة