لا مصير أسوأ لشعب سوى الخروج من أحضان ديكتاتور إلى قبضة ميليشيات دموية، ولاؤها لمن يمولها، وهذا بالضبط ما يعانى منه أشقاؤنا فى ليبيا، أو من بقى منهم، فاليوم تطل الخيانات هناك برأسها خلف كل جدار وتلة، لتبحث عن نصيبها فى الجسد المنهوش، بينما يتحدث المبعوث الأممى عن انتخابات ودستور يجمع الفرقاء، وتسعى دول الجوار لتوحيد القوات المسلحة الليبية، تسعى ميليشيات الإخوان فى الوسط والمتمردين فى الجنوب لإبقاء الوضع منفصلًا والبلاد ممزقة، لا تسألنى سلوك الإخوان هناك لأنه يكفيك تخيل ما يحدث مع أتباع فى أيديهم سلاح بلا رقيب، وتمويل بلا حساب فى بلد يحكمه الرصاص، هؤلاء بالتأكيد لن يوزعوا الورود على من حولهم، لكنهم مقتنعون أن قيام دولة لايحكمونها، دونه الرقاب، وسيقفون عقبة أمام كل محاولة لإنهاء التشرذم ولتذهب فكرة استعادة الدولة إلى قعر الجحيم، لأن الوطن فى نظرهم «حفنة من ترابٍ عفن» المهم أن تبقى الجماعة وتتدفق الأموال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة