مثل رحيل الكاتب والروائى الكبير أحمد خالد توفيق عن عالمنا، قبل قليل، عن عمر يناهز 55 عامًا، صدمة كبيرة لمحبيه وعشاقه، خصوصا فئة الشباب التى طالما تعلقت بما يصدر عنه من إبداعات، خاصة أنه كان يمتلك أسلوبًا سلسًا ورائعًا قادرا على جذب الانتباه من أول كلمة فى كتابه أو مقاله حتى أخره.
أحمد خالد توفيق فراج من مواليد 10 يونيو 1962، ولد فى مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية فى مصر، وتخرج في كلية الطب في جامعة طنطا عام 1985 وحصل على الدكتوراة فى طب المناطق الحارة عام 1997.
ويعتبر أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب و الأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمى ويلقب بالعراب، وهو متزوج من الدكتورة منال أخصائية صدر فى كلية طب طنطا، ولديه من الأبناء محمد ومريم.
الروائى الكبير تركً ورائه تاريخًا حافلا من الأعمال الأدبية الزاخرة التى أمتعت أجيال كثيرة، فقدم "العراب" كما يحلو لمحبيه وقرائه أن ينادوه عدة روايات تركت آثرا بالغا فى نفوس محبيه، فزينت بعضها قوائم الأكثر مبيعا لشهور طويلة، وكان من بينها:
يوتوبيا رواية ، صدرت في عام 2008 وتعتبر هي الرواية الأولي له التي تصدر خارج المؤسسة العربية الحديثة، وقد جاءت الرواية في المركز الثاني في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في دار ميريت.
تدور أحداث الرواية في سنة 2023 حيث تحولت مصر إلي طبقتين، الأولى بالغة الثراء والرفاهية وهي (يوتوبيا) المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي والثانية فقر مدقع وتعيش في عشوائيات ويتقاتلون من أجل الطعام والرواية تحكى قصة شاب غني من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة ورتابتها وهى صيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه للحصول على متعة ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر وهى من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدًا في يوتوبيا التي تشكل عالم الأغنياء.
تدور أحداث الرواية حول مؤلف بعيش في دحديرة الشناوي، وتعتبر الرواية خليط من الفنتازيا والواقعية، تدور فى عوالم العشوائيات التى نمت وتنمو بغزارة حول القاهرة والمدن المصرية الكبرى، وقد أجاد الكاتب فى نقل صورة واقعية شديدة الصدق لهذه العوالم بكل ما لها من خصوصية، صدرت الطبعة الأولى في 25 من أكتوبر لعام 2012 لدار بلومزبرى.
صدرت عام 2015، عن دار الشروق للنشر، تدور أحداث الرواية في عام 2020 حول ثمن معرفة المستقبل.
تدور أحداث الرواية عام 2020، وتمتد إلى المستقبل، ثم تعود إلى الماضي لتجتمع كل الخيوط في حجرة داخل مصحة للعلاج النفسي يمكث فيها رجل قادر على قراءة أحداث الأزمنة، قبل أن يجبر نفسه على الصمت.
صدرت عام 2016 عن دار الكرمة، وهي كما يقول المؤلف في مقدمة الكتاب أنها معالجة مستوحاة ومطورة -مع إختلاف جذري بالشخصيات والعمق والحبكة والنهاية- من قصته: أسطورة أرض الظلام (ما وراء الطبيعة #68)، التي كانت آخر مغامرات سالم وسلمى في السلسلة.
يحكى فيها عن عالم كابوسي، يمتزج فيه معنى الظلام بمعاني الجهل والقهر والتخبط؛ ولكنه يقدم هذه المرة رواية "ديستوبية" مثيرة عن عالم لم يعد النور فيه من حقوق الإنسان الطبيعية، وحيث يتخبط الناس مكفوفين "في ممر الفئران"، وهم يجهلون أن هناك نورًا خلقه الله، وأنه كان للجميع قبل أن تحتكره فئة محظوظة، ربما كان الخلاص ممكنًا، ولربما هو أمل زائف.
كانت آخر أعمال الكاتب الروائية صدرت مطلع هذا العام ضمن إصدارات دار الشروق للنشر والتوزيع، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث يصطحبنا من خلالها الكاتب إلى رحلة ممتعة مليئة بالإثارة من النرويج إلى الولايات المتحدة، مرورًا بليبيريا ومصر وأستراليا، قبل أن يستقر عند خط الاستواء. يطرح العديد من الأفكار الجريئة ليظل السؤال: هل يمكن لرجل واحد أن يُصلح العالم، حتى لو كان يؤمن بأنه الشخص المناسب الذي جاء في الزمن المناسب ليقوم بالمهمة المناسبة؟.
وتعتبر رواية شآبيب هى آخر أعمال الكاتب الكبير والتى صدرت عن دار الشروق للنشر والتوزيع مع بداية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا مثل أغلب أعماله التى تلقى انتشارًا واسعًا بين الفئات المختلفة.
و أبرز أعماله سلاسل ما وراء الطبيعة، فانتازيا، سافارى.
كما صدر له عدد من المجموعات والقصص القصيرة منها " قوس قزح، وعقل بلا جسد، وحظك اليوم، والآن نفتح الصندوق، والآن أفهم، ولست وحدك"، كما صدر له عدد من الإصدارات الأخرى " وقصاصات قابلة للحرق، واللغز وراء السطور، وولد قليل الأدب".
وتعتبر سلسلة ما وراء الطبيعة هى أحد أشهر أعمال الكاتب والروائى الكبير، والتى أعلن فى 13 يناير 2014 عن وفاة رفعت إسماعيل الشخصية الرئيسية فى السلسلة ليكتب نهايتها بعدما استمرت لمدة 15 عامًا، وقد ورد بداخلها 80 أسطورة على وجه التحديد.
والمفارقة أنه حينما أعلن أحمد خالد توفيق وفاة رفعت إسماعيل تم إنشاء صفحة لتأبينه عبر شبكة التواصل الاجتماعى "فيسبوك" ووصل عدد المعجبين بها إلى آلاف الأشخاص الذين شاركوا فى تأبينه قائلين :"فى وداع الرجل ذى البدلة الكحلية التى لطالما جعلته فاتناً، ذلك الطبيب العبقرى الذى تحدى الأساطير وسطر اسمه فى صدارة عالم الغموض، وجعل حتى ألد أعدائه يحييه بكل احترام قائلا: "بك أسعد، ولك قلبى يطرب".. وداعا دكتور رفعت".. واليوم يرحل مبتكر شخصية إسماعيل رفعت نفسه عن دنيانا، ليتبادل الملايين من عشاقه التعازى على مواقع التواصل الاجتماعى مسترجعين أهم كلماته وأعماله التى أثرت فيهم.
ويشار إلى أن الكاتب الكبير قد فاز فى 3 نوفمبر 2016 بجائزة الرواية فى معرض الشارقة الأدبى، وحينها أكد فى تصريحات صحفية أنه يرى تراجع فى النقد داخل مصر، مؤكدًا على أن الكتابة على فيسبوك ليست أدباً، مشيرًا إلى أن مثله الأعلى نجيب محفوظ، مضيفًا أنه يراعى أن يخرج النص بحالة سردية متميزة، لافتا إلى أن هناك كثيرا من القراء يقولون بأن لغة روايته سهلة لكنها فى الوقت نفسه تدعو للتفكير، لكن هناك من لا يحب ذلك ويريد كتابة صعبة، لكن نقطتى الأولى سهولة السرد، فعندما نقرأ يوسف إدريس نستمتع، ونجيب محفوظ كذلك، وليس من الشرط أن نعذب القارى ونشعره أنه يقوم بتحضير رسالة دكتوراه، ونشعره بالهزيمة والفشل، فليست مهمة الأدب كبر حجم الرواية أو صعوبتها، وهذا ما يجعل لى أعداء كثيرين منهم من يقول كيف تفوز هذه الرواية الركيكة لكن فى الوقت نفسه توجد خطوط متميزة ومتصلة مع القارئ.
عدد الردود 0
بواسطة:
بنت مصرية
انا االه وانا اليه راجعون !!
رحمك الله رحمة واسعة وأدخلك فسيح جناته , دكتور احمد خالد توفيق انا مهما قلت فيه مش هتسغفنى الكلمات , انا غير غالبية الناس اللى عرفوه وحبوه من خلال سلسلة ما وراء الطبيعة , انا بقى عرفته وعشت معاه سلسلة سافارى , قضيت ليالى جميلة من طفولتى ومراهقتى وشبابى مع دكتور علاء عبد العظيم , الطبيب المصرى الشاب الذى يجاهد كى يبقى حيا وكى يبقى طبيبا , طبعا قريتلة أغلب أعماله لكن فضلت سافارى أقربها الى قلبى , سافارى اللى كنت بخبيها جوا كتب المدرسة وانا فى اعدادى وثانوى علشان اقراها من غير ما حد ياخد باله انى سايبة مذاكرتى أيام الأمتحانات وقاعدة اقرا روايات !! السلسلة اللى سهرت معايا ليالى الصيف فى البلكونة وليالى الشتا تحت البطانية وليالى شيفتات الليل الفاضية لما بقيت طبيبة , ومازالت رفيقتى الى يومنا هذا وكل فترة ارجع اقراها من أولها من تانى , ولسه مخلصة قرايتها من اسبوعين , دكتور احمد خالد توفيق , هذا الأنسان الجميل المتواضع الخلوق الخجول , اللى عمره ما سعى وراء شهرة أو أضواء مع اننا فى زمن الكل فيه بقوا مشاهير !! اللى من سبع سنين راح لعيادة طبيب أمراض قلب كمريض , وفضل قاعد بين المرضى منتظر دوره من غير ما يقول انا فلان الفلانى ولازم ادخل الأول , مع انه كان ضغطه عالى وكان لسه قايم من ذبحة قلبية قبل ما ينزل يروح العيادة , لولا ان الطبيب شافه بالصدفه على شاشة المراقبة ودخله , وأول ما نام على سرير الفحص أصيب بسكتة قلبية , والطبيب نجح فى انعاشه وافاقته , يعنى لو مكانش الطبيب دخله كان مات وهو قاعد منتظر دوره فى الكشف !! الأنسان اللى حتى لما مات , مات فى صمت وهدؤ , من غير هيصة من نوعية , احمد خالد تعب , احمد خالد دخل المستشفى , احمد خالد دخل الحمام , احمد حالد حالته حرجة , احمد خالد بيصارع الموت ادعوله , اطبائه يصرحون , اسرته تصرح ..............., عاش انسان هادىء خجول ومات نفس الشىء , هادىء خجول , الا ان عمر النسان مش سنوات وايام , عمر الأنسان أعمال وأخلاق وسيره طيبة تفضل عايشه حتى لو صاحبها مات , (دقات قلب المرء قائلة له ان الحياة دقائق وثوان , فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للأنسان عمر ثان ) انا واحدة من الأجيال اللى تربت على قلم دكتور احمد خالد توفيق ورضعت من مداد هذا القلم العلم والأخلاق والمثل الجميلة بقدر جمال صاحبها , رحمك الله يا دكتور احمد وجعل مثواك الجنة والهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان , انا لله وانا اليه راجعون .