سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 29 أبريل 1927.. «أسبوع شوقى» ينطلق بمشاركة شعراء وأدباء عرب لتنصيب أحمد شوقى أميرا للشعراء

الأحد، 29 أبريل 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب : ذات يوم 29 أبريل 1927.. «أسبوع شوقى» ينطلق بمشاركة شعراء وأدباء عرب لتنصيب أحمد شوقى أميرا للشعراء أميرا للشعراء أحمد شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ربيع عام ‏1926‏ صدر الجزء الأول من «الشوقيات»، وتضمن شعر أحمد شوقى فى السياسة والتاريخ والاجتماع‏، فكانت مناسبة لتتويجه «أميرا للشعراء» من أهل الفكر والأدب والشعر فى أرجاء الوطن العربى، وذلك فى مؤتمر كبير استمر أسبوعا وبدأ يوم 29 إبريل «مثل هذا اليوم» عام 1927.
 
حدث ذلك بالرغم من أن لقب «أمير الشعراء» سبق إطلاقه على «شوقى» وفقا لتأكيد الدكتور يونان لبيب رزق فى مقال بعنوان «رحلة أحمد شوقى من شاعر الأمير إلى أمير الشعراء».. «الأهرام -11 أكتوبر 2001» مشيرا إلى أن «الأهرام» كتبت يوم‏ 9‏ مايو 1926: «لماذا لقب شوقى بأمير الشعراء‏؟ وأكد كاتب المقال أن «الأهرام» صاحبة الفضل فى إضفاء اللقب على «شوقى أفندى» قبل نحو ربع قرن‏، ‏وأنها سعت طوال الوقت لترويجه، فأقره الشعراء ذاتهم ومن ورائهم الجمهور‏، ‏وما كان ذلك تبرعا لأحمد شوقى وشعره، ‏ولكنه كان حقا يؤدى لصاحبه‏، والسبب‏: ‏أن شوقى وصل من الشعر إلى ذروته حتى صار أميره»، يؤكد «رزق»: «كأنما كان هذا المقال إشارة البدء فى تتويج الأمير‏، ‏فاللقب لم يكن جديدا‏، وإنما كان مطلوبا أن يقره المعنيون وبشكل يتناسب مع جلاله‏».
 
فى هذا المناخ، دعا أحمد شفيق باشا‏، ‏رئيس الديوان الخديوى لعباس حلمى الثانى، ‏وأحد كبار الأعيان‏، رجال علم وأدب لاجتماع فى داره للاحتفاء بهذه المناسبة، وتنظيم «أسبوع شوقى، الذى سينصب شوقى أميرا للشعراء بعد أن كان «شاعر الأمير» الذى يفخر بلقبه فى عهد راعيه وصديقه الخديو عباس حلمى الثانى»، حسب جابر عصفور فى كتاب «فى محبة الشعر» عن «الدار المصرية اللبنانية- القاهرة».
 
يذكر «شفيق باشا» فى «الحولية الثالثة 1926» من «حوليات مصر السياسية» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة»، أن الاجتماع اختار لجنة تشرف على «أسبوع شوقى»، على أن يكون لجموع الشعوب الناطقة بالضاد فى العالم ممثلون فيه، ومندوبون للجمعيات العلمية والأدبية، وأعلنت اللجنة أنها تتلقى بحوثا أدبية، وإن تعذر حضور أصحابها أو الإنابة عنهم يرسل بحث فى شوقى وشعره أو فى اللغة والشعر العربى بوجه عام، وحددت شهر يناير آخر موعد لتلقيها الأعمال المشاركة، وكان أعضاؤها «أحمد شفيق باشا» رئيسا، والسكرتير أحمد حافظ عوض بك صاحب جريدة كوكب الشرق وعضو مجلس النواب، والأعضاء هم: عثمان مرتضى باشا، رئيس ديوان خديوى سابقا، وجعفر والى باشا، وزير سابق، وأمين بك واصف، مدير سابق، والشيخ رشيد رضا «صاحب المنار»، وأمين بك الرافعى، صاحب جريدة الأخبار، وسيد كامل بك، مدير إدراة بنك مصر، ومحمد على دولار بك، وعبدالعزيز البشرى سكرتير برلمانى لوزير المعارف، وجورج طنوس محرر بكوكب الشرق.
 
ويؤكد «رزق»، أن اللجنة ضمت ثلاثة من كبار الاقتصاديين هم‏: فؤاد بك سلطان‏، ‏ومحمد بك طلعت حرب، ونجيب باشا منصور شكور‏، ‏وعددا من كبار الأعيان‏، ويضيف:‏ «لفترة غير قصيرة ظلت اللجنة تقبل فى عضويتها أعدادا متزايدة من المثقفين‏، ‏حتى أنها ضمت أسماء كبيرة بين هؤلاء يندر أن يجتمعوا فى مكان واحد‏.. ‏أحمد لطفى السيد أستاذ الجيل‏، ‏عبدالحميد بدوى القانونى الشهير‏، ‏طه حسين الأستاذ بكلية الآداب‏، أحمد أمين الأستاذ بكلية الآداب أيضا‏، ‏نجيب الهلالى سكرتير عام وزارة المعارف‏، ‏على إبراهيم، الجراح المعروف‏، محمد حسين هيكل، رئيس تحرير السياسة‏، كما ضمت الآنسة مى زيادة‏.‏
 
‏ووفقا لـ«رزق»، استنادا إلى «الأهرام»، جاء أول رد فعل لدعوة اللجنة من لبنان، حيث اجتمعت نقابة الصحافة فى بيروت ودعت أبناء الجبل للاجتماع وانتخاب من يمثلهم فى الحفلة العظمى، وجاءت الأخبار بعدئذ أن لبنان سيمثله كل من شبلى ملاط بك وإلياس بك فياض، وهناك رهط من الأدباء الذين ينوون زيارة وادى النيل لحضور هذه الحفلة الخالدة التى ستكون أشبه بسوق عكاظ‏.
 
قبل أن يبدأ مهرجان التتويج بعثت «الأهرام» بأشهر محرريها‏، ‏محمود أبو الفتح‏، ليجرى حديثا طويلا مع شوقى بك، وكشف فيه أن ‏أول عهده بالشعر كان بعد أن استرد أحد جيرانه كتابا كان قد استعاره منه‏، وتعلق به‏، ‏فحزن كثيرا وكتب أول بيتين فى حياته‏، ورغم ما فيهما من خطأ‏‏، ‏قوبل البيتان بإعجاب زملائه فى المدرسة وتناقلتهما الألسن من مندرة إلى مندرة‏.‏
 
ويعترف شوقى أنه كان فى مستهل حياته «شاعر الأمير» قبل أن يصبح «أمير الشعراء»‏، ‏وأن أول ما قرضه كان مديحا فى الخديوى توفيق‏، الأمر الذى لفت نظر «ولى النعم» حتى كان يسأل عنه دائما إلى أن تفضل وعينه فى السراى‏.‏
 
يؤكد «شفيق باشا» أن اللجنة بدأت برنامج حفلها عصر الجمعة ‏29‏ إبريل «مثل هذا اليوم» ‏1927، ‏فى دار الأوبرا، بكلمة ترحيب للضيوف من صاحب الدولة الرئيس الجليل سعد زغلول باشا، وألقاها نيابة عنه ابن أخته الوزير فتح الله بركات، لأن سعد كان مريضا وتوفى فى «أغسطس 1927».
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة