على الرغم مما نعانيه فى السنوات الأخيرة من انتشار الفكر المتشدد والمتطرف، الذى يعتبر السبب الرئيسى فى انخراط العديد من الشباب فى صفوف الجماعات الإرهابية، وعلى الرغم من الجهود المضنية التى تبذلها الدولة لتصويب وتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة فى إطار استراتيجيتها الشاملة لنشر الفكر الدينى الصائب السمح، الذى يرتقى بكل المجتمع، فمازلنا نجد للأسف من آن لآخر تصريحات متشددة، ومنفلتة، وغير مسؤولة ممن يفترض بهم أن يساعدوا الدولة فى إنجاز مهمتها النبيلة، فها هو الشيخ/ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية يمارس مجدداً هوايته المعتادة فى «الشطط الفكرى» و«التحرش اللفظى»، وإثارة المعارك الكلامية التى لا طائل من ورائها إلا زرع بذور الفتنة والغلو فى المجتمع، حيث اتهم أبناء الطرق الصوفية فى مصر بأنهم يمارسون سلوكيات تدخلهم فى نطاق الشرك وإتيان البدع، وهو ما حدا برئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية للرد عليه بأن السلفيين أهل جهل، ثم نتساءل فى تعجب وبراءة بعد ذلك: لماذا يتطرف الشباب؟!
يا سادة لا تتركوا فكر شبابنا فريسة بين مطرقة «برهامى»، وسندان من هم على شاكلته، فلقد آن الأوان أن نحمى المجتمع من «اللا قدوة»، وأن نسلط الضوء على النماذج «القدوة» التى تنشر فى المجتمع العلم الحقيقى، والسماحة، والرحمة، والثقافة، والحكمة، وكفانا ما دفعناه من ثمن باهظ فى السنوات الأخيرة، نتيجة تلويث فكر شبابنا وتشتيتهم بمثل هذا التطرف الفكرى الفج الذى يهدم ولا يبنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة