ينتقل الخير من شخص لآخر مثل سرعة البرق، فذات يوم أثناء سيره فى منطقة شبرا، لمح "محمد رمزى"، صاحب الـ35 عاما، رجلا يوزع وجبات للمحتاجين، وعندما استفسر عنها وجد أن ذلك الرجل اعتاد لسنوات على توزيع تلك الوجبات يوم السبت على المحتاجين، ففكر محمد فى إمكانية تطبيقه لذلك المبدأ فى محلات بيع الكريب المسئول عنها.
عامل
مطعم الكريب
" كنت أول واحد يفتح مطعم كريب فى شبرا سنة 2005"، كلمات بدأ بها محمد رمزى حديثه لـ"اليوم السابع"، عن المحلات التى يديرها للكريب بمختلف أنواعه، مضيفًا "من سنتين فتحت فرع شارع شبرا وكان وش الخير عليا"، حيث بدأ محمد فى تطبيق مبادرة وجبات للمحتاجين فى فرع شارع شبرا وهو ما جعله يشعر بأنه يقدم شيئا له معنى لأهل منطقته.
العمال فى المطعم
مطعم الكريب
بالرغم من عمله كمخرج فى مبنى الإذاعة والتليفزيون إلا أنه دائم الإشراف على المطعم فى شارع شبرا، خاصة يومى الجمعة والأحد، أثناء توزيع الوجبات للمحتاجين، "فى البداية اخترت يوم الجمعة عشان إجازة والناس بتبقى موجودة فى الشارع كتير، ومع الوقت نصحنى تاجر بتخصيص يوم الحد كمان"، حيث بدأ محمد مبادرته بتخصيص يوم الجمعة لتوزيع وجبات للمحتاجين، وذات يوم تلقى عرض من صديقه تاجر الدواجن للدخول كمساهم معه فى تلك الملحمة الخيرية وتخصيص يوم الأحد أيضًا حتى يناسب الأقباط من أهل شبرا.
العاملين فى المطعم
وبمساعدة 23 عاملا فى المطعم يقوم محمد بتوزيع الوجبات المكونة من أرز وفراخ ولحوم، وكريب بمختلف أنواعه فى أحيان كثيرة حتى أصبح المطعم ملجأ لكل محتاج أو يمر بضائقة مالية، وعن المستفيدين من مبادرته يقول "الناس بقوا ثابتين، ومش شرط يكون شخص محتاج، ممكن يبقى متيسر الحال بس بيمر بظروف صعبة"، حيث يسرد محمد أن فى مرات عديدة يتوافد إليه بعض الأشخاص الذين يمرون بضائقة مالية ويعتبرون المطعم "بيتهم"، ويطلبون الوجبات التى يوزعها.
العمال فى المطعم
بالرغم من اندهاش الكثيرين لما يقوم به محمد فى مطعمه، إلا أنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يساهم معه أهل المنطقة ببعض الوجبات تحت شعار"زيادة الخير خيرين"، وعندما تطلب منه إحدى الجمعيات الخيرية تخصيص بعض الوجبات لأبواب الخير المختلفة، ويجد المقابل فى ذلك أنه يعطى رسالة واضحة أن الخير لازال موجودًا فى جدعنة المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة