بعدما تصاعدت المعركة القائمة بين الدعوة السلفية وجماعة الإخوان، مؤخرًا، والتى أطلق شرارتها ياسر برهامى إزاء وصفه الإخوان بأنها جماعة بدعية وتقبل بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، مما أدى إلى سيلا من الهجوم على الدعوة السلفية وبرهامى من قبل الآلة الإعلامية الإخوانية.. كشف "برهامى" سر هجومه على الإخوان فى الوقت الحالى.
وأوضح ياس برهامى فى مقال له نشر على موقع "صوت السلف" حمل عنوان "لماذا الآن" أن هناك شباب كثير جدا من أبناء الدعوة السلفية، تأثروا بفكر الإخوان التكفيرى، قائلا: "لا يزال الشباب المتدين -وكثيرٌ منهم ينتسب للسلفية- يتشَرَّب فِكْر الغُلُوِّ ويتأثر به، وَيَصُمُّ آذانه عن سماع الحق، ويتخذ موقفًا مُعَادِيًا للدعوة السلفية بسبب مواقِفِها العلمية والعملية التى رفضتْ هذا الفكر الغالى، ورَفَضت الانضواء تحت تَوَجُّهَاته والمشاركة فى صِدَاماته، وتَحَمَّل رموزُها وأبناؤها طوفانًا مِن الطعن والسَّبِّ والشَّتْمِ بأقذع السِّباب، ولا يزال الأمرُ مستمرًّا؛ فَتَكَلَّمْنا استشعارًا للمسؤولية تجاه هذا الجيل كُلِّه الذى ضُحى بكثيرٍ مِن أبنائه فى آتون محرقة لم تنتهِ بعد.
وأجاب ياسر برهامى لماذا هاجم الإخوان الآن بقول: "لأن أدبياتنا -مكتوبة ومرئية ومسموعة- كانت على ما ذكرتُ فعلًا، وهذا سبب أساسى لوجوب التصريح بالتغيُّر فى الموقف بناءً على التغيُّر الذى حدث للجماعة، أو -على الأقل- ما ظهر منها قيادةً وأتباعًا؛ فسوف يُحفظ فى التاريخ ما سَجَّلْناه قبلُ ولم نَقُل غيره؛ فإذا لم نتكلم: ظَلَّ نزيف الشباب المسلم المتدين فى اتجاه التكفير والتخريب!.. والتغيُّر الذى بدأ منذ سيطرة "الجناح القُطْبِيِّ" الوارث لفكر "التنظيم الخاص"، والذى نَظـَّر له "سيد قطب" و"محمد قطب" و"محمد سرور" وتلامذتُهم بدرجات مختلفة وأفهامٍ مُتَفَاوِتَة حول فكرة "المجتمع الجاهلى"؛ بيْن مُكَفِّرٍ لأفرادِه كـ"شكرى مصطفى"، أو مُتَوقِّفٍ فى الحكم عليه وعلى أكثر أفراده كـ"عبد المجيد الشاذلي"، أو باعتباره "دار كفرٍ" وتقسيم أفراده إلى ثلاث طبقات: (مسلمين بلا شبهة، وكفار بلا شبهة، وطبقة كبيرة مُتَمَيِّعَة لا نشغل أنفسنا بالحكم عليها) كـ"محمد قطب"، أو بتقدير نوعٍ جديد اسمه: "مجهول الحكم أو محل بحث ودعوة ونظر!" -عند بعضهم- مع التأكيد على أن مَن ترك أيًّا مِن المبانى الأربعة: "الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج" تَكاسُلًا فهو خارجٌ مِن المِلَّة، بل مَن لم يُكَفِّرهُ مرجئٌ!، بل زاد أحدهم اعتبار هذه المسألة إجماعًا! بل معلومةً مِن الدين بالضرورة! وكأن الخلاف الذى سطَّره العلماء عبْر الزمان مِن الأئمة الأربعة -حتى داخل المذهب الحنبلي- لا قيمة له!".
وقد نشبت مؤخرا معركة شرسة بين الدعوة السلفية والإخوان، بعدما فضح ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، جماعة الإخوان وحلفائها، خاصة شيوخ التيار السلفى الذين انحازوا للإخوان عقب ثورة 30 يونيو التى أنهت حكم المرشد، ووصف جماعة الإخوان وأنصارها بـ"الكذابين أهل البدع"، الذين يغيرون أفكارهم ويقبلون بالعلاقات الجنسية خارج الزواج ويقبلون بالمثلية لإرضاء الغرب، فيما رد الداعية الإخوانى عصام تليمة مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق على تصريحات برهامى، مكذبا إياه ووصفه بـ"التافه الذى يريد بناء جماعة على غرار تنظيم الإخوان ولكنه لم ينجح".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة