- أول مراكز التأهيل الحكومية كانت من 5 سنوات فقط ووصلت لـ4
يحتفل العالم كله بمرض التوحد اليوم من خلال تلوين السماء باللون الأزرق احتفالاً باليوم العالمي له، حتى مصر شاركت فى هذا المشهد الرائع ببعض مؤسسات الدولة المهمة مثل هيئة قناة السويس ووزارة التضامن الاجتماعى وغيرها، ولكن فى هذا العام كان لابد من فتح ملف التوحد بشكل خاص، فإنه عام ذوى الإعاقة والاهتمام بهم، لذلك توجهنا لدور المؤسسات الحكومية والمدنية للتعامل مع مرضى التوحد فى مصر، هل يقتصر على الإضاءة الزرقاء؟ وهل يوجد مراكز تأهيل كافية وعلى معايير جيدة لرعايتهم؟
تحتوى مصر على عدد كبير من المتوحدين، فبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة، يقدر عدد المصابين بالتوحد لدينا 800 ألف مصاب، هذا المرض الذى كانت بدايته فى عام 1943، حيث أطلق الطبيب النفسى ليو كانر على مجموعة أطفال يتصفون بالعزلة وعدم التواصل مع الآخرين ورفض التغيير ويلتزمون بالروتين والحركات المتكررة "أطفال مصابون بالتوحد "autism"، وعلى مدار السنوات، أصبح أكثر تعارفًا عليه من جانب المصريين، ولكن الخطوات فى هذا المجال مازالت فى بداية الطريق.
التوحد
4 وحدات نفسية حكومية تقدم خدمات لمرضى التوحد
أكدت الدكتورة إيمان جابر مدير إدارة طب نفس الأطفال والمعاقين بالإدارة العامة للصحة النفسية، أن هناك 10 وحدات طب نفسى تقدم خدمات لأطفال التوحد، فعلى الرغم من أن التوحد ليس له علاج إلا أن برامج تأهيل وخدمات صحية وتعليمية واجتماعية تقدم لهؤلاء الأطفال وأسرهم لدمجهم فى المجتمع، مضيفة أنه قد تم افتتاح أول مركز رعاية نهارية عام 2013 وصلت إلى 4 مراكز، فقد قرر أطباء العيادة النفسية للأطفال بمستشفى العباسية إقامة مركز لأطفال التوحد بجهودهم الذاتية، وكان "مركز الخدمة النهارية لأطفال التوحد "بيت الشمس"، أول مركز حكومى يقدم خدمة علاجية لمرضى التوحد بتكلفة ضئيلة مقارنة بأسعار المراكز الخاصة.
خدمات الخط الساخن
فى هذا الصدد، كانت قد أعلنت وزارة الصحة والسكان، البدء فى تلقى مقترحات المواطنين بشأن تنمية الخدمات الموجهة لأسر الأطفال المصابين بالتوحد والخاصة بتقديم الدعم النفسى والاجتماعى لهم، عبر الخط الساخن "08008880700" التابع للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وذلك فى إطار اليوم العالمى للتوحد، حيث إن الخط الساخن يستقبل تساؤلات واستفسارات المواطنين يومياً من الأحد إلى الخميس، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الثامنة مساءً.
التوحد
ما هى مقاييس مراكز تأهيل أطفال التوحد؟
تحدثت معنا الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، عن مقاييس مراكز التأهيل المناسبة لمرضى التوحد، مؤكدة أن هناك شيئا شائعا جدا خاص بمراكز التأهيل أنها تتعامل مع الطفل دون حضور الأهل ليكون التعامل بمفرده حتى لا يتعرف الوالدين على هذه الأدوات، فيحتاجون دائما للمتخصصين ولا يستغنون عنهم كنوع من التجارة.
وأضافت أخصائى العلاج النفسي، أن المراكز الخاصة بدأت فى التواجد مؤخرًا عن فيما قبل ولكن دون تحقيق أى مقاييس أخلاقية أو مهنية صحيحة، موضحة أن هذه المعايير التى يجب تطبيقها تشمل على:
- المعايير الأخلاقية التى تتمثل فى الإرشاد الأسرى، وعدم التعامل مع الطفل بمعزل عن أهله فلا يجب أن يتم التعامل مع الطفل على أنه وحدة مستقلة.
- وجود خبراء نفسيين على علم جيدًا بالتعامل مع أطفال التوحد ويكونوا أهل ثقة.
- الشخص يكون مؤهلاً من كلية علوم الإعاقة التى بدأت مؤخرًا فى هذا العام أو قسم تربية خاصة ولكن لا يصح أن يأخذ شخص كورس تخاطب فيصبح مختص.
- طريقة التعامل مع الأطفال فى مكان مبهج وبيئة آمنة ومريحة لهم.
- التجاوب السريع من جانب الأخصائى والفريق الذى يعاونه.
- اتساع المكان ليتمكن الطفل من الجرى واللعب.
التوحد
المراكز قليلة وتحت التجربة
فيما قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن المراكز غير كافية لأنها نشاطات فردية والعلاج مكلف جدًا، لأنه يحتاج لشخص متخصص ومتفرغ للتأهيل النفسي ولا يوجد هذا بالصورة التى يحتاجها مرضى التوحد والموجود تحت التجربة ولا يتعدى ليصل للمستويات العالمية والعلمية الصحيحة.
وأكد فرويز، أن مرض التوحد إذا تم استيعابه بشكل صحيح يمكن أن يصبح الشخص المتوحد ذات خبرات عالية، وأن الخطوات التى يتم اتخاذها لتوجيه الطفل منذ الصغر تجعله يكتشف أى موهبة يتمتع بها وكذلك ينميها لأنه يكون لديه تركيز عالى فى مجاله وقدرة على الإبداع أكثر من الأصحاء، مشيرًا إلى أن التعليم والعلاج الجيد من خلال التأهيل هو الأهم، لأن قدراتهم العقلية عالية ولكن المشكلة تكون فى التعامل فالتوجيه هو الأساس والأدوية هى جزء من العلاج فقط.
التعليم ثانى خطوة مهمة بعد التأهيل
أما عن تعليم أطفال التوحد، فنعود لنص المادة الأولى من القرار رقم 42 والتى تنص على أن كل أنواع التعليم متاحة للأطفال ذوى الإعاقة، كما أن الأطفال مرضى التوحد والشلل الدماغى لهم امتيازات الإعفاء من دراسة اللغة الثانية، كما أن التوحد لم يكن من الفئات المدمجة حتى عام 2014، إلى أن وصل عدد الأطفال المدمجين فى مدارس التعليم العام إلى 30 ألف عام 2017، كما تم تدريب 1200 معلم فى عدد من المحافظات للتعامل مع طفل التوحد بالتعاون مع العديد من المؤسسات.
حقائق لا تعرفها عن مرض التوحد
مرض التوحد الذى تم اكتشافه مؤخرًا يشمل على عدة ملامح نقدم لك 5 حقائق مهمة عنه، وفقا لما ذكره موقع "autismspeaks":
- يؤثر التوحد الآن على طفل واحد من بين 68 طفلاً، وتتزايد أرقام انتشار التوحد.
- الذكور أكثر عرضة خمس مرات من الفتيات للإصابة بالتوحد.
- لا يوجد أي كشف طبي أو علاج لمرض التوحد.
- التوحد هو اضطراب لا يلتفت فيه الطفل للأشياء المثيرة للاهتمام، ويتجنب الاتصال بالعين، ويريد أن يكون وحده، وكذلك يواجه صعوبة في فهم مشاعر الآخرين و مشاعره الخاصة.
- أطفال التوحد يشتبهون فى إصابتهم بالصم فى بداية الأمر بسبب عدم تحدثهم أو الرد عند مناداتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة