فى عالمنا العربى، نادرًا ما تجد ناشرًا لا يشكو من صناعة النشر ويصفها بأنها غير مربحة، وبأنه لا يكسب منها شيئًا، وإذا ما سألته عن أسبابه التى تدفعه للاستمرار فى هذه الخسارة التى يتعرض لها ويشكو منها، فربما يكون الجواب هو "الأمل فى المستقبل".
وعلى الرغم من أن هناك ما لا يخفى على أحد مما تتعرض له دور النشر والكتاب أيضًا، من قرصنة الكتب إلكترونيًا وورقيًا على الأرصفة، إلا أن دور النشر تتكاثر يومًا بعد يوم، وكلما لاحت فى الأفق أزمة تقف أمام هذه الصناعة التى لا غنى عنها، وما لها من أهمية كبرى، إلا أن بعض الناشرين يعرفون كيف يجدون طريقهم إلى الأبواب التى تحقق لهم هامشًا من الربح.
الباب الأول: معارض الكتب
تعد معارض الكتب العربية بشكل خاص، أحد أهم أبواب تحقيق الربح للناشرين، سواءً أكان هذا الربح قادمًا من جمهور القراء مباشرة، وخاصة المعارض المشهورة بحجم الإقبال والشراء الكبير، مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب، ومعرض الرياض، ومعرض السودان، ومعرض الجزائر، وغيرهم، أو من خلال إدارة المعرض نفسها، التى تخصص من ميزانياتها منح لشراء عدد من العناوين من دور النشر، لتزويد مكتباتهم ومشروعاتهم القرائية بهذه الإصدارات.
ولا يخفى على الناشرين القدماء ممن لهم باع طويل فى هذه الصناعة، بأن هناك عدد من دور النشر تأسست خصيصًا بهدف الاستفادة من هذه المنح.
الباب الثانى: منح الترجمة
منحة الترجمة، والتى تأتى فى المرتبة الثانية، أو الباب الثانى الذى ينظر إليه أغلب الناشرين، للاستفادة منها، وأبرزها منحة الترجمة التى يقدمها معرض الشارقة الدولى للكتاب، لدعم المترجمين والناشرين من خلال توفير الأدوات والتمويل، وتقدر قيمة المنحة بـ4,000 دولار أمريكى للكتب العامة، و1,500 دولار أمريكى لكتب الأطفال، وتدعم فئات: الخيال، الواقع (المذكرات، التاريخ، الطهى، إلخ..)، الأطفال والناشئون، الشعر.
الباب الثالث: الكتب الأجنبية
أما عن الباب الثالث، فيتمثل فى الكتب الأجنبية، والتى يعتمد عليها بعض الناشرين ممن لديهم مكتبات، يعرضون فيها إصداراتهم، وأيضًا هذه الكتب الأجنبية التى يقبل عليها فئة معينة من القراء، فتحقق لهم هامشًا من الربح.
الباب الرابع: انتهاء حقوق الملكية الفكرية
انتهاء حقوق الملكية الفكرية سواءً للكاتب أو المترجم، وهو باب الرابع المفتوح لجميع الناشرين، وهو ما يفسر قيام عدد من دور النشر سواء كانت مصرية أو عربية، بإعادة طباعة رواية أو كتاب ما، مر على وفاة مؤلفة 50 عامًا، أو على مترجمة أيضًا.
الباب الخامس: الوكيل الأدبى
الوكيل الأدبى، يعد الباب الخامس، وربما الأصعب بالنسبة لبعض الناشرين، ممن يسعون وراء الكسب السهل، فهذا الباب بحاجة إلى ناشر متخصص، يعى ويدرك أهمية هذا الباب، وكيفية يقدر ما لديه من إصداراته، ليقوم بتسويقها فى المعارض الأجنبية، ويتعامل من خلاله مع الكاتب باعتباره مشروعًا أدبيًا، يتعدى معه أحلام الناشر المعتادة، مثل تعدد الطبعات، والحصول على جائزة أدبية، بل يسعى لأن يحظى كاتبه بشهرة عالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة