الغرض من الاحتفال بيوم التراث العالمى، هو الحفاظ على مواقع التراث الحضارى والإنسانى، ووضع تشريعات وسياسات الغرض منها الحفاظ عليها، ومع الاحتفال باليوم العالمى للتراث، نحاول استرجاع عدد من المبانى والمواقع الأثرية التى اندثرت وهدمت بسبب الإهمال أو بسبب بعض الحوادث، وأصبحت ذاكرة فى التاريخ.
وتمتلك مصر وحدها، وعلى مدار تاريخها الواسع عدد كبير من المبانى والمواقع التاريخية التى اختفت وأصبحت تذكر فقط فى أبحاث وكتب الباحثين والدراسين، ونسمع عنها فقط كمنارة الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية القديمة، والعديد من آثار وشواهد القاهرة الآثرية.
وفى التقرير التالى نسرد عدد من المواقع والشواهد الآثارية التى إندثرت فى التاريخ:
أبواب وسور القاهرة الفاطمية
جزء متبقى من سور القاهرة
سور القاهرة بناء جوهر الصقلى قائد الجيوش فى بداية العهد الفاطمى لمصر، بين عامي 480هـ/1087م و 485هـ/1092م، على شكل مربع يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه 1200 ياردة، تحيط بـ340 فدانًا، اندثرت أغلب أجزاء السور، ولم يتبق منها إلا جزء من السور الشمالي وأربعة أبواب، باب النصر وباب الفتوح في السور الشمالي وباب زويلة في السور الجنوبي بالإضافة على باب البرقية الذي كان يفتح في السور الشرقي.
دار الأوبرا الخديوية
دار الأوبرا الخديوية
أول دار أوبرا فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، بناها الخديو إسماعيل 1 نوفمبر 1869، فى إطار الاحتفال بافتتاح مجرى قناة السويس، وقد بنيت من الخشب وكانت تسع 850 مقعدا، أمام حديقة الأزبكية.
في يوم 28 أكتوبر 1971، احترقت دار الأوبرا عن آخرها، ودمر المبني المصمم من الخشب، فى حين لم ينجَ من الحريق سوى تمثالان من تصميم محمد حسن، موقع دار الأوبرا القديمة لا زال موجودا، إلا أنه قد تم بناء جراج متعدد الطوابق للسيارات ذا شكل اعتيادى، عكس الشكل المميز الذى كان يميز دار الأوبرا، لكن الميدان الذى كانت الأوبرا تطل عليه لا زال يحتفظ باسمه القديم (ميدان الأوبرا).
حديقة الأزبكية
حديقة الأزبكية
حديقة الأزبكية أحد أعرق الحدائق النباتية في مصر. في عام 1864م تم ردم البركة التي كانت تتوسط الميدان، وأنشئ في نفس مكانها عام 1872م حديقة الأزبكية على يد المهندس الفرنسي "باريل ديشان بك"، على مساحة 18 فدانا أحيطت بسور من البناء والحديد وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع.
وبعد حريق القاهرة الذي حدث في 26 يناير عام 1952م، طرأت على ميدان الأزبكية تغيرات كثيرة فقد تم تم تدمير أجزاء كبيرة منها تماما في الحريق، وتم تقسيم ميدان الأزبكية نفسه بمساحته الهائلة إلى أربعة أماكن تضم مبانى حكومية حالياة ، أما حديقة الأزبكية فقد قسمت هي الأخرى، وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا، واخترقها شارع 26 يوليو فقسمها إلى قسمين.
سرايا الجزيرة
مبنى عمر الخيام
هى سرايا ضخمة أقامها الخديو إسماعيل باشا، الاحتفال الاحتفال بافتتاح مجرى قناة السويس، وخصصت لاستقبال ضيوف حفل الافتتاح وعلى رأسهم الأميرة أوجينى، لكن الجزيرة تعرضت لعدة تغيرات مع بداية عصر الجمهورية المصرية، واختفى جزء كبير منها، والمتبقى منها ضمن مبنى عمر الخيام بفندق ماريوت بمنطقة الزمالك فى الشارع الذى يحمل سرايا الجزيرة.
قصر المسافر خانة
قصر المسافر خانة
هو قصر محمود محرم الفيومى أحد كبار تجار القاهرة، أسس عام 1779، ثم أهداه إلى إبراهيم باشا ابن محمد على، الذى أهداه بدوره إلى ابنته فاطمة والدة الخديوى إسماعيل، ليشهد أول 8 سنوات من حياته، تعرض المبنى بعد لذلك لحالة من الإهمال الشديد، ليصبح مكان للمخلفات، ثم تعرض القصر لحريق كبير عام 1998 دمر أجزاء كبيرة كاملة من القصر، اصبح ما يتبقى القصر الآن طلال حوائط، ولم تتقدم حتى الآن محافظة القاهرة أو وزارة الآثار للحفاظ على ما تبقى من المبنى الآثرى.
مدش ميرزا
مدش ميرزا
جزء من آثار الأمير مصطفى، لم يتبقى منها سوى المسجد الذى يحمل اسم الأمير مصطفى، والمدش، و وهو اثر مسجل في عداد الاثار الاسلامية والقبطية بمنطقة بولاق ابو العلا شارع ميرزا برقم306 والخاضع لقانون حماية الاثار رقم711 لسنة 1983.
إلا أن الإهمال وصل إلى قيام شخص بهدم واجهة المدش وجزء من السقف عناصر الاثر التي كانت تتكون من واجهة واحدة في الناحية الشرقية في طرفها الشمالي مدخل كان علي يسارة لوحة رخامية دائرية ذات كتابات نسخية بارزة وهذه اللوحة الهامة مفقودة الان.
مبنى القنصلية الأمريكية سابقا ببورسعيد
مبنى القنصلية الأمريكية سابقا ببورسعيد
يعود إنشاء القنصلية إلى ما قبل تأميم قناة السويس، وخصوصًا إلى نوفمبر عام 1867 م، واستخدم المبنى كمقر للأجانب العاملين بالقناة، و كمقر للقنصلية الأمريكية طوال عدة سنوات، وفي عام 1969 قام أحد رجال الأعمال ببورسعيد بشرائه من السفارة الأمريكية، وفي عام 1981 قام ذلك الشخص ببيعه لرجل أعمال آخر من بورسعيد، وظل ذلك المبنى بملحقاته مهجورًا، وفى يناير الماضى بدأت معدات هندسية فى هدم المبنى بعد خروجه من قائمة المبانى ذات الطابع الأثرى.
فيلا «أمبرون»
فيلا أمبرون
فيلا «أمبرون» الشهيرة، التي أقام بها الأديب البريطاني لورانس داريل، وكتب فيها «رباعية الإسكندرية»، هى فيلا تراثية، من تصميم المهندس المعمارى "بيل إيبوك"، وشيدت على الطراز الإيطالى عام 1920، وكانت ملكا لعائلة المقاول الإيطالى أمبرون وزوجته الفنانة التشيكيلية إميليا، ويعد البرج الأثرى الملحق بها أهم ما يميزها ويجعلها تجمع بين مميزات الفيلا والقصر معا، وكانت بيتا لعدد من الفنانين المصريين والأجانب، وأشهر سكنها الكاتب البريطانى لورانس داريل خلال الفترة من 1924 حتى عام 1956، وشهدت الفيلا ميلاد الرباعية الشهيرة لداريل.
وتم إهمال المبنى الأساسى للفيلا مؤخرا بشكل كبير حتى أصبحت أجزاؤه تتساقط يوما بعد يوم، ووصل المبنى إلى حالة يرثى لها، كما تحول فناء الفيلا إلى مقلب لأطنان من القمامة ومكان لإلقاء المخلفات، حتى تم تنفيذ قرار الهدم.
مسرح العبد
مسرح العبد بعد ردمه
مسرح أثرى تم اكتشافه فى 2013، ويقع على مساحة 1288 مترًا، وظهرت فيه دفانات من العصر الرومانى وبدايات العصر الهيلينستى يعود إلى عام 323 قبل الميلاد، وتندرج المقبرة تحت قائمة المقابر الشرقية الموجودة على ساحل الإسكندرية.
صدر قرار من وزارة الآثار بإخلاء الموقع الأثرى "مسرح العبد" بمنطقة كامب شيزار بالإسكندرية، بحجة تعرض الأبنية المجاورة للخطر نتيجة أعمال الحفر بالمسرح، وأعرب عدد من الأثريين عن استيائهم للقرار لما تمثله تلك المنطقة الأثرية من أهمية تاريخية، بعدما تم استخراج قطع أثرية فريدة منها مصنعة من الألباستر والفخار من العصر الهيلينستى.
فندق الكونتينال
فندق الكونتينال
أنشئ فندق جراند كونتيننتال القاهرة عام 1908، كان يطلق عليه اسم "الكونتننتال الملكي"، ويقع أمام الأوبرا الخديوية القديمة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، ومثّل مقرا رئيسيا لضيوف مصر نظرًا لموقعه المتميز، كان الفندق يضم "كازينو" كبيرا يطل على ميدان الأوبرا وحل عليه عدد من ملوك وملكات أوروبا، خلال الاحتفالات بافتتاح قناة السويس، وكان أيضا ملتقى رجال الأحزاب المصرية في العهد الملكي.
قررت محافظة القاهرة مؤخرا هدم الفندق، بعد خلاف استمر طويلا بينها وبين شركة إيجوث المالكة للفندق، وتقرر هدم غرف السطح والدور أسفلها وتنكيس باقي العقار، وتعويض أصحاب المحلات التى تقع أسفله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة