رحل المخرج التشيكى ميلوش فورمان، ولد فى مدينة كاسلاف شرق براغ فى 18 فبراير1932، وهذا المخرج يعرفه محبو فن السينما بفيلمه الكبير «أماديوس»، الذى حصل عنه على الأوسكار فى سنة 1984.
انتقل فورمان إلى الولايات المتحدة عبر فرنسا قبيل الاجتياح السوفياتى لتشيكوسلوفاكيا فى 1968 وحصل على الجنسية الأمريكية فى1977 وعاد إلى براغ التى كانت لا تزال خاضعة لحكم الشيوعيين فى1983 ليصور فيلم «أماديوس» الذى نال عنه ثانى أوسكار أفضل مخرج فى مسيرته.
لمن لا يعرف ترشح هذا الفيلم لخمسين جائزة فاز بأربعين منها، ضمنها 8 جوائز أوسكار لكن الأهم من الجوائز كان الفيلم نفسه الذى يعيد صياغة عالم مر زمنيا لكنه على مستوى الحقيقة كان لا يزال يطرح تساؤلاته: هل قتل الموسيقار أنطونيو سالييرى العبقرى موتسارت؟
الفيلم مبنى على رواية الكاتب بيتر شافر التى تحكى قصة حياة أماديوس موتسارت وأنتونيو سياليرى، الموسيقاران اللذان عاشا فى فيينا، النمسا خلال النصف الأخير من القرن الثامن عشر.
الفيلم هو وجهة نظر أنتونيو ساليرى، الرجل الذى حصن قلبه بالأخلاق فقد كان يظن أن الإبداع موهبة إلهية يمنحها الله لمن يحبونه ويتنازلون عن ملذات الحياة ويملكون القدرة على تحدى الشيطان، لكن أصابته حيرة كبيرة عندما وجد الفتى «المتهتك» عديم الأخلاق «موتسارت» يملك من الموهبة ما لا يملكه أحد، فغضب وثار على كل شىء وسعى للقضاء على هذه الموهبة غير المحدودة.
اعترف ساليرى بأنه يحقد على موتسارت ويعتب على الله لأنه منح «طفلا» لا يدرك شيئا كل هذه القدرة على صناعة موسيقى ساحرة، ولم يمنح ذلك لحبيبه المخلص ساليرى، لذا فإنه قبل رحيله اعترف إلى القس بأنه قتل موتسارت.
قال ساليرى، إنه أجبر موتسارت «المريض» على كتابة سيمفونية «القداس الجنائزى»، وطلب منه بضغط المال أن ينتهى منها بسرعة، وكان يعرف أن ذلك سيقضى عليه وقد حدث، لكن ضميره استيقظ فى النهاية فراح يفتح ذراعيه كالمصلوب، ويصيح «المجد للمتوسطين فى الأرض».
لا يمكن لنا مهما حاولنا أن نشرح فيلما عظيما مثل أماديوس هو أكثر من ذلك إنه سيمفونية تستحق أن تخلد فى التاريخ، على كل المستويات، تحمل فى داخلها فنا عظيما يقول لك «افعل شيئا مثل أماديوس ثم ارحل فى عظمة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة