أعلن مشروع كلمة للترجمة، فى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبى، الأحد، عن صدور الترجمة العربية لكتاب "المنطق" للعالم الفرنسى جيل دويك، والذى نقله إلى العربية الدكتور عز الدين الخطابى، وذلك قبل انطلاق فعاليات معرض أبوظبى الدولى للكتاب الذى يقام فى الفترة من 20 أبريل وحتى الأول من مايو 2018.
يتضمن هذا الكتاب قسمين أساسيين: قسم متعلق بطبيعة الاستدلال أكد فيه المؤلف، بلغة بسيطة وواضحة وبعدة أمثلة، على ما يميز الاستدلال عن الملاحظة والحساب. وقد سعى فيه إلى الإجابة على سؤال مركزى وهو: هل يمكن اختزال الاستدلال فى الحساب؟ أما القسم الثانى فيركز فيه على ما يمكن أن ندعوه بحوار المنطق والحساب، حيث اعتبر بأن تطور الاستدلال واكب تطور الرياضيات باعتبارها علماً استنباطياً أى منطقياً.
وبدل اختزال الحساب فى الاستدلال أو العكس، دعا جيل دُويك إلى منح الحساب وضعاً خاصاً فى العلوم لحل بعض المشكلات التى ظلت عالقة على مدى قرون من الزمن، وهو ما تدعَّم بفضل تطور المعلومات فى الوقت الحالى؛ مما يؤكد على التكامل الحاصل بين مجالى المنطق والرياضيات.
ويؤكد المؤلف، بأن التطور الذى عرفه المجالان المذكوران، مع فريج وتشورش وراسل ووايتهيد وتورينغ وغودل، سمح بالتأكيد على أن قوانين الطبيعة فى حاجة دائمة إلى صياغة رياضية، أى إلى براهين واستدلالات متنوعة تتطلب اعتماد الحساب بطبيعة بالحال.
من هنا تبرز قيمة هذا الكتاب الغنى بمعلوماته والدقيق بتحليلاته والمميز بطريقته التعليمية الرائعة التى تسمح بمعرفة أشهر النظريات فى مجالى المنطق والرياضيات دون عناء. وهو يعتبر مدخلاً لغير المهتمين بالمنطق، وطريقة ناجعة لفهم جدواه فى الفكر والحياة، والمتعة الذهنية التى يوفرها.
جيل دويك عالم فرنسى رياضى ومنطقى ومتخصص فى المعلوميات، وهو مدير للأبحاث بالمعهد الوطنى للبحث فى المعلوميات والآليات. درس بمعهد البوليتكنيك بباريس وعمل خبيراً لدى ناسا بالولايات المتحدة. وقد أحرز بحثه الموسوم بـ«تحولات الرياضيات»، الصادر عن منشورات "شجرة التفاح"، على الجائزة الكبرى للفلسفة الممنوحة من طرف الأكاديمية الفرنسية. ومن ضمن أبحاثه العلمية المبسطة نذكر "تفاحتان صغيرتان للمعرفة". كما حصل سنة 2000 على جائزة "دالمبير" للجمعية الرياضية بفرنسا.
أما المترجم دكتور عزالدين الخطابى فهو من مواليد 1952 بمدينة فاس المغربية؛ وهو حائز على الدكتوراه فى الإثنولوجيا من جامعة نيس بفرنسا. يعمل أستاذاً باحثاً بجامعة المولى إسماعيل بمكناس. أصدر العديد من المؤلفات فى مجالات التربية والفلسفة والاجتماع، كما ترجم عدة مؤلفات لمفكرين وفلاسفة غربيين أمثال جاك دريدا وجيل دولوز ويورغن هابرماس وإيمانويل لفيناس. وقد أحرز سنة 2011 جائزة المغرب للكتاب (فرع الترجمة) عن ترجمته لكتاب "الفلسفة السياسية فى القرنين التاسع عشر والعشرين."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة