فى منزل صغير بكوم حمادة بمدينة البحيرة كانت صرخات الأم التى تعبر عن مرحلة المخاض، حيث أسرع بها زوجها لأقرب مستشفى لتلد طفلتيهما، ولكن الدهشة بدأت مع خروج رجل الطفلة أولا قبل رأسها والدهشة ازدادت مع ظهور رأسى التوأم اللتين كانتا ملتصقتان معا، ومع خروج الطفلتين للحياة انتقلت صرخات الأم لابنتيها وتحول ضجيجها لصمت من وقع الصدمة التى لم تتوقعها.
مائة يوم .. المدة التى تم احتجاز "مى" و"منة" فيها داخل حضانة بمستشفى أبو الريش، بسبب ولادة إحداهما بثقب فى القلب ومشكلات فى الرئة، ثم تم إجراء كل التحاليل والأشعة بداية من اليوم الأربعين إلى المائة ولكن بالنهاية لن تجرى المستشفى أى جراحة لفصلهما لصعوبة القيام بذلك ولسوء حالتهما الصحية.
الفتاتان وضعهما يسوء يوما عن الآخر، فلديهما 3 سنوات حاليا، ولا يتمكنان من الحركة أو الأكل أو النوم بشكل طبيعى. وقال إسلام صقر، والد التوأم الملتصق لـ"ليوم السابع": "بناتى لا يتناولان إلا اللبن والزبادى وشوربة الخضار أو الأرز بعد تحويله لسائل فى الخلاط، ثم سحبه بسرنجة كبيرة لكى يتم بلعها دون مضاعفات صحية، والسبب أن وضع الطفلتين الحالى يجعلهما فى حالة نوم على ظهرهما طوال الوقت، ولا يتمكنان من الوقوف أو الجلوس أو المشى، فيتحركان من خلال الزحف فقط على ظهرهما، وعندما تمرض إحداهما لا تتمكن الثانية من النوم بسبب إزعاج الأخرى وحركتها المستمرة.
التوأم الملتصق
رحلة العلاج بدأت من بيت الزكاة
بدأت رحلة والد التوأم الملتصق، الذى خاطب بيت الزكاة، وبالفعل استجابوا له، من خلال التكفل بنفقة علاج التوأم بمستشفى بنها للأطفال، حيث تم وضع الطفلتين تحت الملاحظة الطبية المستمرة فى عناية مركزة من 6 إلى 7 أشهر، ووضعوا للتوأم خطة علاجية بعد إتمام سنة و3 شهور، حيث إنهما بدآ التمكن من عيش حياة أفضل، على الرغم من معاناة مى من تضخم فى صمام القلب، وتناولها لدواء كل 8 ساعات حتى يتحسن وضعها الصحى.
واستمرت خطوات الدعم من جانب بيت الزكاة بحسب رواية الوالد، الذى أكد "بحثنا فى كل مكان على جرّاح يفصل توأم من الرأس فى مصر ولكننا لم نجد أحدا متخصصا فى هذه الجراحات، وتواصلنا مع مركز فى أمريكا قام بعملية فصل أحمد ومحمد توأم ملتصق فى الرأس سابقا، من جانب بيت الزكاة، ولكن هذه المرة اختلفت عن زى قبل، فبعد 6 أشهر من إرسال تحاليل وأشعة مطلوبة رفض المركز استلام الحالة، لأن نسبة نجاحها ضعيف"، وهنا انتهت رحلة التوأم الملتصق مع بيت الزكاة.
التوأم الملتصق
7 أشهر من الرعاية والعلاج الطبيعى بالسعودية
بدأت محطة جديدة فى رحلة التوأم الملتصق، عندما علم الوالد عن مستشفى الحرس الوطنى فى الرياض، وتاريخها فى فصل التوأم الملتصق بالرأس، وهنا يقول: "ذهبت للسفارة السعودية وعملت مناشدة للملك، وجاءت لى الموافقة فى 20 من شهر ديسمبر عام 2016، وكان السفر يوم 5 من شهر يناير عام 2017".
وأضاف الوالد: "أخذونى من البيت إلى المستشفى على نفقتهم الخاصة، وتكفلوا بكل النفقات، وظللت هناك 7 أشهر، تم إجراء فحوصات من جديد للتوأم خلال هذه الفترة، وبعدها أكد الأطباء أن الأوردة الدموية المشتركة بين مى ومنة تجعلهما إما يعيشان معا ملتصقين أو يموتان عند فصلهما، فلم يتمكنوا من أخذ أى قرار، وتواصلوا مع خبير فى نيويورك وافق على إجراء العملية ولكن طلب بسفر الحالة لهناك، حيث الأجهزة الطبية التى لا يمكن نقلها معه للسعودية".
وتعامل مستشفى الحرس الوطنى بكل اهتمام مع حالة الفتاتين من خلال التعامل مع التواء العمود الفقرى، وقدم العلاج الطبيعى حتى يتمكنا من الحركة، وهو الأمر الذى أكد الوالد أنه لم يحدث للفتاتين بعد عودتهما فى شهر يوليو من العام الماضى.
التوأم الملتصق
4 ملايين دولار لإجراء عملية فصل التوأم الملتصق
بارقة أمل جديدة تجددت مع تواصل الخبير الأمريكى بنيويورك مع والد التوأم الملتصق بشكل شخصى بعد العودة من السعودية، مؤكدا أن نسبة نجاح العملية من 60 إلى 70% ولكنه وضع شرطا تعجيزيا بفرض 4 ملايين دولار تكلفة العملية، وأنه إذا تمكن من جمعه سيتمكن من التنسيق فى السفارة.
لم يكن بيد والد التوأم الملتصق حيلة ولا يعلم كيف يدبر كل هذا الملبغ، وهو عامل بالأجر فى إحدى المزارع، لا يتعدى مرتبه الـ1500 جنيه شهريا، لذلك يطالب المسئولين بإنقاذ طفلتيه، خاصة أن حالتهما تسوء، وبدأ إسلام صقر خطوة جديدة حاليا بالتواصل مع المستشفى الجامعى فى المنصورة التى وافقت على إجراء فحوصات جديدة لدراسة الحالة على أمل إنقاذ توأمه الملتصق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة