لم يكن يعلم أن الضعف بالحب له هذا المذاق الرائع الصافى والمرير فى الوقت ذاته، لم يكن يعلم بالمكان ولا الزمان الذى سيتم فيه اختراق قلبه الذى من الصعب أن يتمكن منه أحد ويتربع على عرشه بسهولة، وخاصة بعد أن أغلقه لسنوات عديدة، لم يكن يعلم أنه سيأتى اليوم الذى ينظر فيه إلى عين ملاكه، ويرى فيها عالمه الذى كان يبحث عنه منذ سنوات ليعيش فيه وحيدا، رغم اعتقاده بأنه لن يجد هذا الملاك فى هذه الدنيا.
جاء الوقت الذى يتحدث فيه مع قلبه ويسأله: لماذا يا قلبى؟ لماذا ثرت على الآن، وقد كنت زاهدا عن كل شىء؟، وذلك عندما وجد شبيهه الذى يبحث عنه منذ زمن بعيد، يبحث عنه فى زمن غاب فيه المعنى الحقيقى للحب، فدون موعد مسبق رآها تمر من أمامه كالهوى، وظل طيفها يلاحقه، رأى الذى يبحث عنها منذ زمن بعيد، رأى الخجل والجمال وكل صفات الأنوثة التى نادرا ما تجدها فى هذه الأيام، قرر أن يتبعها حتى لا يمر يوم إلا ويراها ويترقبها من بعيد، ويتساءل أهذا حلم؟ هل هذا الملاك البرىء الخجول والجاد فى شخصيته، المختلف عن كل نساء الأرض والمحتفظ بأنوثته على وجه الأرض؟.
كان الزاهد عن كل شىء يعتقد أن ما يبحث عنه فى هذا الزمن الذى غابت فيه كل ما تحمله الأنوثة من معنى، لن يجده فى هذه الدنيا حتى وجد "ملاكه" أمامه فى هيئة فتاة تجتمع فيها كل صفات الأنوثة، بداية من الخجل ومرورا بالأدب وشخصيتها الهادئة والجذابة وصوتها الملائكى وجمالها الذى لا يوصف، وجدها فى البداية، فاعتقد أنه فى حلم، وعندما أكرم برؤيتها فيما بعد، علم أنها هبة من الله له، فمن هنا تعلق بها ورغب فيها، حين يمتلك الحب جوانح المحب، فإنه لا يزهد بشىء يتعلق بمحبوبه ولو كان أملا غير موصول بوصل، صمت عن كل شىء، إلا فى الحديث مع نفسه عنها وعن عينيها التى حين يراها يقشعر جسده من رؤيتها وبما فيها من جمال، وقبل أن يراها فى يومه يراها فى حلمه، هذا هو شعور الزاهد عندما يشعر بالمذاق الرائع الصافى والمرير فى الوقت ذاته، هذا شعور العقلاء الذين يدركون أهمية تلك المنحة التى منحها الله لهم، وهى منحة إدراكهم للحب الحقيقى.. فكونوا عقلاء وأدركوا المعنى الحقيقى للحب .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة