علم فى المتبلم يصبح ناسى، ورغم تعدد المعانى على اختلاف المعاجم لكلمة "متبلم" أو "بلم" لكن يبقى الأصل فى هذا المثل أنه يقصد به الأغبياء الذين مهما علمت وفهمت فيهم طوال الليل يصبح عليهم النهار وهم على حالهم "أغبياء" لا فائدة فيهم ولا رجاء منهم.
كثير من المسئولين فى الوزارات والمصالح الحكومية ينطبق عليهم لفظ "متبلمين"، مهما علمت فيهم ونصحتهم لا يتذكرون ولا يفهمون ولا يستوعبون، عقولهم متبلمة وكأنها "صبة" مسلح، منذ أربع سنوات نصرخ بالصوت العالى، وتحذر الأجهزة الأمنية وتطالب، خلوا بالكم من الخفافيش الإخوانية الساكنة لمكاتب وجدران الوزارات والمؤسسات الحكومية، لكنهم لا يسمعون، وكأن على أذانهم وقر، يتركون الإخوان يعبثون بينهم وفى مصالح الحكومة كما يشاؤون ويفعلون ما يريدون، إفساد وتشويه وضرب فى ثوابت الدولة وتأجيج غضب المواطنين بتعطيل خدماتهم وتحكيم الروتين القاتل عمدا مع سبق الإصرار.
والغريب عندما تسأل أحد من هؤلاء المسئولين يرد بكل برود، وأنا مالى، والنتيجة كوارث نتعب فى تلافى نتائجها.
هذا الأسبوع وبعد 4 سنوات تذكرت واكتشفت إدارة مدارس 30 يونيو أن مدير إحدى المدارس إخوانى الهوى والانتماء فقرروا إقالته، خير طبعا، أن تأتى متأخرا أفضل من ألا تأتى، لكن السؤال، كانوا فين من 4 سنوات، هل كان المدير على هذا القدر من الذكاء والخبث الذى جعله يخفى انتمائه ويمارس ما يحقق مصالح جماعته فى مدرسته دون أن يكتشفه أحد، أم أنه الصمت المريب الذى نلحظه فى بعض مؤسسات الدولة عن الخلايا الإخوانية المعششة فيها ، ولا يتحدثون عنهم إلا عندما تقع كارثة ، هل هذا المدير هو الوحيد المتبقى من الذيول الإخوانية فى تلك المدارس الإخوانية التى تم التحفظ عليها بعد ثورة 30 يونيو أم أن هناك أخرين غيره فى مدارس أخرى ومؤسسات أخرى ولم يكتشفوا، المؤكد أنه ليس الوحيد، لكنه التكاسل فى حق البلد الذى يحمى خلايا الإرهاب.
بكل صراحة نحتاج "نوبة فوقان" لأن ألاعيب الخلايا النائمة يزيد خطرها وتنتشر سمومها يوم بعد الآخر، وبسبب الصمت عليهم من مسئولى هذه المؤسسات والوزارات تضيع كثير من الإنجازات التى تتحقق فى البلد، تتعطل فى بعض المصالح لأنها وقعت فى يد إخوانى يصمت عنه من حوله بمنطق الزمالة أو الصحوبية أو جيرة العمل، رغم أن المعلوم باليقين عن الإخوانى أنه لا يراعى لا جيرة ولا صحوبية وإنما يراعى فقط أوامر جماعته وتعليمات قيادته وفق مبدأ الطاعة العمياء، ليس مطلوبا بالتأكيد التفتيش فى الضمائر وانما تحرى الدقة فى التعامل والاختيار، فمن العيب أنه بعد مرور خمس سنوات على الثورة التى أطاحت بالجماعة وإراحتنا منهم مازال البعض منا لا يعرفون من هو الإخوانى وماذا يريد ؟.
الأمر يحتاج يقظة دائمة وعين لا تغفل عنهم ، حتى لا نتسبب بسلبيتنا فى إهدار جهد ضخم يبذله رجال الأمن فى حمايتنا من غدر هؤلاء وإرهابهم.
لا نريد نفيهم ولا قطع أرزاقهم رغم أنهم يسعون لقطع رقابنا ، لكن من يظهر منهم لابد من تعامل حاسم معه، لأنه طالما لم يرى الإخوانى المفسد العين الحمراء فلن يتوقف عن جرائمه، "جماعة تخاف ولا تختشى" فلابد أن يروا الخوف وبقوة حتى نحمى بلدنا من جرائمهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة