يحتفل المسلمون فى شهر رجب وتحديدًا فى السابع والعشرين منه بليلة الإسراء والمعراج، وهناك خلافًا بين أن كانت رحلة الإسراء والمعراج فى ليلة السابع والعشرين من رجب.
داعية سلفى: لا دليل على حدوث الإسراء والمعراج فى 27 رجب
الداعية السلفى سامح عبد الحميد، قال إنه لا يوجد دليل على أن الإسراء والمعراج كان فى السابع والعشرين من شهر رجب، مضيفا: "ليس هناك حديث نبوى يُثبت أن الإسراء والمعراج كان فى 27 رجب، ولا يوجد دليل شرعى على تعيينها لا فى رجب ولا غيره، وكل ما ورد فى تعيينها فهو غير ثابت عن النبى صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولا نلتفت إلى ما يرويه القصاص وأصحاب الموالد من تواريخ لا قيمة لها فى الحقيقة، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها ليلة لا غير محددة".
وأضاف عبد الحميد، لـ"اليوم السابع"، أن هناك جمع من العلماء أنكروا تحديد وقوع الإسراء والمعراج فى السابع والعشرين من شهر رجب، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن رجب الحنبلى، والعلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين وغيرهم كثير.
دار الإفتاء: هناك اختلافا فى تعيين ليلة الإسراء والمعراج
دار الإفتاء المصرية أكدت أن هناك اختلافا فى تعيين ليلة الإسراء والمعراج، فقد قال شهاب الدين القسطلانى: " فى المواهب اللدنية بالمنح المحمدية": "ولما كان فى شهر ربيع الأول أسرى بروحه وجسده يقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى فوق سبع سماوات، ورأى ربه بعينى رأسه، وأوحى الله إليه ما أوحى، وفرض عليه الصلوات الخمس، ثم انصرف فى ليلته إلى مكة، فأخبر بذلك، فصدقه الصديق، وكل من أمن بالله، وكذبه الكفار واستوصفوه مسجد بيت المقدس، فمثله الله له، فجعل ينظر إليه ويصفه".. وقال الزهرى: "كان ذلك بعد المبعث بخمس سنين حكاه عنه القاضى عياض"، ورجحه القرطبى والنووى، واحتج: بأنه لا خلاف أن خديجة صلت معه بعد فرض الصلاة، ولا خلاف أنها توفيت قبل الهجرة إما بثلاث أو بخمس، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان ليلة الإسراء.
وتعقب دار الإفتاء: أن موت خديجة بعد البعثة بعشر سنين على الصحيح فى رمضان، وذلك قبل أن تفرض الصلاة. ويؤيده إطلاق حديث عائشة أن خديجة ماتت قبل أن تفرض الصلوات الخمس. ويلزم منه أن يكون موتها قبل الإسراء وهو المعتمد، وأما التردد فى سنة وفاتها فيرده جزم عائشة بأنها ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين قاله الحافظ ابن حجر.
وقيل: قبل الهجرة بسنة. قاله ابن حزم، وادعى فيه الإجماع.
وقيل: قبل الهجرة بسنة وخمسة أشهر، قاله السدى وأخرجه من طريقه الطبرى والبيهقى، فعلى هذا كان فى شوال.
وقيل: كان فى رجب. حكاه ابن عبد البر، وقبله ابن قتيبة، وبه جزم النووى فى الروضة.
وقيل: كان قبل الهجرة بسنة وثلاثة أشهر، فعلى هذا يكون فى ذى الحجة، وبه جزم ابن فارس.
وقيل: قبل الهجرة بثلاث سنين، ذكره ابن الأثير.
وقال الحربى: أنه كان فى سابع عشرى ربيع الآخر، وكذا قال النووى فى فتاويه، لكن قال فى شرح مسلم: فى ربيع الأول.
وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب، واختاره الحافظ عبد الغنى ابن سرور المقدسى.
وقال الشيخ الزرقانى فى "شرحه على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" معلقًا على ذلك: "وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب" وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى، فإن المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف ولم يقم دليل على الترجيح واقترن العمل بأحد القولين أو الاقوال، وتلقى بالقبول فإن ذلك مما يغلب على الظن كونه راجحا.
الداعية أحمد المالكى: ليس المهم اليوم بل الإيمان بها
فيما قال الداعية أحمد المالكى، الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر، إنه لم يثبت شيء فى تعيين السنة أو الشهر الذى أُسرى فيه بالنبى صلى الله عليه وسلم، ولكن أُورِد الأقوال التى وردت فى تاريخ الإسراء: ذكر ابن عساكر فى تاريخه وغيره أحاديث بأن الإسراء كانت فى أوائل البعثة، وأما الإمام ابن اسحاق فذكر أن الرحلة كانت بعد البعثة بنحوٍ من عشر سنين.
وتابع المالكى: وَرَوَى الْبَيْهَقِى مِنْ طَرِيقِ موسى بن عقبة، عَنِ الزهرى أنه قَالَ: أُسَرِى بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ خُرُوجِهِ إلى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ، عَنْ عروة بن الزبير،وَعَلَى قَوْلِ الزُّهْرِى وَعُرْوَةَ يَكُونُ فِى رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
وروى الْحَاكِمِ بسنده عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّى. أنه قَالَ: فُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْخَمْسُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَيْلَةَ أُسَرِى بِهِ، قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِسِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا.فَعَلَى قَوْلِ السُّدِّى إذن يَكُونُ الإِسْرَاءُ فِى شَهْرِ ذِى الْقِعْدَةِ.
وأضاف الباحث الشرعى بمشيخة الأزهر، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "هكذا نجد أن تحديد ليلتها فيه خلاف شديد، كله مبنى على الاجتهاد والرأى، وتحديد ليلة الإسراء والمعراج لا يشغل بالنا ولا نُرتِّب عليه حكم فقهى.وإنما الذى يهمنا أن نعتقد وأن ندين الله تعالى بأن الله تعالى أسرى برسوله محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. بالجسد والروح. ثم عُرِجَ به إلى السماوات العُلا ثم إلى سدرة المنتهى وأراه الله من آياته الكبرى، وكان ذلك كان بالروح والجسد معًا، فى اليقظة لا فى المنام".
محمد الشحات الجندى: السلفيون يشككون فى كل شيء
من جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الاسلامية، إن هذا دأب السلفيين التشكيك فى كل شيء ما يقولونه من عدم وجود دليل على حصوله ليلة السابع والعشرين يخالف ما عليه جمهور الحديث والسيرة أنهم يوجهون رسالة كاذبة أنهم أصحاب المرجعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة