قام علماء معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، بوضع استراتيجية من أجل زيادة مقاومة الإشعاع الفضائى الضار الذى يؤثر على رواد الفضاء. وبحسب وكالة سبوتنيك الإخبارية فأن الاستراتيجية تتضمن عددا من الدراسات لحماية رواد الفضاء من التعرض للإشعاع، بما فى ذلك العلاج الدوائى، والهندسة الوراثية وتكنولوجيا وضع الإسبات.
وأشار التقرير إلى أن الباحثون لاحظوا أن الإشعاع والشيخوخة يضران جسم الإنسان بطريقة مماثلة، وبالتالى فأن طرق مواجهة إحدى هاتين الحالتين يمكن أن تستخدم فى مكافحة الأخرى.
وفى هذا الصدد قال ألكسندر زافورونكوف، الأستاذ المساعد فى معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا، "إن تطوير علوم الفضاء سوف يؤدى إلى إرسال أول رحلات مأهولة إلى المريخ والفضاء البعيد. ولكن من أجل البقاء على قيد الحياة فى ظل ظروف يزداد فيها مستوى الإشعاع الكونى، يحتاج الناس إلى مزيد من تحقيق الاستقرار فى هذه المسألة. وهنا نحن نقدم منهجية شاملة لزيادة مقاومة الإشعاع والتوتر والشيخوخة. وهذه منهجية فعالة ليس فقط فى الفضاء ولكن أيضا على الأرض، خاصة إذا كان الأثر الجانبى هو إطالة عمر الإنسان".
وقد جمع علماء جامعة تومسك الحكومية خلال عام من رصد النفايات الفضائية، نتائج أكثر من عشرة آلاف عملية مراقبة للأجسام بالفضاء فى المدار القريب من الأرض، والهدف من هذه الدراسات يتمثل فى ضمان سلامة الأقمار الاصطناعية لدى تواجدها فى المدارات الأبعد مما عليه الآن المحطة الفضائية الدولية. ولدى توفر ظروف لا تهدد فيها النفايات الفضائية حياة رواد الفضاء، فأن التخطيط طويل الأمد له ما يبرره.
وقال الباحث فى معهد أبحاث الرياضيات التطبيقية والميكانيكا إيفان تشوفاشوف بهذا الشأن "نحن نحاول أن نتنبأ بمسار هذه الأجسام وبالتالى تحديد احتمال اصطدامهم على المدى البعيد، ففى الولايات المتحدة ينفذ العلماء هذه المسألة عبر الإنترنت، إذ أنهم يعيدون حساب احتمال التصادم في كل مرة. أما فى روسيا نتبع أسلوب آخر وهو بناء نماذج رقمية تحدد إمكانية التصادم بنفس الاحتمال ولكن مع عدد قليل من المراقبات".
ويقوم الباحثون فى جامعة قازان الفيدرالية بتصميم شبكة عالية الدقة من أجل الملاحة الفضائية داخل منظومة جلوناس. إن أحد مجالات العمل ذات الأولوية فى جامعة قازان الفيدرالية هو تطبيق نتائج الأنشطة الفضائية فى الخرائط والبيئة وإدارة تطوير الأراضى والجيوديسيا والتكنولوجيا الفضائية.
ويشير التقرير إلى أن الهدف الرئيسى أمام رواد الفضاء الروس هو القم، إذ أن مؤسسة "روس كوسموس" تخطط لإيصال أول منارة إلى القمر من أجل تطوير نظام الملاحة الروسى فى 2019، حيث تم تصميم هذه المنارة بمشاركة الباحثين فى جامعة قازان الفيدرالية، بالإضافة إلى عدد من ممثلى الجامعات المشاركين فى مشروع "5-100" والمتحدين فى نادى مستشفى الفضاء.
يذكر أن فى 12 إبريل 1962 قام رائد الفضاء السوفيتى يورى جاجارين بأول رحلة فضائية ناجحة حول مدار الأرض فى تاريخ البشرية. وإحياء لذكرى هذا الحدث التاريخى خصصت الأمم المتحدة يوما احتفاليا لخروج الإنسان إلى الفضاء. وتقوم العلوم الفضائية المعاصرة ليس فقط على حل المسائل العلمية الخاصة باستكشاف المدار الفضائى القريب والبعيد من الكرة الأرضية، بل وتوفر أيضا العديد من احتياجات الإنسان على الأرض بدءاً من الملاحة الجوية وتنبؤات الطقس وصولا إلى الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والأرصاد الجوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة