فرق كبير بين التطوير والتدمير، فالتطوير يعنى أن أدرس نقاط قوتى وأرصد نقاط ضعفى، ثم أبدأ فى تدعيم نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف، لكن للأسف هذا المفهوم لا يصل إلى إدراك الكثيرين من المسؤولين، فالبعض يدمر من حيث يريد أن يطور، ويقضى على هوية المشروع المراد تطويره، وهو يظن أنه يحسن فعلًا، وهذا ما أظن أنه حدث فى إذاعة الأغانى التى كنت أدمن الاستماع إليها حتى وقت قريب، لكن للأسف يبدو أن هناك يدًا عبثت بتلك الإذاعة التى سدت فراغًا كبيرًا فى برنامجنا الموسيقى اليومى، فأدخل إليها ما لا يجوز أن يدخل، وأخرج منها ما لا يجوز أن يخرج.
كفى بى ألمًا أن أنتظر سماع أم كلثوم، أمس الأول، عبر هذه الإذاعة التى كانت «محترمة» تخدم عشاق الطرب الشرقى، فأصيب بسماع «حسام حبيب» وفى الحقيقية أنا لم أستمع إلى هذا المؤدى من قبل، لكنى بحثت على جوجل باسم الأغنية التى كان يؤديها فوجدتها باسم «حسام حبيب» وكنت قد قرأت قبلها عن زواجه من المطربة الشهيرة شيرين عبد الوهاب، وقرأت أيضًا أنه فى اليوم التالى ذهب لإحياء حفلة فى مدينة ساحلية، لكنى فى الحقيقة لم أتوقع أن يتمتع حسام حبيب بكل هذا النشاز فى صوته، وكل هذا النشاز فى صوت الكورس الذى يردد وراؤه، وهنا تذكرت بيت شعر الراحل العظيم محمود درويش وهو يقول «يريد هوية فيصاب بالبركان»، وأنا أردت أم كلثوم فأصبت بحسام حبيب.
فين فين فين فين، فين السقفة، فين الرقصة، فين فين فين فين، تلك الكلمات تقريبًا هى نصف حفلة الأستاذ الأخ «تامر»، وفى الحقيقة أنا لا ألوم عليه ولا ألوم على جمهوره، فالسماع أذواق، والموهبة هبة من الله، لكنى ألوم كل اللوم على القائمين على إذاعة الأغانى الذين يسعون الآن جاهدين لتدمير هذه الإذاعة التى كانت الرفيق الأمثل لكل رحلاتى بالسيارة، فتلك إذاعة اكتسبت سمعتها وجذبت جمهورها لأنها تقدم طربًا شرقيًا أصيلًا، ثم وفى ضربة واحدة أصبحت لا تقدم إلا كل سخيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة