- جزء من الشعب التونسى مازال مخدوعا بخطاب الحركة «المدنى».. والنهضة لم تنزع عباءة الإخوان المسلمين.. وبعض قياداتها مازالوا على رأس التنظيم الدولى
- الغنوشى نزع عباءة الدين وارتدى «البنطلون» و«الكرافتة» طمعا فى حكم تونس
أكد المتحدث الرسمى المتحدث الرسمى باسم حزب الرئيس التونسى – نداء تونس – منجى الحرباوى، أن الحزب هو المنافس الأول لحركة النهضة فى الانتخابات البلدية، مضيفًا أن الحركة الإخوانية تتبنى خطابًا مدنيًا مخالفًا لواقعها الأيديولوجى فى محاولة لخداع الناخبين، كما تحاول التستر خلف المستقلين لجذب فئة جديدة من المصوتين.
كيف بدأ حزب نداء تونس استعداداته للانتخابات البلدية التى ستجرى فى 6 مايو المقبل؟
- نحن فى حركة نداء تونس على أهبة الاستعداد لخوض أول استحقاق تاريخى بعد الثورة التونسية لانتخابات البلدية، على اعتبار الديمقراطية التشاركية وعلى كون اعتبار الحكم المحلى أساسًا لتسيير الولايات، وهذا ما أقره دستور البلاد، الذى تمت صياغته فى يناير 2014، حيث أقر سلطة جهوية محلية فى كل تراب الجمهورية.لماذا وصفت تلك الانتخابات باستحقاق تاريخى رغم أن تونس مرت بأكثر من انتخابات برلمانية منذ ثورة الياسمين؟
- الانتخابات البلدية المقبلة تكمن أهميتها فى أن الدستور التونسى منح السلطة المحلية كامل الصلاحيات لتسيير البلديات – فى إطار الحكم اللامركزى-، فهناك معطى دستورى يعنى بالحكم المحلى، ونص على تقسيم كامل التراب التونسى إلى بلديات، حيث لم يعد لدينا تقسيم ريفى وحضرى، ومن هنا تكمن الأهمية، حيث أعطى دستور الجمهورية الثانية 2014 الحكم فى هذه المناطق إلى السلطة المحلية بالتنسيق مع السلطة المركزية، وأصبحت السلطة المحلية لها الحق فى تسيير الجهة البلدية ولها الحق فى تحديد أولويات التنمية بها ولها الحق فى الحكم والتسيير الذاتى بالتنسيق مع السلطة المركزية.
لماذا أشرت إلى أن تلك الانتخابات قد تمثل خطرا على مستقبل تونس؟
- يكمن الخطر فى تلك الانتخابات فى إمكانية أن تصعد من خلالها قوى الرجعية والردة وقوى التطرف، والتى تتبنى الدين كمعطى أساسى لها، وهذا يشكل خطرا على إدارة البلاد فى ظل الحكم الذاتى للمحليات، على اعتبار أن هذه الفئات لا يمكن أن نثق بها أن تكون يومًا ما ديمقراطية.هل تقصد حركة النهضة الإسلامية؟
- بالأساس طبعا حركة النهضة.هل ترون فى النهضة المنافس الأول لكم فى تلك الانتخابات؟
- بالطبع.. التنافس الحقيقى بين القوى السياسية التونسية فى تلك الانتخابات بين حزبنا نداء تونس وحركة النهضة، فهناك 350 بلدية بكامل تراب الجمهورية، ونحن والنهضة سنخوض تلك الانتخابات عبر 350 قائمة، وبالتالى غطينا نحن كامل التراب، وكذلك النهضة لذا فإن التنافس الحقيقى سيكون بين النداء والنهضة، والذى نراه تنافسا بين الراديكالية وبين الحداثة والديمقراطية والوسطية المعتدلة.وإذا كنتم ترون فى النهضة خطرا فما خطة نداء تونس لتوعية الشعب التونسى قبل الانتخابات؟
- هذا هو ما نقوم به فى الحملة الانتخابية والتى سيكون فيها اتصال مباشر مع المواطن ومع قواعد الحزب فى كامل الولايات، وبدأنا التحرك بأقصى سرعة للوصول إلى قلوب الناس وأذهانهم ليعوا أن هذا الاستحقاق الذى بقدر ما يشكل أهمية كبرى ومستقبل للبلاد بقدر ما يشكل خطرا كبيرا إذا انحرف هذا المسار إلى ما لا يحمد عقباه، لافتا إلى التحرك يتم على ثلاثة مستويات، على مستوى المكتب التنفيذى للحزب وعلى مستوى الكتلة النيابية أيضًا، وكذلك على مستوى أعضاء الحكومة والوزراء، حتى نُشعر الناس بأن هذا الاستحقاق ضرورى أن تفوز فيه القوى الوسطية المعتدلة.ولكن كيف ترى محاولة النهضة الظهور بصورة مدنية مع ترشيحها يهوديا على إحدى القوائم، وكذلك منح أكثر من 50% من قوائمها للمستقلين؟
- ذكرت حركة النهضة فى عديد المرات أنها ستدعم وترشح المستقلين بل واستقطبت بعضهم لتضعهم على رأس قوائمها، ونحن نرى فى هذا الخطر الأكبر، حيث إن هذه الكيانات المستقلة التى تحمل أفكارًا مشتتة وتحمل أمراضًا وعقدًا نفسية فردية وجماعية ولها تحالفات سرية مع حركة النهضة، غايتها الأولى تشتيت الاصوات وضرب وحدة الصف الوطنى للقوى الوسطية الديمقراطية التونسية والسيطرة والاستفراد بالحكم بالجهات، وتمرير مخطط الدولة الإخوانية المتطرفة.
هل ترى أن حركة النهضة بالفعل فى طريقها لتكون حركة مدنية كما تدعى؟
- ثمة محاولات من داخل حركة النهضة حتى تكون حركة مدنية، لكن الصورة العامة وكل ما يمكن أن نستنتجه من بعض تصرفات القيادات فى حركة النهضة يدل على أن هذه الحركة لم تتغير بعد، ومازالت تحتاج مزيدا من الوقت حتى تتغير وتتأقلم مع المعطيات الوطنية التونسية، هذه الحركة مازالت تعتبر أن الدين هو أساس الحكم لديها وأساس مرجعيتها كمعطى سياسى واجتماعى، هذا ومازال بعض القيادات يدعو إلى ذلك، ونحن نعتبر أن الحركة لم تتطور ولم تتغير بعدمعنى ذلك أن قرارها فى المؤتمر العاشر بفصل الدعوى عن السياسة غير حقيقى؟
- نعم.. يبقى مجرد حديث وربما رؤية ستبقى حبرا على ورق ولكن فى الحقيقة والواقع مازالت الحركة بعيدة جدا عن هذا التصور.
هل انخدع الشعب التونسى بالخطاب المدنى الذى قدمه رئيس الحركة راشد الغنوشى؟
- جزء من الشعب التونسى للأسف مازال منخدعا بخطاب الغنوشى، ومازال يتصور أن حركة النهضة قادرة على التغيير.هل تعتقد أن حركة النهضة لها ارتباطات بالإسلام السياسى فى المنطقة أم انفصلت بعد الأزمات المتلاحقة؟
- مازالت بالطبع فى ارتباطها بقوى الإسلام السياسى، فالأحداث اليومية تؤكد ذلك وكان آخرها ما تم مؤخرا من قبل كتلة النهضة البرلمانية فى جلسة عامة لتجديد منح الثقة لرئيسة هيئة الحقيقة والكرامة سهام بن سدرين، تلك المرأة التى عليها علامات استفهام كثيرة بعلاقاتها الخارجية المشبوهة، والتى كان لها دور مشبوه فى حرب العراق، حيث دافع نواب النهضة بشدة عن بن سدرين وصدر عنهم الخطاب الحقيقى الكامن داخل الحركة، فى تصعيد غير مسبوق انكشفت من خلاله الصورة الحقيقة التى عليها حركة النهضة، وكشف انحيازها التام للقوى الخارجية التى ترتبط بها من أمثال سهام بن سدرين، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن هناك استراتيجية وتحالفًا مع القوى الخارجية للخروج عن الصف الوطنى التونسى.وماذا عن علاقتها بالتنظيم الدولى للإخوان؟
- النهضة حتى الآن لم تنزع حلة الإخوان المسلمين باعتبار أن بعض القيادات لحركة النهضة مازالوا على رأس هذه التنظيم وهم من القيادات فى الصف الأول لهذا التنظيم.لكنكم فى فترة من الفترات تحالفتم مع حركة النهضة وكان هناك توافق بين الرئيس السبسى والغنوشى؟
- لم يكن هناك توافق بقدر ما كان هناك تعايش من أجل تسيير الحكم ومن أجل المصلحة العامة الوطنية، وكان التوافق قائمًا على مبدأ استمرار الدولة ومرافقها العامة، فالقانون الذى خضنا به الانتخابات البرلمانية وقتها لا يسمح بصعود أغلبية قادرة على أن تحكم وتقود البلاد منفردة، لذلك كانت رؤية رئيس الجمهورية هو إدماج هذه الحركة ضمن القيادات الوطنية وضمن الإطار الوطنى حتى تتغير وتتطور، لكن إلى الآن لم يحدث هذا، وهذا معناه أنها أخذت فرصة للاندماج الوطنى ثمينة جدا لتغير من نفسها لكنها أضاعتها.هل تخطط النهضة للقفز من جديد على حكم تونس؟
- أكيد.. هذه الحركة الإخوانية ليس لديها نية فى أن تسلم الحكم بسهولة وتخرج من إطار السلطة، وكل اجتهاداتها وأعمالها تدل على أنها تحاول تأبيد وجودها فى الحكم وتحاول أن تكون حاضرة فى كل الوقت وكل زمان ومكان.هل ترى أن الغنوشى طامع فى قيادة تونس؟
- الغنوشى يعتبر نفسه القادر على قيادة البلاد وعلى أن يكون رئيس جمهورية، وهذا نلمسه حتى من المظهر الخارجى الذى أصبح عليه الآن، فخلال العامين الماضيين نزع الغنوشى جبة الدين ولبس «البنطلون» و«الكرافتة الحمرا» ليصدر صورة جديدة عنه مدنية.فى ظل هذا التحدى مع الإخوان ماتوقعاتكم لنتائج الانتخابات؟
- نحن نعمل من أجل كسب الانتخابات وكسب الأغلبية القصوى فى الدوائر البلدية، 350 دائرة، وهذا معناها أن ننتصر ونكون الأوائل فى كل دوائرنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة