خلال البحث عن اسم "عدنان أوكطار" على الشبكة العنكوبتية ينتابك إحساس واحد، أن هناك خطأ ما فى المعلومات، أو أن الشخص الذى تبحث عنه يستحيل أن يكون هو ذاته المقدم على هذا النحو الغريب أو أنه مجذوب على أقل تقدير، فويكيبيديا مثلاً عرفت "عدنان أوكطار" الملقب باسم "هارون يحيى" أو "السيد المحترم" بالكاتب والباحث التركى المسلم، المولود فى أنقرة عام 1956 إضافة إلى تنويهها بأبحاثه فى الفلسفة المادية والأيديولوجية السائدة، كما عرفته بأن له مؤسسة فى البحث العلمى فى تركيا، وأكثر من مائة كتاب تدور حول قيم وأخلاقيات القرآن وحول مواضيع إيمانية عديدة ومختلفة كما ترجمت هذه الكتب إلى العديد من اللغات العالمية، لم تذكر سوى 12 منها.
كما حاولت "الجزيرة" القطرية زج منهجه على الجمهور العربى فى حوار مدبلج للعربية نشر عام 2013 على النحو ذاته: بأنه يهدف إلى إيصال القرآن الكريم إلى كل الناس، وأنه بدأ صراعه الفكرى عام 1997 وهو طالب بكلية الفنون الجميلة، محاجًا الداروينية وكشف زيف نظرية التطور، كما ركز على موضوعى الماسونية والصهيونية وأثارهما السلبية على التاريخ الإنسانى والتاريخ.
ودخل الموقع "إسلام ويب" ربما عن جهل أو سوء قصد ورد على أحد أسئلة رواد الموقع قائلا: "فأما عن هارون يحيى، فإن هذا الاسم ليس اسمه الحقيقى لكنه اسمه المستعار الذى يضعه على مؤلفاته، واسمه الحقيقى (عدنان أُوكطار)، وقد ولد فى أنقرة إحدى كبريات المدن التركية سنة 1956م، وقد رأى وعانى من الإلحاديين الماديين الذين يُنكرون وجود الخالق جل وعلا بانتشار الإلحاد واللادينية والتى تسمى زورًا وبهتانًا بـ"العلمانية" وإنما حقيقتها اللادينية؛ وإنما وضع لها هذا الاسم لأجل أن تروج على الناس ولكى لا يقع النفور منها، وهكذا شأن من يلبس على الناس الأمور ويقلب الحقائق، فيسمى الإلحاد علمانية لأجل أن يكون لها اسمًا مقبولاً بين الناس ولا ينفر منها، فبدأ نظامًا قويًّا لمواجهة هذا الإلحاد وجعل همه محصورًا فى أمر إثبات وجود الخالق جل وعلا، وبذل فى ذلك وسعه من جهة الأدلة المادية خصوصًا ومن جهة الأدلة القرآنية كذلك، ونصب جُل جهوده على إبطال النظرية الدارونية وهى نظرية النشوء والارتقاء التى تقوم على أساس نفى وجود الخالق الجليل جل جلاله وأن الحياة مادة ولا إله.. فنصب معظم جهده على إثبات وجود الخالق جل وعلا وإثبات ذلك بالأدلة المادية القائمة على الأسس النظرية العلمية المسلّم بها فى الأوساط العلمية، واستند فى مواضع إلى كتاب الله جل وعلا، وأفرد لذلك كتابًا خاصًا فى الإعجاز القرآنى.
ويرفض "إسلام ويب" جزءًا صغيرًا من منهج عدنان أوكطار فيما يخص موقفه من الأديان إذ تضيف كتب هارون يحيى التى تقوم على إثبات وجود الخالق وإبطال النظرية الدارونية هى يمكن أن يستفاد منها فى هذا الباب، وأما كلامه فى جعل الكفر مخصوصًا بأهل الإلحاد ونفى وجود الخالق وكذلك دعوته إلى الإيمان المشترك بين اليهود والنصارى على إثبات وجود الخالق دون أن يكون دين الإسلام هو الدين الحق وما سواه هو الدين الباطل، فإن هذا من أعظم الباطل ومن أعظم الضلال".
"لم يحظ بأى مصداقية من المؤسسات العلمية"
يأتى ذلك فى الوقت الذى انتهبت مبكرًا، قناة "كن مثقفا" على اليوتيوب بالدور الخطير الذى يقوم به هارون يحيى، فنشرت فيديو تعريفى بالرجل قالت فيه: " بالخمر والنساء يحارب الداروينية والإلحاد، إنه الداعية الإسلامى التركى هارون يحيى.. لطلما أثار الجدل اسمه الحقيقى عدنان اوكتار، مقدم برامج وضيف دائم على قناته A9tv.
وأشارت القناة إلى أنه دائمًا ما يظهر مع فتيات مثيرات فى برنامجه، مفيدة أنهن من تلميذاته، واللائى خضعن إلى عمليات تجميل قبل الظهور معه، وبعد الانتهاء من عظته يهيم بالرقص معهن.
وتضيف قناه كون مثقفًا: "يعتبر يحيى نفسه أبرز المدافعين عن نظرية الخلق فى مقابل التطور، لكنه لم يحظ بأى مصداقية من جانب المؤسسات الأكاديمية، بل يشك كثيرون فى قدراته العقلية، فزعم حصوله على شهادة الفلسفة من جامعة المعمار "سنان" بأسطنبول فى عام 1979.
وكشفت القناة إنه سجن 19 شهرًا قضى منهم 10 فى مصحة نفسية وذلك بعد دعوته لثورة دينية فى تركيا عام 1981، وعاد أوكتار إلى السجن فى عام فى عام 1991 بعد تعاطيه الكوكايين، لكنه صدر حكم ببراءته بعدما أدعى أنه يتم ابتزازه كى يوقف نشاطته الفكرى.
وأكدت القناة إلى أن صيت أوكتار وصل إلى الرئيس التركى رجب طيب أوردغان بعدما طالب مواطنون بوقف قناته إلا أن القناة استمرت فى عملها حتى اليوم.
"يحذير المفكر الإسلامى عدنان إبراهيم"
وعن منهجه العلمى يقول المفكر الإسلامى عدنان إبراهيم: ستيفن هوكينج فى الفصول الأخيرة من كتابه التصميم العظيم، هذا الفصل بمجرد قراءته تفعل ما يفعله هارون يحيى، كل ما أقرأ شىء وأجد أن مصدر هارون يحيى، اقتباس من عالم فيزيائى كبير يؤكد الإيمان، أرجع إلى العالم واشترى كتابه لقراءته فأجد أن العالم ملحد ولا يؤمن بما يقوله هارون يحيى.. هارون يحيى يجتزئ كلامه.. أستاذ فى هذا، أقول هذا على منبرى وأجرى على الله.
ويضيف عدنان: "لسنا بحاجة لأن نكذب عن العلماء والكتب علشان ندافع عن الله وديننا، لا تفعلوا هذا احذركم تمامًا.. أن تفعلوا ما يفعل هارون يحيى وبئس ما فعل يقتبس كلامًا من علماء ملاحدة، أو لا قدريين ويُفهمك أن العالم مؤمن جدًا وعميق الإيمان، تروح إلى أصل الكتاب تجد العكس تمامًا، والذى فعله فقط أنه اجتزئ، هارون يحيى كتبه متخصصة فى ذلك شىء سىء جدًا ولا أدرى ما وراء هذا الشىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة