سأروى لك قصة واقعية: صديق لى كان ذاهبًا إلى بيته بعد نهاية يوم عمل شاق، فقادته رحلته اليومية إلى ميدان رمسيس، حيث يستقل توصيلة ضمن مسيرة العذاب اليومى، وفى الميدان طلب منه رجل عجوز تبدو على ملامحه الطيبة والضعف، أن يساعده على عبور الطريق، ففعل بمنتهى الشهامة وحسن النية، وشكره العجوز على المساعدة ثم تفرق الرجلان، وفجأة اكتشف صديقى ضياع حافظة نقوده وفيها كل راتب الشهر.. ربما ستعتبر هذا الصديق «على نياته» لدرجة الغفلة، لكنك تعرف مالا تريد الاعتراف به.. تعرف أن فعل الخير فى بلد يغرق بالفهلوة هو عين الخطر، لا نحتاج هنا لمتخصص فى علم الاجتماع ليشرح لنا ماذا حدث للمصريين، لأن الفطرة الشعبية حذرتنا من «ولاد الحرام» الذى جعلوا أولاد الحلال يتفرجون على الملهوف دون أن يغيثوه خوفًا من التعرض للاستغفال أو المساءلة القانونية، وأن تكون نذلًا أفضل من أن تكون ضحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة