"لدى جونى آيف سلطة عملياتية أكثر من أى شخص آخر فى أبل ما عداى. ليس هناك من يمكنه أن يقول له ما الذى يفعله، أو أن يكف عنه. تلك هى الطريقة التى رتبت بها الأمور".. هكذا قال ستيف جوبز (24 فبراير 1955 - 5 أكتوبر 2011)، المؤسس الشريك والمدير التنفيذى السابق ثم رئيس مجلس إدارة شركة أبل، والتى يمر اليوم الذكرى الـ42 على تأسيسها.
لا يخفى على كثيرين من متابعى أبل، خاصة من شاهدوا الأفلام التى تناولت قصة حياة ستيف جوبز، لكن ما نعلمه جيدًا، هو أن الكواليس مليئة بالتفاصيل التى لا تعد ولا تحصى، وأن الأفلام على عكس الكتب، تختصر الكثير والكثير، فيما تعطى الكتب الحق لمن يعملون خلف الكواليس.
وفى كتاب "جونى آيف.. العبقرى وراء أعظم منتجات أبل" الصادر فى نسخته العربية عن دار الكرمة للنشر، فى القاهرة، يستعرض لياندر كينى، المؤلف الأكثر مبيعا لكتاب "داخل مخ ستيف" صورة مفصلة لطالب مدرسة الفنون الإنجليزى الذى عانى من عسر القراءة وأصبح مصمم التكنولوجيا الأشهر فى جيله.
وفى كتاب شيق ملىء بأدق التفاصيل، والمراحل الأكثر خطورة فى حياة أبل، نعرف من خلال المقابلات التى أجراها لياندر كينى مع زملاء جونى آيف السابقين والعالمين ببواطن الأمور فى أبل.
يعرفنا لياندر كينى على ظروف طفولة جونى آيف ويصفها بأنها كانت مريحة لكنها كانت متواضعة، التحق بمدرسة تشينجفورد الحكومية، التى أصبحت فيما بعد المدرسة الأم لنجم كرة القدم الشهير ديفيد بيكهام، الذى التحق بالمدرسة بعد جونى بثمانى سنوات.
يشير لياندر كينى إلى جونى آيف عندما كان فى المدرسة شخص على أنه يعانى من عسر القراءة، وهى نفس الحالة التى اشترك معه فيها وهو ستيف جوبز.
وأبدى جونى آيف فى صغره حب استطلاع للطرق التى تعمل بها الأشياء، وأصبح مفتونًا بكيفية تجميع الأشياء مع بعضها البعض، وكان يفكك بعناية أجهزة الراديو والمسجلات، وكانت تثير اهتمامه الطريقة التى جرى بها تجميعها وكيفية توافق أجزائها مع بعضها.
ويعود الفضل – كما يخبرنا لياندر كينى – فى تغذية حب جونى آيف فى التصميم والتفكيك إلى والده "مايك"، فقد كان "مايك" من بين المعلمين المميزين الذين انتقتهم وزارة التعليم وأعطتهم لقب مفتش جلالة الملكة، فتولى مسؤولية مراقبة جودة التعليم فى مدارس المنطقة.
العديد من التفاصيل التى يصعب إيجازها يذكرها لياندر كينى فى كتابه "جونى آيف.. العبقرى وراء أعظم منتجات آبل"، والتى تأخذنا فى رحلة مليئة بالتشويق بداية من الطفولة وحتى العالمية المبكرة التى وصل إليها "جونى".
ففى سبتمبر 1992، وجونى آيف فى السابعة والعشرين من عمره، قبل وظيفة بدوام كامل فى "أبل"، وبعدها، أى بمرور خمس سنوات، وتحديدا فى عام 1997 اكتشف ستيف جوبز مصممًا بريطانيًا أشعث يكدح فى مقر أبل الرئيسى، تحيط به مئات الرسوم والنماذج الأولية.
تعاون جونى آيف مع ستيف جوبز أسفر عن بعض أشهر منتجات التكنولوجيا وأكثرها تميزًا فى العالم، مثل "الآيماك" و"الآيبود" و"الآيباد"، و"الآيفون". لقد ساعد عمل جونى آيف فى معالجة انهيار "أبل" الطويل، وقلب صناعات بكاملها رأسًا على عقب، وصنع عشرات الملايين من المعجبين، ومع ذلك، فالمعروف قليل عن هذا الشخص الخجول، رقيق الكلام، العبقرى، الذى وصفه ستيف جوبز بأنه "شريكه الروحى".
فى يوليو 2004 أجرى جونى آيف عملية جراحية لإصابته بورم فى البنكرياس. وبينما كان يتعافى من جولته الأولى مع السرطان، طلب رؤية شخصين، أحدهما كان زوجته لورين باول جوبز، والآخر جونى آيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة