وائل السمرى

فكرة «22» لوزيرة الثقافة

الثلاثاء، 06 مارس 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى اعتقادى أنه إذا ما شرعت وزارة الثقافة فى تبنى ما اقترحته هنا فى هذه السلسلة من تحويل آلاف البيوت والقصور والفيلات الأثرية إلى مشروعات تنموية ثقافية اقتصادية، فإنها بذلك ستحدث نهضة ثقافية مهولة، ولك أن تتخيل أن مصر طوال العقود الماضية لم يكن بها سوى 550 قصر ثقافة فحسب، فما بالك إذا ما أضيف إلى هذه «المئات» بضعة «آلاف» من المنشآت التى ترعى الثقافة وتغرس بذور الانتماء وتبنى الأجيال الواعية القادرة على إدراك تحدياتها.
 
الفكرة السابقة من وجهة نظرى كفيلة بإحداث انتعاشة غير مسبوقة فى تاريخ وزارة الثقافة على مستوى البنية الأساسية، أما على مستوى المحتوى فهو أمر خاضع لسياسة الوزارة وإمكانياتها وأحلامها، لكن هذا كله يأتى فى إطار الجزء المعمور من أرض مصر، فماذا عن المدن الجديدة والمجتمعات الحديثة التى بدأت فى الظهور؟ المتدينون يتكفلون ببناء المساجد والتبرع لها بجانب ما تقدمه وزارة الأوقاف، وأهل الخير يتكفلون ببناء المستشفيات بجانب ما تقدمه وزارة الصحة؟ وبالطبع تقوم المدارس الخاصة بجانب المدارس الحكومية بتقديم خدمة التعليم؟ فمن يتكفل بتقديم الثقافة؟ وما الذى نقدمه من أجل عقل المصرى؟
 
تلك مشكلة تعانى منها المدن الجديدة، أما المشكلة الأكبر فهى أن تلك المدن تنشأ فى الأساس بلا هوية تربطها بتاريخنا أو فننا أو تطلعاتنا الحضارية، فامتد القبح المعمارى إلى هذه المدن وهى مازالت فى طور الإنشاء، ولهذا أقترح هذا الاقتراح الذى يعمم الفائدة على الجانبين العمرانى والثقافى فى ذات الوقت، بأن تشارك وزارة الثقافة فى تأسيس المدن الجديدة منذ البداية، وأن تتبادل التعاون مع وزارة الإسكان أو التنمية المحلية أو أية جهة رسمية أخرى تتولى بناء هذه المدن، بأن تقدم الرسوم التخطيطية والخريطة التجميلية والأعمال الفنية المناسبة لهذه المدن مقابل منحها عدة مبان لتقديم الخدمة الثقافية المطلوبة، وبهذا تتحول تلك المدن الصبية إلى مزارات سياحية وثقافية، تزرع فى قلوب قاطنيها حب الوطن والحق والخير والتسامح، لا حب الذات والنفور من أبناء البلد الواحد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة