فى أحد البرامج التليفزيونية القديمة كانت النجمة الشابة وقتها، ميرفت أمين تقوم بدور المذيعة، وكان عليها أن تذهب لزيارة فنان فى بيته، وقد وقع الاختيار على النجم الكبير رشدى أباظة وزوجته الفنانة سامية جمال، فى البداية التقت ميرفت وسامية وتحدثتا بعض الوقت ثم اقتحمتا غرفة رشدى الذى كان يمسك فى يده بندقية صيد أفزعت ميرفت أمين، فحاولت الاختباء، وأطلق رشدى ضحكة عالية صاخبة واكتفت سامية بابتسامة لا تنفى انزعاجها.
لم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى أزعج فيها رشدى أباظة سامية جمال، فقد فعل ذلك عندما تزوج من الفنانة صباح فى بيروت، وبدت حينها سامية امرأة عاقلة تنتظر زوجها فى المطار وتعود معه إلى البيت، لكن قلبها كان بالطبع مشتعلا بالغضب.
ما السحر الذى امتلكته زينب خليل إبراهيم محفوظ، الشهيرة بـ«سامية جمال»، ليجعلها نجمة كبيرة؟ كانت مجرد فتاة يتيمة، من مواليد 5 مارس 1924 فى محافظة بنى سويف، وتقول الكتب التى تؤرخ لها إنها عملت خياطة وعاملة فى مصنع وممرضة، قبل أن تصبح راقصة فى فرقة بديعة مصابنى، وتقع بعد ذلك فى حب فريد الأطرش وتتزوج من أمريكى، متعهد حفلات يدعى عبدالله كينج، وتتزوج، بعد ذلك، من نجم مصر الأشهر رشدى أباظة لمدة 18 عاما ثم ينحسر كل شىء سوى جمال روحها الذى لا يشوبه شىء.
ما الذى يعجبنى فى سامية جمال لدرجة تتبع أفلامها بشغف، منذ طفولتى؟ هل لأنها الراقصة الأكثر انسجاما مع الموسيقى، أم لكونها الأجمل بين جيلها بسمارها الخاص أم لشقاوة روحها التى لا تخطئها العين؟
صنعت سامية جمال، فى عالم الفن، شيئا مختلفا خاصا بها، كانت تعرف أنها ليس بها قوة تحية كاريوكا ولا جبروتها، وليس بها ابتذال الأخريات، كانت دائما فى حاجة إلى المشاهد، ترسل ابتسامة وتنتظر منهم استحسان ما تفعل، وهو كان يعرف أنها الأجمل والأكثر تأثيرا.
والذى أقصده بالأكثر تأثيرا أن علاقة المشاهد بها لا ترتبط فقط بمدة بقائها على الشاشة، بل تتجاوز ذلك إلى الحياة، وفى ظنى أن سامية جمال كانت فتاة أحلام أجيال عاشت فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضى.
وعندما أقرأ أن سامية جمال عادت فى منتصف الثمانينيات للرقص مرة أخرى، أحزن لأجلها، وأسأل ما الذى دفعها لذلك، وأكتشف أن جزءا من حبى لها كان «حزنها» الدائم الذى صاحبها طوال حياتها فى صمت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة