ينمو الطلب العالمى على صناعة الأسمدة، بشكل كبير مما يفتح المجال للشركات المصرية للاستحواذ على حصة سوقية مناسبة.
ومع نمو الطلب العالمى تواصل شركات الأسمدة التابعة لقطاع الأعمال العام الخسائر، مما يضع العديد من علامات الاستفهام حول إدارة الشركتين، وهما الدلتا للأسمدة سماد طلخا والنصر للأسمدة بالسويس بلغت خسائر الشركتين فى العام المالى الماضى نحو 868 مليون جنيه تتحمل جزء منها إدارة الشركتين من جانب وأسباب أخرى لنزيف الخسائر من جانب أخر،فى الوقت الذى تربح فيه شركة عامة أخرى هى شركة أبو قير للأسمدة.
أهمية صناعة الأسمدة
يقول سعد أبو المعاطى، رئيس الاتحاد العربى السابق للأسمدة، رئيس شركة أبو قير إن سياسةَ صناعة الأسمدة فى مصر تعتمد بالأساس على تعظيم القيمة المضافة والمردود الاقتصادى للخامات الأساسية: (الغاز الطبيعى والفوسفات) وفق الاحتياجات المتاحة والخبرات المتراكمة والعمالة المدربة، واستمرار التواجد بالأسواق العالمية وفق خطط تصديرية واضحة للمساهمة فى حركة تجارة الأسمدة.
ويضيف لـ"اليوم السابع" أن صناعة الأسمدة النيتروجينية حققت فى مصر طفرة نوعية فى مجال زيادة الكميات وأيضاً فى تنوع المنتجات، حيث يوجد عدد (8) شركات منتجة للأسمدة النيتروجينية وبلغ إجمالى إنتاج مصر من الأسمدة الآزوتية وخاماتها ما يقرب من 21 مليون طن (بنسبة آزوت 15.5%)، يتم استهلاك نحو 9.5 مليون طن سنويا محلياً (آزوت 15.5%) والباقى خُصص للتصدير الخارجى ويحقق عوائد دولارية متميزة.
كما بلغ عدد الدول التى يتم التصدير لها نحو 20 دولة عربية وأوروبية وأمريكية وغيرها.
وأضاف سعد أبو المعاطى: "نحن فى أمس الحاجة إلى تطبيق سياسة الإستدامة فى ظل التحديات التى تشهدها صناعة الأسمدة فى الوقت الحالى، من حيث التنافسية وزيادة المعروض منها، وهذا يحتم على صناع الأسمدة اتخاذ كافة التدابير اللازمة للتغلب على هذه التحديات التى تواجه صناعة الأسمدة".
فعلى الصعيد العالمى يقدر حجم الإنتاج العالمى للأسمدة لعام 2017 بنحو 255 مليون طن عنصر غذائى، ومن المتوقع أن ينمو هذا الرقم بواقع 6% ليصل لنحو 270 مليون طن عنصر غذائى بحلول عام 2020.
فى حين أن الطلب العالمى على الأسمدة قد بلغ نحو 236 مليون طن عنصر غذائى خلال عام 2017 محققاً فائض يقدر بحوالى 19 مليون طن عنصر غذائى.
ومن المتوقع أن يصل الطلب العالمى على الأسمدة بحلول عام 2020 إلى 247 مليون طن عنصر غذائى أى بمعدل نمو يقدر بحوالى 4.6 % محققاً فائض فى ميزان العرض والطلب العالمى يصل إلى 23، 6 مليون طن عنصر غذائى.
وأشار أبو المعاطى إلى أن صناعة الأسمدة تمثل مدخلاً رئيسيا لقطاع الزراعة.
حيث سيصل تعداد سكان العالم لنحو 8 مليارات نسمة بحلول عام 2020 ونحو 9 مليارات نسمة عام 2050، وهذا يضاعف استهلاك الغذاء مع ثبات الرقعة الزراعية، مما يحتم على منتجى الأسمدة تطوير منتجاتهم، حيث يساهم استخدام الأسمدة فى ارتفاع كمية إنتاجية المحاصيل الزراعية بنحو من 30 % إلى 50%.
أسباب خسائر الدلتا للأسمدة
يقول المهندس نبيل مكاوى، رئيس شركة الدلتا للأسمدة لـ"اليوم السابع"، أن الشركة تدفع شهريا ما بين 120 إلى 140 مليون جنيه للغاز، بجانب دفع جدولة إضافية تنتهى فى عام 2025 لسداد الـ1.8 مليار جنيه، حيث بدأت الجدولة من مارس 2016.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للأسمدة، أن الشركة بحاجة إلى تغيير وحدة الحامض التى تعمل منذ 65 عاما وتصل تكلفة الوحدة الجديدة إلى 140 مليون دولار، وهى كفيلة برفع الطاقة الإنتاجية اليومية من سماد النترات إلى 1200 طن يومى.
واعتمدت الجمعية إيرادات النشاط للعام المالى المنتهى 2916/2017 إجمالى مبلغ 861.4 مليون جنيه مقابل 850 مليون جنيه للعام الماضى، كما حققت الشركة إجمالى خسائر 517.6 مليون جنيه للعام المالى المنتهى 2016/2017 مقابل 204 ملايين جنيه عن العام الماضى.
وقال نبيل مكاوى إنه لابد من تحريك أسعار الأسمدة التى يتم توريدها لوزارة الزراعة بنحو 500 جنيه فى الطن حتى يمكن تغطية تكلفة الإنتاج الذى يتم توريده للوزارة.
ويمكن حصر الأسباب الأساسية لخسائر شركتى الدلتا والنصر نتيجة ارتفاع سعر الغاز الطبيعى للشركات مقارنة بالأسعار العالمية الشركات المنافسة فى الخارج وضعف السعر الذى يتم توريد الأسمدة للبنك الزراعى.
وقدم آلات الشركات خاصة فى شركتى النصر للأسمدة بالسويس والدلتا للأسمدة بطلخا، إضافة إلى تراكم ديون الشركات نتيجة قروض قديمة لم يتم سدادها، وتنفيذ عمرات غير مكتملة للشركات، مما ترتب عليه توقفات طويلة لإعادة الإصلاح.
علاوة على ضعف التسويق،وبالتالى ضعف القدرة على المنافسة فى الخارج وتصدير الأسمدة، مما رفع خسائر الشركتين العام المالى الماضى لنحو 900 مليون جنيه.
بجانب الاستهلاك الكبير للغاز والكهرباء، مقارنة بالمعدلات العالمية مما يزيد من تكلفة المنتج.
خسائر النصر للأسمدة بالسويس
وكشفت القوائم المالية لشركة النصر للأسمدة بالسويس خلال مناقشات الجمعية العامة الأخيرة أن مجمل الخسائر بلغت 351 مليون جنيه.
وكشف المهندس حمدى جابر رئيس مجلس إدارة شركة النصر للأسمدة بالسويس، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، أنه تم الاتفاق مع شركة الغاز على جدولة المديونية البالغة نحو 437 مليون جنيه، والمتراكمة على الشركة منذ سنوات.
وأوضح المهندس حمدى جابر، أن الشركة لديها جدول للعمرات بحيث تتزامن مع بعضها ولا تعطل الإنتاج، حيث إن الهدف من عمليات الإصلاح، هو استمرارية التشغيل والوصول بالمعدل العالمى لاستهلاك الطاقة بحيث تقل التكلفة، وأيضًا من المتوقع أن يرتفع الإنتاج من 300 طن حامض فى اليوم إلى 400 طن وزيادة أيام التشغيل إلى 300 يوم سنويًا.
مؤشرات صناعة الأسمدة المختلفة
تشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الاتحاد العربى للاسمدة أن صناعة الأمونيا تمثل حصة الدول العربية المنتجة نحو 11% من إجمالى الإنتاج العالمى للأمونيا و21 % من سوق التجارة العالمية، ويبلغ إنتاج الأمونيا فى مصر بنحو 24% من إجمالى إنتاج المنطقة العربية تليها السعودية 22% ثم قطر 18% والجزائر 13% وسلطنة عمان 10 % والإمارات 5% والكويت 3% والبحرين 2%.
أما بالنسبة لسماد اليوريا فتمثل حصة الدول العربية المنتجة بنحو 15% من إجمالى الإنتاج العالمى لليوريا و43% من سوق التجارة العالمية، ويبلغ إنتاج اليوريا فى جمهورية مصر العربية بنحو 23% من إجمالى إنتاج المنطقة العربية تليها قطر 22% ثم السعودية 18% وسلطنة عمان 13% والجزائر 9% والإمارات 7% والكويت 4% والبحرين 3%.
أما بالنسبة لنترات النشادر:
فتمثل حصة الدول العربية المنتجة بنحو 4% من الإنتاج العالمى لنترات النشادر.
ويتركز إنتاج نترات النشادر فى مصر بنحو 79% من إجمالى إنتاج المنطقة العربية تليها تونس 13% ثم الجزائر 8%.
أما بالنسبة لصخر الفوسفات:
فتمثل حصة الدول العربية المنتجة بنحو 25% من إجمالى الإنتاج العالمى لصخر الفوسفات و61% من سوق التجارة العالمية.
ويتركز إنتاج صخر الفوسفات فى المغرب بنسبه 55% من إجمالى إنتاج المنطقة العربية تليها الأردن 16% ثم مصر والسعودية 9% ثم تونس 8% والجزائر 2%.
أما بالنسبة لحامض الفوسفوريك:
فتمثل حصة الدول العربية المنتجة بنحو 18% من الإنتاج العالمى لحامض الفوسفوريك وتستحوذ الدول العربيه على أكثر من ثلثى سوق التجارة العالمية لحامض الفوسفوريك.
ويتركز إنتاج حامض الفوسفوريك فى المغرب بنحو 63% يليها السعودية 16% ثم تونس 11% ثم الأردن 10%.
وبالنسبة لسوبر الفوسفات الثلاثى:
فتساهم المغرب بنحو 60% من الإنتاج العربى للسوبر الفوسفات الثلاثى تليها تونس 22% ثم لبنان 13% ثم مصر 3%، الجزائر 1%.
أما بالنسبة للبوتاس:
فتمثل حصة الدول العربية المنتجة بنحو 6% من النتاج العالمى للبوتاس (ويتركز فى الأردن فقط) وتسهم المنطقة العربية بنحو 7% من الصادرات العالمية.
وبالنسبة للكبريت:
فتساهم الإمارات بنسبه 46% من الإنتاج العربى للكبريت يليها السعودية 34% ثم الكويت وقطر 9% ثم مصر 1% والبحرين 1%.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة