28 عامًا مرت على غزو العراق للكويت 1990، وبعد هذه الفترة الزمنية الطويلة المليئة بالمحن والأزمات سواءً على المستوى العربى أو العالمى، اكتشف القائمون على الثقافة فى العراق أن الثقافة هى الحل، وأنه لا بديل عنها لإعادة خلق جسور من التواصل مع من أفسدت السياسة العلاقة بينهم.
واليوم حلت دولة الكويت ضيف شرف على معرض بغداد الدولى للكتاب 2018، فى رسالة واضحة للعالم بأن ما تفسده السياسة تصلحه الثقافة والقوى الناعمة فى كل أشكالها المتعددة.
وقبيل انطلاق فعاليات دورة 2018 لمعرض بغداد الدولى للكتاب، تبادل كتاب العراق والكويت على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" رسائل المحبة والبهجة المعبرة عن سعادتهم بهذه الاستضافة.
فالكاتب العراقى أحمد سعداوى، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية البوكر، قال فى تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "سعدت بسماع الأنباء أن أسماء مهمة وكبيرة فى عالم الكتابة ستكون حاضرة فى معرض بغداد الدولى للكتاب، فى فعاليات وأنشطة، مثل الصديق الكاتب العراقى الكبير على بدر، والكتاب المبدعون نجوم الرواية العربية سعود السنعوسى، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وبثينة العيسى، وكتاب آخرين، وهذه فرصة لأن تكون فعاليات المعرض تظاهرة ثقافية كبرى نشتاق لوجودها فى بغداد اليوم. مرحبًا بصناع الجمال والإبداع.
وفى نفس السياق، قال الشاعر والمترجم الكاتب العراقى الكبير محسن الرملى: إلى الأصدقاء الأعزاء فى بغداد.. أرجو الاحتفاء الخاص والكبير بالضيوف العرب الأحبة الذين سيشاركون في معرض بغداد للكتاب، فهؤلاء الأصدقاء كبار فعلاً، أعرفهم جيداً وأعرف مدى حبهم للعراق.. ولا يحب العراق إلا الكبار.. قدموهم على أنفسكم، وأجلوا الآراء النقدية لوقت آخر.. دللوهم دلعوهم واعزموهم على سمك مسكوف وجولات فى المتنبى وأبو نؤاس وسهرات بغدادية تخبلهم".
أما الكاتب الكويتى سعود السنعوسى، فعبر عن سعادته بمشاركته فى معرض بغداد الدولى للكتاب، وقال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إننى سعيد بمشاركتى فى معرض بغداد الدولى للكتاب، وكون الكويت ضيف الشرف فى هذه الدورة؛ فإن الأمر يمنح هذه الزيارة خصوصية ورسالة أنه على الرغم من كافة التوترات التى غلفت العلاقة بين الكويت والعراق فإن الاستثمار الأمثل للثقافة والفن هو ما يقرب بين الشعوب، ولعل علاقة الإنسان العراقى بالكويتى تتجلى فى المحبة الغامرة التى أحاطنى بها الأحبة فى بغداد منذ وصولى، وأتمنى على المثقف أن يعى جيدًا حجم مسئوليته بمد الجسور الثقافية وترميم ما أفسدته السياسة طيلة السنوات الماضية.
أما الكاتبة الكويتية بثينة العيسى، فكتبت على صفحتها الرسمية بموقع التغريدات "تويتر": "الأحبة فى بغداد، أحد أحلامى يتحقق قريبا بينكم".
جدير بالذكر أن هذه الدورة من معرض بغداد الدولى للكتاب، يشارك فيها أكثر من 600 دار نشر بشكل مباشر، أو عن طريق توكيل من العراق ومصر وسوريا ولبنان والأردن وليبيا والإمارات والسعودية وإيران وقطر وتونس والجزائر والهند وبريطانيا وذلك مقارنة مع نحو 250 دار نشر فى دورة العام الماضى، حسبما نقلت مواقع إخبارية.
وكان عبد الوهاب الراضى، رئيس اتحاد الناشرين العراقيين، قد سبق وأن صرح للقنوات التليفزيونية بأن هذه الدورة ستكون من أكبر معارض كتاب بغداد منذ تأسيس دوراته، أى منذ عام 1978 وحتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة