أكد باحثون أن أجزاء من منطقة الأمازون التى كان يعتقد فى السابق أنها غير مأهولة تقريبا كانت فى الواقع موطنا لتجمعات مزدهرة من السكان تصل إلى مليون شخص، ما يؤكد أن المنطقة المأهولة بالسكان لم تكن بالقرب من ضفاف الأنهار الكبيرة فقط.
واكتشف علماء الآثار أدلة على وجود مئات القرى فى الغابات المطيرة، بعيدا عن الأنهار الرئيسية، التى كانت موطنا لمجتمعات مختلفة تتحدث مجموعة متنوعة من اللغات، وكان يفترض أن المجتمعات القديمة فضلت العيش بالقرب من هذه الممرات المائية لكن بحثا جديدا وجد أن هذا ليس هو الحال.
ويقول الباحثون وفقا لموقع صحيفة "ذا هيرالد سكوتلاند" إن هذا الاكتشاف يملأ فراغا كبيرا فى تاريخ منطقة الأمازون، ويقدم دليلا إضافيا أن الغابات المطيرة تأثرت بشدة بأولئك الذين عاشوا فيها.
الحياة داخل الأمازون
ويقدر البحث أن هناك 1300 من الخطوط والرسومات العملاقة القديمة على الأرض "جيوجليف" تمتد عبر 400 ألف كيلو متر مربع فى جنوب الأمازون، تم العثور على 81 منها فى المنطقة التى تم مسحها فى إطار الدراسة، كما تم العثور على القرى فى مكان قريب، أو داخل "الجيوجليف"، وكانت متصلة عبر شبكة من الجسور، ويقول الباحثون إن البعض قد تم تشييده بشكل متقارب على مدى سنوات عديدة، ويعتقدون أن أعمال الحفر قد تمت خلال فترات الجفاف الموسمية، ما سمح بتطهير الغابات، ولا تزال المناطق الجافة بها تربة خصبة، حيث كان المزارعون قادرين على زراعة المحاصيل والأشجار المثمرة.
وقال البروفيسور خوسيه إيرارت من جامعة إكستر البريطانية "نحن متحمسون جداً لوجود مثل هذه الثروة من الأدلة، حيث لم يتم حفر معظم منطقة الأمازون حتى الآن، ولكن دراسات مثل دراستنا تعنى أننا نقوم تدريجيا بتجميع المزيد والمزيد من المعلومات حول تاريخ أكبر غابة مطيرة على كوكب الأرض، وتظهر أبحاثنا أننا بحاجة إلى إعادة تقييم تاريخ الأمازون".
ونشر البحث الذى مولته "ناشيونال جيوجرافيك" ومشروع المجلس الأوروبى للبحوث، فى مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، ونفده أكاديميون فى جامعة إكستر بإنجلترا، وعدد من الجامعات والجهات البحثية الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة