أشياء كثيرة مؤجلة لما بعد الانتخابات كعادة التوقيت الخاص للمصريين مثل بعد العيد وبعد رمضان، ولكن هذه المرة الاستحقاقات كثيرة بحجم طموح وآمال أمة بدءا من الحكومة الجديدة وانتهاء بمدونة وطنية لصياغة سنة أولى ديمقراطية تعطى الفرصة لإنضاج التجربة التى يقودها الرئيس السيسى، ذلك أن مصر خاضت أربع تجارب سياسية لم يكتب لها الاستمرار منذ التجربة الليبرالية قبل ٥٢ والاشتراكية فيما بعد والمشروع الناصرى ثم التجربة الرأسمالية وتجربة الإخوان وكلها محاولات وئدت ولم يكتب لها الاستقرار، وها نحن أمام مشروع وطنى إصلاحى لم تتحدد ملامحه بعد يستهدف إصلاح أخطاء الدولة المصرية التى تراكمت عبر دولة يوليو وكانت تخشى من التصدى لها نفاقا للجماهير وتأجيل هموم اللحظة للأجيال المقبلة، فكان التراكم الذى صنع تلالا من الديون والبيروقراطية وتراجع البنية الأساسية والخدمية وتدنى أحوال المرافق والتعليم والصحة، حتى إذا ما أصبحت السلطة لثورة ٣٠ يونيو فكان المشروع الإصلاحى فى التصدى لكل ذلك بالتوازى فى ثورة حقيقية لم تلتفت للمؤلفة أفكارهم سياسيا أو المرجفين أو الأشرار بل راحت تتصدى بنبل لمعركة الإرهاب وحققت نجاحات على كل الجبهات بدون أن تعلن عن المشروع الإصلاحى الذى يديره السيسى بوعى دون أن يزعم أن المشروع ملك خاص له ولكنه مشروع الملايين الذين خرجوا فى ٣٠ يونيو، وكان ما كان خلال السنوات الأربع الماضية ولابد من الاعتراف بصبر الناس على تحمل معركة الإصلاح فهاهم نفس المصريين الذين خرجوا فى ١٩٧٧ يتظاهرون على القروش الزيادة فى بعض السلع يتحملون تخفيض قيمة الجنيه نحو ٤٠٪ برضى فى دفع فاتورة الإصلاح، غير أن الأمور لابد أن تتطور بقدر من الإبداع السياسى فى وجود مطبخ سياسى قادر على إخراج الأمة من مدرجات المشاهدين والتسليم بقوانين الأمر الواقع، وذلك بوجود مخرج سياسى يقوده مايسترو من أصحاب الخبرات، وربما يكون ذلك فى التشكيل الجديد للحكومة بحيث تكون من الكوادر السياسية وإعادة بعث الحياة للأحزاب السياسية ثم التعجيل بإجراء الانتخابات المحلية لدفع الحياة السياسية بانتخاب نحو ٥٤ ألف من الشباب والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة كما ينص الدستور وفِى نفس الوقت إعادة الاعتبار للاتحادات الطلابية فى الجامعات بوصفها المصنع الطبيعى لإنتاج الكوادر للمستقبل .
وفِى ظنى أن السيسى هو القادر على البدء فورا فى استكمال مشروعه الاقتصادى بالمشروع السياسى والديمقراطى خاصة وأن دولة بحجم مصر لم يعد مقبولا أن تكون بلا حزب حقيقى للأغلبية ولا حزب رئيسى للمعارضة وسوف يكون ذلك أعظم إنجازاته وسيتوج فى مثل هذه الأيام بعد أربع سنوات حينما يسلم السلطة للرئيس المنتخب الجديد عام ٢٠٢٢ .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة