"اللعنة على نتفليكس".. لا أستطيع الخروج من المنزل.. الشبكة الأمريكية غيرت نمط المشاهدة.. وتهدد صناع الدراما التقليديين بشدة.. المتعة على شاشتها بلا حدود.. ونافذة للإطلاع على ثقافات مختلفة من العالم

 

إذا كنت تستطيع مشاهدة المسلسلات المعروضة على شبكة نتفليكس - التى انطلقت فى 1997 - سواء على شاشة هاتفك أو التليفزيون أو الكمبيوتر، فيجب أن تحذر حقا، لأنك لن تستطيع مقاومة المتعة التى تصاحب حالة مشاهدة دراما تليفزيونية سريعة الإيقاع، من مختلف دول العالم، وقد يصل بك الشغف إلى رغبة حقيقية فى عدم مغادرة المنزل مكتفيا بتلك العوالم الدرامية المتنوعة التى تبث على شاشة نتفليكس، وهى بالتأكيد حالة تقارب الإدمان، خاصة إذا كان العمل جيدا، وما أكثر الأعمال الجيدة التى تعرض على تلك الشبكة والتى استطاعت فى أعوام قليلة أن تحقق جماهيرية وشعبية كاسحة على مستوى العالم.

علا الشافعى

ولا أعرف إذا كان صناع الدراما المصرية يعرفون عنها وأقصد هنا المنتجين وأصحاب القنوات الذين لا يزالوا يصرون على إنتاج مسلسلات الـ30 حلقة والـ45، رغم أن نجاح تلك الشبكة والتى دخلت فى شراكة مع o.s.n يؤكد بما يدع للشك مجالا أن هناك جمهور مختلف يملك إيقاعا يشبهه، وهى التركيبة التى أدركتها شبكة نتفليكس، والتى سرعان ما قدمتها، لذلك صار لها جمهورا كبيرا يتعاطى معها رغم اختلاف الجنسيات والثقافات. بعد تمكنها من كسر حاجز 100 مليون مشاهد، حيث أصبحت تمتلك الآن أكثر من 109 ملايين عضو فى أكثر من 190 دولة يستمتعون بأكثر من 125 مليون ساعة من الأعمال التليفزيونية يوميًا، بما فى ذلك المسلسلات والأفلام الوثائقية والأفلام الروائية الأصلية، كما أن لديها حاليا خططا لإنتاج 40 فيلما خلال العام المقبل.

شبكة الترفية الأمريكية غيرت نمط المشاهدة

تجربتى مع مسلسلات تلك الشبكة الرائدة لا تخرج كثيرا عن كل محبيها وعشاقها، ولكننى أعترف أن الأمر صار بالنسبة لى أقرب إلى الإدمان، وكيف أنه بمجرد انتهاء واحد من الأعمال ألهث لمتابعة الجزء الثانى، وعندما أنتهى من عمل لا أتوقف عن البحث عن آخر جديد.

مع نتفليكس عرفت معنى المتعة الفنية،خصوصا وأننى فقط لا أشاهد أعمالا محكمة الإيقاع، بل كبار النجوم فى هوليوود وأوروبا يتنافسون على تقديم أعمال جاذبة، حيث يبدو كل منهم مدركا لقيمة التغيير الذى أحدثته الثورة الرقمية فى مجال الدراما وصناعة الفنون.

HOUSE OF CARDS ونظرية المؤامرة

ومن الأعمال المميزة المسلسل الدرامى السياسى House of Cards، والذى يرصد بشكل دقيق نظرية المؤامرة ويعد دليلاً شاملاً لطرق صناعة الأزمات سواء الداخلية أو الخارجية، وكل ما يدور داخل أروقة البيت الأبيض.

المسلسل المكون من 6 أجزاء تم عرض الجزء الأول منها فى عام 2013، ويحقق نجاحا كبيرا على مستوى العالم ونسبة مشاهدة مرتفعة، وحصل نجومه على العديد من الجوائز عن العمل، ومنهم مخرج المسلسل الذى حصل على جائزة أفضل مخرج بجوائز "إيمى" 2013، ومن المتوقع أن يحقق الجزء الثالث نجاحا مماثلا.

المسلسل يشارك فى بطولته إلى جانب كيفن سبيسى الذى تم استبعاده من بطولة الموسم السادس، كل من النجمة روبين رايت وميشيل كيللى وميشيل جيل وناثان دارو وسكينة جافرى وكريستين كونولى وراشيل بروسنان.

وبعيدا عن الدراما الأمريكية، طرحت الشبكة الأمريكية مجموعة من المسلسلات غير ناطقة باللغة الإنجليزية والتى لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا ولفتت الأنظار الألمانى Dark واليابانى Erased والإسبانى La Casa de Papel أو Money Heist.. والمسلسل الأخير أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعية المسلسل يدور فى إطار من الجريمة، حول مجموعة من اللصوص المحترفين يختارهم رجل ذكى يدعى "البروفيسور"، من أجل السطو على مصلحة سك العملة الاسبانية لطباعة 2.4 مليار يورو.

أحداث القصة تروى عن طريق واحدة من اللصوص تدعى "طوكيو"، بداية من أول للقاء مع "البروفسيور" مرورًا بالتعرف على شركائها فى الجريمة ومهارات كل شخص منهم، ثم التدريب على الخطة، وأخيرًا تنفيذ عملية السرقة واحتجاز الرهائن لمدة 11 يومًا من أجل الضغط على الشرطة والمساعدة فى طبع الأموال.

يضع البروفيسور مجموعة من القواعد التى عليهم إتباعها مثل عدم تبادل أى معلومات شخصية، فيختارون لأنفسهم أسماء مدن مثل برلين وموسكو وهلسنكى وريو، وعدم اللجوء إلى القتل فى أى حال من الأحوال، والابتعاد عن الدخول فى علاقات عاطفية قد تهدد نجاح العملية. لكن رغم التفكير فى كل شيء وحساب كل خطوة، فإن الخطة تتغير عند اقتحامهم المبنى والاحتكاك بالرهائن.

يحافظ المسلسل على عامل الإثارة فى كل حلقة، ويكشف عن جوانب الشخصيات عند مواجهة الأخطار معتمدًا على مجموعة من نظريات علم النفس مثل متلازمة ستوكهولم.

وهناك مسلسل narcos أحداث القصة حقيقية وتدور حول قصة تاجر المخدرات المشهور بابلو إسكوبار الذى أصبح ملياردير بسبب إنتاج الكوكايين وتصديرها لخارج كولومبيا، ومحاولة القبض عليه من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية.

أما مسلسل Marseille فهو أو مسلسل دراما سياسية فرنسى، من إعداد دان فرانك وبطولة جيرارد ديباردو. ويعد أول إنتاجات نتفليكس الأصلية باللغة الفرنسية، وهو واحد من أجمل المسلسلات التى حققت نجاح كبير، حيث نجح فى رصد جمال وخصوصية مدينة مارسليا من خلال قصة دراما اجتماعية سياسية، ومعالجة ذكية لكل ما تعانيه فرنسا والتطرف الاسلامى واليمنى، وأزمات الجيل الثالث من الفرنسيين أصحاب الأصول العربية.