هذا الإعلان دفع سول كامبل، لاعب منتخب إنجلترا السابق، لوصف تصريحات تيريزا ماى، ومقاطعة مباريات كأس العالم، بأنها تشبه تصرفات النظام النازى أدولف هتلر، الذى أراد أن يستغل دورة الألعاب الأولمبية فى عام 1936، لتقديم صورة جديدة عن ألمانيا.. فما هى تفاصيل هذه القصة، وهل نجحت خطت هلتر؟.
صاحب فكرة استضافة ألمانيا لدورة الألعام الأولمبية 1936
فى البداية علينا أن نعرف أن هتلر لم يكن يوما من محبى الرياضة، ولم تكن هذه فكرته، بل كان جوزيف جوبلز، وزير الدعاية السياسية فى عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية، وأحد أبرز أفراد حكومة هتلر لقدراته الخطابية، هو من أقنع هتلر بأن استضافة الأولمبياد حدث له تأثير كبير يخدم مصلحة ألمانيا آنذاك، والتى أقيمت فى الفترة من الأول وحتى 16 أغسطس 1936.
كيف استعد هتلر لاستضافة أولمبياد 1936
بما أن هدف هتلر من استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 1936، هو تحسين صورة ألمانيا النازية، فقد استعد لذلك.
أولا: تزينت برلين لاستقبال دورة الألعاب الأولمبية، وامتلأت الشوارع بأعلام الأولمبياد، وفى المقابل تم إزالة كافة اللافتات المعادية لليهود بشكل مؤقت.
ثانياً: كانت هناك جريدة معادية للسامية اسمها Der Stürmer تم وقفها لحين الانتهاء من فعاليات الأولمبياد.
ثالثا: لم يكتف نظام هتلر بإخفاء أى عداء لليهود فقط، بل قام بإجبار اللاعبة اليهودية "هيلين ماير" فى المشاركة فى إحدى المباريات واللعب باسم برلين.
رابعاً: لكى يكتسب حدث استضافة ألمانيا لدورة الألعاب الأولمبية شهرة أوسع، قرر هتلر بث المباريات لأول على شاشة التليفزيون، مستخدما ثلاثة أنواع من الكاميرات لمواجهة انقطاع الكهرباء، والتى كان يتم بثها من قبل على موجات الإذاعة.
خامسًا: أراد هتلر أن تبقى استضافة ألمانيا لألعاب الأولمبياد عالقة فى الأذهان، فقرر إظهار الشعلة التى تم حملها فى موكب من جبل أوليمبوس إلى ملعب برلين.
سادسًا: قام نظام هتلر ببناء ملعب يسع 110 آلاف متفرج، بمساحة 1315.2 كلم مربع.
ماذا فعل هلتر بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية 1936
أولاً: استأنف نظام هتلر مسلسل الإعدام بعد يومين فقط من ختام فعاليات دورة الألعاب الأولمبية.
ثانيا: قام بإقصاء رئيس القرية الأولمبية من الخدمة العسكرية لأن أجداده من اليهود، فانتحر ولفجنج فورستنر.
ثالثا: يقول المراسل الأجنبى وليام شيرر فى يومياته، برلين، 16 أغسطس 1936: أخشى أن النازيين نجحوا فى نشر دعايتهم؛ بعدما وفروا تمويلاً لم يحدث من قبل راق ذلك للرياضيين المشاركين والزوار، وخاصة رجال الأعمال الكبار.
رابعًا: قال هتلر للمفتش المعمارى العام للرايخ، ألبرت سبير، فى عام 1937: سيتم تنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 1940 فى طوكيو لكن ومن الآن فصاعدًا، سيتم تنظيم دورة الألعاب الأولمبية فى ألمانيا فى كل المرات القادمة، وفى هذا الاستاد... وقد تم توسيع الاستاد ليضم 400.000 مقعد مجسدًا هيمنة وسطوة ألمانيا.
خامساً: حققت ألمانيا فى دورة الألعاب الأولمبية انتصارات عديدة فقد فاز رياضيوها بمعظم الميداليات بشكل عام، وذكرت التقارير الصحفية فى جريدة نيويورك تايمز بأن دورة الألعاب الأولمبية أعادت الألمان للحظيرة الدولية وجعلتهم أكثر آدمية مرة أخرى.
سادسًا: نجحت خطة نظام هلتر، ففى عام 1940، حينما فشلت مساعى إقامة دورة الألعاب الشتوية فى سان موريتز، فى سويسرا، ولاحت لنظام هتلر فرصة غير متوقعة لإقامة الأولمبياد فى ألمانيا مرة أخرى. ففى يونيو عام 1939، تمت تسمية جارمش-بارتنكيرشين لاستضافة الأولمبياد الشتوية لعام 1940. ادعت اللجنة الأولمبية الدولية أنها هى التى ستحدد مكان انعقاد الأولمبياد "بغض النظر عن أى اعتبارات سياسية" وقد صوتت اللجنة بالإجماع على إقامة الأولمبياد مرة أخرى في ألمانيا، بدعوى الحفاظ على مصلحة الرياضة وحركة الأولمبياد. وعلى الرغم من انتصار خطة النظام النازى، إلا أن ألمانيا انسحبت من استضافة دورة الألعاب فى نوفمبر 1939، وذلك بعد شهرين من غزوها بولندا.
أرقام فى دورة الألعاب الأولمبية 1936
شارك فى دورة الألعاب الأولمبية 49 دولة
شارك 3967 رياضيا من بينهم 335 سيدة فى الألعاب الأولمبية
شهدت دورة الألعاب الأولمبية فى 1936 إقامة 129 مسابقة فى 19 رياضة.
جمع العداء الأمريكى النجم جيسى أوينز 4 ميداليات ذهبية أدخلته التاريخ، وأغضب هلتر بفوزه على لاعب ألمانى الأمر الذى دفع هتلر لأن يغادر الاستاد غاضبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة