قرأت لك.. "جن إيرانى" ترصد آلام الواقع الاجتماعى فى إيران

الخميس، 15 مارس 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "جن إيرانى" ترصد آلام الواقع الاجتماعى فى إيران غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمكن اعتبار رواية "جن إيرانى" لبهرام صادقى، والصادرة حديثًا عن منشورات الربيع للكاتب الإيرانى بهرام صادقى، الخطوة الثانية على سلم القصة الحديثة فى إيران، بعد رواية "البومة العمياء" لصادق هدايت، والرواية تدور فى فضاء سريالى بالكامل وموهم، شخصياتها قبل أن تكون حقيقية فهى رموز وإشارات، تحاشى بهرام صادقى فى هذا العمل إطالة الكلام والتوضيحات البصرية، وعرّف الشخصيات من خلال الحوار الذى أدراه بين "السكرتير الشاب" و"الدكتور حاتم".

 

تدور أحداث الرواية حول الدكتور حاتم الشخصية الرئيسية التى تنسج حولها كل الخيوط بالرواية، هو طبيب فى قرية يأتيه المرضى منها - وهو المعروف بتنقله من مكان لآخر- بل ويأتيه غيرهم من الكثير من البلاد المجاورة، بل والبعيدة أيضًا، وقد يكون سبب الإقبال عليه هو الثقة في علاجه، إلا أن هذا العلاج يتم الكشف عنه بالتدريج خلال أحداث الرواية لنكتشف أنه لا يكون أبدًا في صالح من يتناوله.

 

ثلاث أصدقاء جاءوا بصديقهم الرابع الذي حل الجن فى جسده، ذلك الرجل المريض لا يستطيع أن يخرج منه الجن سوى الدكتور حاتم الذى قام بدوره، وعادة ما يقوم حاتم بدوره كطبيب طوال الليل والنهار دون أن يمنع أحدًا، إلا أن الطبيب يسترسل في الحديث مع أحد أصدقاء المريض ويقنعه بعد معرفة أنه متزوج بأن هناك عقارًا سيساعده جنسيًا، وبالطبع يحقنه ثم يحقن المريض الذي صورت الرواية خروج الجني منه وهو صغير جدًا ويرقص!

 

ترك "بهرام" الواقعية المستسهلة للقصص الاجتماعية للكتاب الأقل موهبة، وانبرى فى البحث عن طرق جديدة للبيان، وهذا البحث الخلاق سيكون باعثًا لأن تصبح قصصه من أفضل القصص الفارسية من حيث التنوع والجدة فى الشكل وأسلوب السرد. فهو يترك الوصف الخارجى بسرعة ويستبدله بإبراز التناقضات الداخلية لشخصيات الرواية، صادقى المدرك لمحدودية تأثير "الغضب" فى القصص الاجتماعية، اتجه نحو "الضحك" لبيان رفضه ومعارضته بشكل يُبقى تأثيره لأمد بعيد.

 

والرواية بها إسقاطات سياسية حول الدم واستمتاع البعض به في إطار نوازع بشرية تتسم بالمرض، فمن بين ما قيل على لسان الدكتور حاتم:"سوف أخنق آخر نسائي هذه الليلة، هذا ما أقوم به عادة في آخر ليلة من إقامتي بالمدينة أو القرية التي يجب أن أغادرها، هي الآن تغط في النوم بقلب مفعم بعشقي وحبي، كم تمنيت لو لم أكن عقيمًا واستطعت أن أنجب أطفالًا، وقتها، كنت سأتفرج أيضًا على تشنجات أبنائي ومصارعتهم لطلوع الروح، والذل.

 

وُلِد بهرام صادقي عام 1936م، في مدينة نجف آباد بإيران. درس في كلية الطب بجامعة طهران، ويصنف كأحد أبرز رواد القصة القصيرة الإيرانية خلال القرن الماضي، فاز بجائزة "فروغ فرخزاد" الأدبية 1976. ألّف قصصًا خالدة متفردة من ناحية البناء والمضمون. أحدث تحولًا كبيرًا وغير مسبوق في الكتابة القصصية بأسلوبه المبتكر والمتطور. وفي ديسمبر 1984 توفي إثر أزمة قلبية داهمته في طهران.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة