شيخ الأزهر من لشبونة: فلسطين تواجه غطرسة القوة وسياسات الظلم

الخميس، 15 مارس 2018 10:48 م
شيخ الأزهر من لشبونة: فلسطين تواجه غطرسة القوة وسياسات الظلم شيخ الأزهر
كتب – لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، كلمة حول "سؤال القيم الدينية وأزمة المجتمعات المعاصرة" فى الجامعة الكاثوليكية بلشبونة التى عبرت رئيستها إيزابيل كابيلُّو جيل، عن سعادتها بزيارة الإمام الأكبر إلى مقر الجامعة، وقالت :"إنه لشرف كبير أن تستضيف الجامعة شيخ الأزهر وأن تستمع لمحاضرته المهمة ونحن نشكره على حضوره معنا لنستفيد من علمه الغزير فى الجامعة الكاثوليكية".
 
وأعرب الطيب فى كلمته، عن سعادته بإلقاء هذه الكلمة فى الجامعة الكاثوليكية والتى تأتى ضِمن رسالة الأزهر الشريف ومجلس حُكماء المسلمين ومسئوليتهما فى سَعيهما الحثيث لتأصيلِ مَبدأ «الحوار بين الشَّرقِ والغَرب»، ومحاولة تطبيقه على الأرضِ فى شَتَّى عَواصِم أوروبا وأفريقيا وآسيا.
 
وقال الإمام الأكبر إن الهدف من هذا النشاط هو مدُّ جسور التعارف الحضارى بين الإنسان وأخيه الإنسان، مهما اتَّسعت بينهما فوارقُ الأجناس واختلاف اللُّغات والعقائد والأديان، وخصوصيـاتُ الثقـافات والعــادات والتقاليـد.. وذلك عـبر التأكيد على المشتَرَكات الدِّينيَّة –وما أكثرها!- بين المؤمنين بالأديانِ السماويَّة، وحتى بين غير المؤمنين مِمَّن يحترمون الأديان ويَعرفون لها خطرها فى ضبط مسيرة العالَم المعاصر، وإعادته إلى صوابه، بعد أن فقد «الاتجاه الصحيح» وضاعت الطريق من تحت قدميه، وأوشك أن يشرف على ما يُشْبِه «الانتحار الأخلاقى»، والغرق فى فوضى عامة رُبَّما لم يَعرفها تاريخ الإنسانيَّة من قَبل.
 
وأضاف أنَّ عالمنـا المعـاصر -اليوم- يَمُرُّ بأزماتٍ مُتعدِّدة خانقة، فى مقدمتها: الأزمة الاقتصادية التى نشرت الفقر والجوع وبطالة الشباب والتكبيلَ بالديون، واتِّساع الهوَّة بين الأغنياء والفُقَراء، وكذلك أزمة البيئة، وأزمة السياسات الدولية المعاصرة، وما تثمره من ثَمَراتٍ مُرَّةً فى إذكاء النِّزاعات والاستقطابات الدوليَّة والصِّراع على النفوذ، «ونشر الفوضى وانهيار الأُسرة وتهميش المرأة»، وغير ذلك من الأزمات والعِلَل والأمراض الخلقية والاجتماعية والإنسانية التى تُصيب إنسان القرن الواحد والعشرين باليأس والإحباط، وتُفسِد عليه مُتعةَ الحياة، وهدوء البال وراحة الضمير.
 
وتابع الإمام الأكبر: "وقد دفعتْ هذه الأزمات حُكماء الغَرب من المفكرين ورجال الدِّين إلى التوقُّف وتأمُّل هذه النُّذُر التى تتجمَّع اليوم فى سماءِ العالَم كما تتجمَّع الغيوم السَّوداء المُنذرة بالدَّمَارِ والغَرَق، وقد أعادوا النَّظَر، وعقدوا المؤتمرات الدوليَّة، وكان أبرزها المؤتمر الثانى لأديان العالَم، الذى دعا فيه مُمَثِّلوا الأديان المختلفة إلى ما سُمِّى بضَرُورةِ «أخلاق عالميَّة» لبناءِ نظامٍ عالَمى جديد يُخرجنا من هذه الأزمة ويَقُومُ على إرشـاداتٍ ثابتة هى: «الالتـزامُ بثقافةٍ خاليـة مِن العُنف وباحترامِ الكائنات الحيَّة كافَّة، وبثقافة التضامُن وبنظامٍ اقتصادى عادل، والالتِزام بثقافةِ التَّسَامُح، وثقافَة المُسَاواة فى الحقُوقِ والشَّراكةِ بين الرَّجُل والمرأة»، مشيرًا إلى أن هذا البيان يحمد له أنَّه نبَّه إلى الدور الهام الذى يُمْكِن أنْ يُؤديه المُتدينون فى بناءِ النَّظام العالمى الجديد من خلالِ الدَّعْوة إلى إقامة سلام دائم أوَّلًا، بين المتدينين أنفسهم، قبل أنْ يُبَشِّرُوا به بين النَّاس، وذلك حتَّى لا تنطبق عليهم الحِكْمَة القائِلة: «فاقدُ الشَّيءِ لا يُعطيه»، وانتهى البيان إلى أنه لا سلام للعالَم بدونِ سلام بين أديان يحترم بعضها بعضا، ولا سلام بين الأدْيَان بدون حوار بينها، ولا بقاء للإنسانيَّة بدون أخلاق عالميَّة".
 
وأوضح أنه يتفق تمام الاتفاق مع هذه القضايا، إنْ كان المقصود منها استدعاء الأديان للنزول إلى واقع النَّاس وضبط تصرفاتهم بما تحمله من رصيد أخلاقى هائل قادر على إقرار العدل والمساواة، وقبل ذلك: محورية «السلام» وضرورته للنَّاس ضرورة الطَّعام والشَّراب، أمَّا إنْ كان المقصود من ضرورة صنع السلام أوَّلًا بين الأديان، هو الإشارة إلى المعنى السلبى لهذه العبارة. أعنى: ضرورة وَقْفِ الحُرُوب التى تُشعلها الأديان وتحملها مسؤولية سفك الدماء، بما يؤكد المقولة الشائعة التى تقول: «إنَّ سبب الحروب هو الدِّين»، فإنِّى أعتقد أنَّ المتدينين على اختلاف أديانهم لا يُسلِّمون بذلك ولا يعتقدونه.. بل يعتقدون عكسه، وهو: أنَّ غياب «الدِّين الإلهيِّ» ونبذه وتهميشه وتوظيفه فى أغراض هابطة، والسُّخْرية من الإيمانِ بالله والكُفر به والتحلُّل من ضوابط الخُلُق الدينى هو أصل جرثومة الحروب، واشتعالها فى القرن السابق، بل فى مطلع القرن الواحد والعشرين: قرن العِلْم والتقدُّم، وقرن حُقُوق الإنسان، ومواثيق السَّلام الدوليَّة، ونحنُ لا نُنْـكِر أنَّ حروبًا بَشِعة ظَلَّت مُشْتعِلَة عقودًا سُخِّر فيها الدِّين ووظِّف لإضفاء الشرعيَّة على نيرانها، لكن كان «الدِّين» هو أوَّل ضحايا هذه الحروب، وأكبر الخاسرين فى أسواقها..
 
وأبدى الإمام الأكبر دهشته مِن أنْ تَستقرَّ مَقُولَةُ: «الدِّينُ هو سَبَب الحُرُوب» فى أذهانِ شباب اليوم، بل فى أذهان الكهول والشيوخ، وتَحملهم على الاعتقاد بأنَّ الإنسانيَّةَ لا سبيل أمامها لكى تنعم بالسلام وبالعيش المشترك إلَّا استبعاد الدِّين من مراكز التوجيه فى المجتمع وتحويلَه إلى شأنٍ فردى خاصٍّ لا يتجاوز قلب المؤمن به إلى حيث التأثير فى سلوك المجتمعات، صَغُرِ هذا التَّأثير أو كَبُر، وقد شجَّع هذا الاعتقاد على فتح أبواب الإلحاد أمام شبابنا على مصاريعها، وفقد معه إنسان هذا العصر أعزَّ ما يمتلكه باعتباره كائنًا «أخلاقيًّا» فى أصل فطرته وطبيعته، مؤكدًا على أن الحقيقة العلمية تقرِّر –أيها السيدات والسادة- أنَّ الظاهرة التى لها أكثر من سبب، مِن الخطأ تفسيرُها بسببٍ واحدٍ من أسبابها. 
 
وبين أن بدهيات البَحْث التَّاريخى الماضى والمعاصِر تقول إنَّ «الدِّين» بمُفردِه لا يَكفى فى تفسيرِ اندِلاع الحروب، وأنَّ أسبابها مُتعَدِّدة ومُتشابِكة، تتوزَّع ما بين أسباب نفسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة، فهناك من الأسباب الأخرى غير الصِّراع الديني، الصراع على: حُبِّ السُّلطة وإرادة القُوَّة، وهُناك الحرب التى يفرضها واجبُ دَفْعِ المُعتَدين على الأوطانِ، وعلى الثقافاتِ والخصُوصيَّاتِ، وهُناك الحرب التى تدفع إليها الرَّغبات الجارِفة فى الاستيلاءِ على مَوارِد الآخرين، وحُبُّ السيطَرَة وإرادة الهيْمَنَة. وتجارةُ السِّلاح التى يفوق عائدها الاقتصادى دخل أى استثمار آخر، ودع عنك ما يتطلَّبه تسويق هذه التجارة من سياساتٍ موازية تَعمل على خَلْق بُؤر التَّوَتُّر بين الآمنين، وقد يَظُنُّ البَعْض أنَّ هذا الذى أتلوه على مسامِعكُم هو –فى أفضلِ أحواله-ضَرْبٌ من التَّغنِّى بالأديانِ سَمِعناه كثيرًا، ورغم ذلك تَجْرى بنا حياتنا كما نُحِب ونَشتهى دون حاجةٍ إلى ضوابط خُلُقية وعقائد إيمانية وما إليهما من الماورائيَّات والغَيبِيَّات، غير أن هذا الظَّنُّ، وأشباهه، ليس فى أفضل أحواله إلَّا تجاهُلًا لحقيقةِ الإنسانيَّة، وقُصُورًا فى فَهْمها، وعَجْزًا صارخًا عن تحمُّل تبعاتها ومسؤوليَّاتها، وأوَّلها: الشُّعور بالآخَر والدفاع عن حقوقه كاملة، وفى مقدِّمتها: حق الحياة والعيش فى سلامٍ، وهذا القُصُور هو –نفسه - بُرهان أهمية «الدِّين» وحاجة الإنسانية إليه، فهو القوة الوحيدة التى تحمى المؤمن من أنْ يَقعَ فريسة سهلة للنوازع الفرديَّة وطُغيانها، أو يتمحور على ذاته الفردية حتى لو جاءت على حساب أشلاء الآخَرين، وأزعُم أنَّ تحمل التبعية اتجاه الآخر، هو ميزان التفاضل ومعيار التقدُّم الصَّحيح للأفراد كما للدول والشُّعوب سواء بسواء.
 
وشدد شيخ الأزهر على أن الأخلاق التى تتخذ من الأديان، مرجعية لها وضابطًا لأصولها وفروعها هى الأخلاق المرشحة لمقاومة الأخلاق المادية التى تغلَّبت على الدين وتحكمت فيه وعبثت به، وأن إطلاق العلم والتقدم والحرية والحداثة والاستهلاك عادت بالإنسان إلى ما يشبه عصر الغاب، وقد مضى على هذه الأخلاق، الآن أكثر من قرنين من الزمان بعثت فيها –ولاتزال تبعث- سلسلة من الحروب التى ضاع فيها آلاف الآلاف من الأرواح، وأنا لا أتحدث هنا عن الحربين العالميتين أو غيرهما من حروب القرن الماضى فى أوروبا وغيرها، ولكنى أتحدث عن الحروب العبثية التى اندلعت حديثًا فى بلادنا، بل أتحدث عن دولة عندنا دُمِّرت بأكملها فى ساعات معدودة ثم تركت خرابًا إلى يوم الناس هذا، أتحدث عن حرب العراق، وما خلفته وراءها من مآس وآلام وأحزان لا تنتهى.. أتحدث عن سوريا التى فيها انكشف الأمر عن صراع مذهبين عالميين من مذاهب السياسة، وجدا فى هذا الأرض سوقًا لتصدير السلاح وسفك الدماء. أتحدث عن مقدساتى ومقدساتكم فى فلسطين وما تواجهه اليوم من غطرسة القوة وصوت المستبد وسياسات الإبادة والتهجير، وأتحدث عن مأساة اليمن وليبيا وغيرهما، أتحدث عن التنظيمات الإرهابية المسلحة التى وُلدت فجأة، دون مقدمات ولا إرهاصات طبيعة أو منطقية.. ولدت كطفل له أنياب ولحى وشوارب، ولازلنا نبحث له عن أب أم أنجبته بهذه القوة الخارقة، ولا يزال البحث جاريا حتى الآن.. هذا الإرهاب الذى اختطف المنطقة على مرأى ومسمع من عقلاء الشرق والغرب، وأحالها إلى بركة دماء، ومرتع للفقر والمرض وساحة تجارب لتطورات الأسلحة الفتَّاكة.
 
وأشار إلى أن كل هذه المآسى البشعة التى تتعذب بها شعوب الشرق الأوسط وراءها سبب أساس رئيس هو تطور الإنسان الغربى وامتلاكه للقوة فى ظل حداثة انطلقت من القطيعة مع الدين قطيعة حادَّة ثم أدارت ظهرها لتراث إنسانى يختزن الكثير من كنوز المعرفة الصحيحة والأخلاق المؤيدة بالوحى الإلهي، وفى هجير هذه الحداثة الجديدة فقد الإنسان هويته الحقيقية وتبدَّلت ماهيته، بل مُسخت من كونه «كائنًا عاقلًا» إلى كونه كائنًا ماديًّا اقتصاديًّا، ليس له قلب يخفق بالألم لشقاء الآخر وتعاسته، بقدر ما له قلب يعلو ويهبط فى سوق الصناعة والتجارة على رقصات العرض والطلب، وصَفْقِ الرواج والكساد .
 
ودعا الإمام الأكبر إلى البدء وعلى هَدْى من أضواء الوحى والنبوة، إلى إطفاء نار الحروب والدعوة إلى سلام عالمي، مؤسَّس على أخلاق الدين وتعاليمه، يوقف شلالات الدماء التى تتدفق دون مبرر أخلاقى أو حضارى من سفك نقطة دم واحدة فى هذا المشهد العبثى الذى اختلط فيه الموت بالخراب، واليتم والترمل، وفقد العائل، والنزوح من الأوطان.
 
وأردف: "ونحن أبناء الأديان الإلهية لنا الحق –كل الحق من دعوة الناس بالحسنى وبالقدوة الصالحة، وبالتى هى أحسن إلى طريق الحق والرحمة والمساواة بين الناس، والدعوة إلى ملتقى عالمى متخصص لقادة الأديان على غرار "برلمان أديان العالم" الذى عقد عام: 1993م فى شيكاغو، وأن نبنى على ما سبقنا إليه من توصيات. وأتمنى أن تتضح من هذا الملتقى حقيقتان مهمتان نراهما من أهم ضوابط لحوار الأديان بين الشرق والغرب: الحقيقة الأولى: إعلان أنه لا حوار فى العقائد؛ لأن حوار العقائد بفضى إلى صراع بغيض، هذا فضلا عما يثيره حوار من هذا النوع من ثقافة الكراهية والأحقاد ونسف أخوة الإيمان بالله من الجذور.الحقيقة الثانية: ليس من الحكمة فى شيء أن نفَسِّر قابليّة الأديان لإشعال الحروب، بأن المؤمنين بكلِّ دِين يزعمون أن دينهم يمتلك الحقيقة المطلقة، وأن غيرهم على خطأ مطلق، ممَّا حمل كثيرٌ من اللَّاهوتيين أنفسهم على البحث عن حلٍّ لما أسموه: "معضلة الأديان"، وكان الحل –فى نظرهم- هو اعتقاد نِسبيَّة الحقيقة بين الأديان، وأرى أن هذا الحل يضع مسألة "الإيمان الديني" فى مهب الريح؛ لأن "الإيمان" الصحيح هو اعتقادٌ يجب أن يرقى إلى رُتبة العلم التى هى أعلى مراتب اليقين، وإلَّا كان هذا الإيمان قابلا للشك، فلا يكون إيمانا حقيقيا، ولو فُتِحَ باب "النِّسبيَّة" فى الدِّين، ومشروعيةُ ورودِ الشَّكِّ فى أصول هذا الدين أو ذاك، وأن دِينا آخر يمتلك الحقيقةَ المطلقةَ أيضًا، رغم تنافى العقيدتين – أقول: لو فُتِح هذا الباب أمام المؤمنين بالأديان؛ فإن عليهم أن يختاروا بين أمرين: 1-إما الشك فى دينهم، وحينئذ لا ينطبق عليهم وصفُ الإيمان بهذا الدين.2- أو يقبلوا ورودَ الخطأ والصواب على حقيقة واحدة بحيث تكون مطلقة ونسبية فى آن واحد، وهذا من المستحيلات التى لا يمكن تصوُّرُها. فلابد، والأمر كذلك، من أن يعتقد كل مؤمن حقيقى بدين بأن دينه هو الحقيقة المطلقة التى لا حقيقة سواها."
 
واختتم كلمته فقال: "إن الحل الصحيح لما يسمى بمعضلة الأديان، يكمن فى ضرورة التفرقة بين معنى الاعتراف ومعنى الاحترام، فليس معنى أن أحترم دين الآخر أنى أؤمن بهذا الدين، ولكن أؤمن بحرية الآخر بأن يعتقد دينا مخالفا ومناقضا لديني، وأن أسلم له اعترافه بدينه، لكن لا يلزمنى بالاعتراف بما يعتقد، وهنا نفهم آيات القرآن الكريم التى تقول {لا إكراه فى الدين} والتى تقول: {من شاء فليؤن ومن شاء فليكفر} بل وإن آيات الكتب المقدسة فى هذا الأمر تتقف اتفاقا واضحا، وما ورد فى القرآن فى هذا الشأن، فإذا فالأمر يعود إلى ضرورة التسامح والاحترام المتبادل بين العقائد وبين الأديان، والإسلام يفرض على الدولة المسلمة أن تمكن الآخر المختلف فى الدين من ممارسة شعائر دينه، وأن توفر له دار العبادة التى يتعبد فيها، والدولة ملزمة بكل الضمانات التى تمكنه من ممارسة هذا الحق الذى لا يرى حقا سواه".
 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة