قال السفير نبيل فهمى، إنه منذ عام 1990 تغير العالم كلية، حيث شهدنا تحولاً كاملاً فى معنى القوة والسيادة، ومثال على ذلك، العراق الذى احتل الكويت، بينما احتشد المجتمع الدولى بما فيها مصر لتحرير الكويت، ثم وجدنا الولايات المتحدة تغزو العراق بدون أى مراعاة أو اهتمام بالمجتمع الدولى، ولدينا فى الفترة الأخيرة الرئيس الأمريكى الجديد فهو شخصية غير تقليدية.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الخميس، ضمن فعاليات اللقاء الفكرى، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الـ49، والذى استضاف السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية السابق، وأدار اللقاء الإعلامى سمير عمر، الذى وجه للسفير عدة أسئلة تدور حول التحديات التى تواجهها مصر، والتحديات الإقليمية العربية، بعد إقرار أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وما يدور فى ليبيا، وكيف يمكن لمصر أن تلعب دورها التاريخى.
وقال نبيل فهمى، إذا نظرنا إلى الشرق الأوسط، سنجد أن هناك بطئا فى التطور السياسى، وما تم فى 25 يناير الغرض منه كان شريفًا بغض النظر عما تم فيه واستدعى إلى التحرك فى 30 يونيو 2013، فمصر أعرق دولة فى المنطقة، ولكن لا توجد دولة عربية أخرى تتفاعل وتتحرك مثلما تفعل مصر، فهى دولة مبادرة ومؤمنة بالنظام الدولى المعاصر، فمصر لديها وضعية خاصة، وعندما تهتز الأوضاع فى مصر، تهتز معها الأوضاع فى كل المنطقة.
وأضاف نبيل فهمى، أن الحالة المصرية، على الرغم من بعض الأخطاء فى التغيير، إلا أنها فى رأيى حالة إيجابية، ونحن الآن نشهد تغييرًا ثوريًا فى الفكر داخل الخليج العربى، إذا نظرنا إلى ما يطرح فى دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل تعيين شخصيات تعمل على راحة المواطن، وكذلك الاهتمام بالجانب العلمى، وأيضًا لدينا ما نشهده فى المملكة العربية السعودية، مثل خطة 2030، فلا شك أنها بمفهومها تعد نقلة كبيرة فى المجتمع السعودى، فهذا أيضًا تغيير ثورى.
وأضاف "فهمى" كل ما يدور فى المنطقة جعل هناك حالة من الصراع على دولة المواطنة، تدفعنا إلى الدفاع عنها، فى مقابل التقسيمات الطائفية، التى ستؤدى إلى انهيار نظام الدولة، ولهذا فعلينا تأمين الحدود الغربية المصرية، وأنا أؤيد ما تفعله مصر منذ انهيار الدولة الليبية.
وتابع "فهمى" عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، هناك مساران على فلسطين أن تختار بينهما، إذا كانت تريد حلاً سليمًا فلا يوجد حل يحقق أحلام فلسطين وإسرائيل، إلا حل الدولتين على حدود 1967، وأنا لا أرى أو استشعر جديًا بأن إسرائيل ستوافق على هذا، ولهذا فأنا متشائم جدًا، وغير متفائل بما قرأته عن الصفقة الكبرى التى تتحدث عنها أمريكا، وعلى أمل أن تسير المفاوضات مستقبليًا، ولهذا فأنا غير مقتنع ومتفائل بما يطرحه.
أما البديل غير السلمى، فهو حل الدولة الواحدة، وهو متاح، وإنما سياسيًا لا يحقق الرغبة الفلسطينية أو الإسرائيلية، وهو ما سيؤدى مستقبليًا إلى صراعات.
وقال نبيل فهمى: "لست من المقتنعين بنظرية المؤامرة دائمًا، لكن بعد هذا السن الذى وصلت إليه، فمن السذاجة توقع اختفاء المؤامرات، فلابد أن هناك مؤامرات تتم، وهناك استعداد للتصدى، وهناك مساعٍ لأطراف غير عربية لتحقيق أهدافها، وما يتضح من المشهد الحالى، فلن ولم يستطع أى طرف مهما تضخمت قوته فرض الحل عسكريًا، أو حله سياسيًا بشكل منفرد.
وأنهى نبيل فهمى حديثه: "كنت وما زالت أؤيد الحوار العربى الإيرانى، ولم أر أى تحرك إيرانى يعكس مصداقيتها فى الدخول لهذا الحوار، ولهذا طلبت من الجانب الإيرانى إبداء بعض الخطوات لبناء الثقة، لأن ما نشهده فى الخليج العربى من محاولة الهيمنة سيضر الجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة